سياسة بلا مبادئ

داليا نجا ملاعب

أنباء الشباب

شهد عصرنا تقدماً علمياً واضحًا ظهر في طحشة التكنولوجيا المتسارعة؛ الظاهرة التي طغت على مجتمعنا وسيطرت عليه، يتنفسها الناس في الشهيق والزفير فباتت انشغالهم الوحيد..

تطور العصر علميّاً، فلا ننكر ذلك. لكن أين تطوّر الفكر والمبادئ؟ فهما في مجتمعٍ كهذا، في طريقهما إلى الزوال.. فنرى السياسيين والمسؤولين منعزلين في أبراجٍ من العاج يشوّهون السياسة نظراً للخلل في تطبيقها.
فالعمل السياسي يتطلّب الكثير من الموضوعية والمصداقية؛ يتطلب قول الحقيقة وإحقاق الحق. يتوخّى الكثير من اليقظة والوعي، فيفترض فيه أن يكون أشرف الأعمال وأكثرها نزاهة.
للسياسة قواعد عديدة ينبغي تطبيقها لأجل مواطن حرّ وشعب سعيد.
يجب على السياسي أن يكون له عين على المبادئ يستلهم منها مواقفه، وعينٌ على مطالب الشعوب.
يجب عليه خوض المعارك والعمل لأجل الحقيقة والحق والعدالة والأمن.
يجب عليه التمسّك بالمبادئ وتطبيقها، ولكن عن أي مبادئ أتحدّث؟
فأي مبادئ ستطبق في زمنٍ كهذا؟! في زمنٍ تستوطنه الأحقاد والمصالح الذاتية والغش والكذب والنفاق! في زمن أصبح فيه الخداع أمراً طبيعياً!
في زمنٍ يُظلَم فيه الفقير ويُحتقَر، أما الغني فيسمو ويُتوَّج!
فأين المبادئ في هذا الزمن؟ أهذه هي السياسة الحقيقية؟ بل إنها سياسة مزيفة مشوهة غير مألوفة العواقب.
أصبحت وعوداً تافهة لا هدف ورائها إلّا أن يتحمّل الضعفاء مزيداً من البؤس والذل انتظاراً لغدٍ أحق وأصدق، انتظاراً ليومٍ يبزغ فيه فجر الحقيقة وتشرق فيه شمس الحق ويهطل فيه مطر السلام والوفاق..
سياستنا اليوم بلا مبادئ. ليت السياسيين المسؤولين يستيقظون من سباتهم الذي طال، يسمعون صرخة ألم بلدهم الذي يناجي على حافة الهاوية طالباً الإستقرار.
ليتهم يتنازلون عن كبريائهم الطاغي ويتوجّهون نحو مسؤولياتهم لإنقاذ جيلٍ، لإنقاذ بلد.. ليتهم يقومون بواجباتهم فالأجيال القادمة ستحاسب ولن تبقى صامتة، بل ستقول كلمتها!
(أنباء الشباب، الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم داليا نجا ملاعب

ومضات أملٍ ويقظة