زلزال الكامب نو والسيناريو الإعجازي المؤلم.. عقاب قاسي لسان جيرمان

“كلما حلقت عاليا، كان السقوط مدويا” هو مثل قديم ينطبق تماما على الموقف المتناقض الذي عاشه أوناي إيمري، مدرب باريس سان جيرمان، فالرجل الذي رفعته الجماهير لعنان السماء بعدما حقق أكبر انتصارات في تاريخ الفريق بالبطولات الأوروبية على حساب برشلونة، ذاق مرارة الخروج الأليم والمهين بالأمس على يد نفس الفريق.

وفي يوم 14 فبراير/شباط الماضي، سجل الفريق الباريسي نتيجة لم يكن أكثر المتفائلين من جماهيره ولا حتى أكثر جماهير الفريق الكتالوني تشاؤما توقعها، وهي الفوز 4-0، مما جعل الجميع ينظر لمباراة الإياب على أنها تحصيل حاصل.

وبعد ثلاثة أسابيع وعلى عكس جميع التوقعات، عاش إيمري أصعب ليلة له خلال مسيرته التدريبية بعدما استقبلت شباك فريقه 6 أهداف على ملعب “الكامب نو”، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من المرور ببطاقة العبور قبل نهاية اللقاء بسبع دقائق التي شهدت عودة تاريخية للفريق الكتالوني بتسجيل ثلاثة أهداف، ليصبح الفريق الوحيد في تاريخ البطولة الذي يتمكن من العودة في نتيجة وتعويض فارق أربعة أهداف.

وبالعودة قليلا إلى الوراء، عندما أعلن النادي الفرنسي تعاقده مع إيمري في الصيف الماضي خلفا للمدرب لوران بلان، كان السبب الرئيسي وراء هذا الأمر هو عقلية مدرب اعتاد على الفوز بالألقاب مع فريقه، إشبيلية الإسباني، عندما قاده للتتويج بثلاث نسخ متتالية في الدوري الأوروبي، وهو الإنجاز الذي لم يتمكن أي مدرب من تحقيقه.

وبعدما أنفق النادي، نحو 700 مليون يورو في الصفقات منذ 2011، اعتقد أنه وجد ضالته في المدرب الشاب، 45 عاما، الذي سيقود الفريق لمنصات التتويج الأوروبي بعد السيطرة على جميع الألقاب المحلية، لاسيما بعد الأسماء التي جلست على مقعد المدير الفني مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي ولوران بلان والتي لم تستطع تحقيق الغاية المنشودة وهي التتويج بدوري الأبطال.

ولكن الأسلوب الدفاعي للمدرب الإسباني على عكس سابقيه ساهم في خلق نوع من انعدام الثقة بين اللاعبين وداخل غرف خلع الملابس، ولكن سرعان ما بدأ هذا الشعور في الاختفاء منذ بداية عام 2017 بعدما عرف الفريق طريق الانتصارات.

وبلغت هذه الانتصارات ذروتها وارتقت طموحات جميع المحيطين بالفريق لعنان السماء بعد النتيجة الكبيرة التي تحققت على حساب فريق بحجم برشلونة.

وفي مباراة الإياب بالأمس، وعلى الرغم من الدفع بأسماء ذات ثقل هجومي أمثال كافاني ودي ماريا ودراكسلر، إلا أن العقاب جاء قاسيا لإيمري الذي انتهج خطة وصفها قائد برشلونة، أندريس إنييستا، بـ”دفاعية بحتة”.

ولهذا كانت العواقب وخيمة سواء على مستوى النتيجة (6-1)، أو السيناريو الذي ودع به الفريق البطولة في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء.

وخرجت الصحافة الفرنسية لتصب غضبها على إيمري، مطالبة إياه بضرورة الفوز بلقبي الدوري والكأس من أجل أن يؤمن منصبه مع الفريق على الرغم من امتداد عقده حتى الموسم المقبل.

وتأهل الـ “بي إس جي” لربع نهائي الكأس وسيلعب أمام أفرانش، أحد أندية الدرجة الرابعة، في الوقت الذي يبتعد فيه عن صدارة الدوري بثلاث نقاط خلف موناكو.

وقبل العودة مجددا إلى أجواء المنافسة المحلية يوم الأحد المقبل أمام المتذيل لوريان، يبدو أن صدمة الخروج المؤلم أمام برشلونة ستظل غصة في حلق جميع المنتمين للفريق الباريسي لفترة ليست بالقصيرة.