هكذا جعل جنبلاط محمية أرز الشوف الرئة التي يتنفس منها اللبنانيون!
9 مارس 2017
في الطريق الى الشوف، وفيما تستقبلك منعطفات ملتقى النهرين بضحكة الحياة الصاخبة وسط طبيعة بكر لا زالت تحافظ على رونقها وبيئتها النظيفة، تظن ان “المشوار” سيطول وصولاً الى تلك القمم المشرفة على ساحل الدامور النظرة بخضرتها وهيبتها العابقة بحكايات وحكايات تكاد تختصر تاريخ لبنان.
الا ان ساعة واحدة كفيلة بإيصالك الى تلك “القطعة من السماء” المتجلية في اعالي الشوف، تروي قصة وطن تجذّر كما تلك الأرزة التي ترحب بك على مدخل محمية ارز الشوف.
فعلى مشارف العاشر من أذار، الذي ستحتفل به المحمية بيومها الوطني، قررت “الانباء” أن تزور المحمية للبحث في زواياها عن بعض من سحر اعتادت ان تغرينا به مهما لبست من اثواب بالابيض تحت وشاح الثلج ام بالاخضر وسط انغام ربيعية، حيث تتميز المحمية بتكاثر طبيعي مميّز، ومنها يمكن للزوار التمتع بمراقبة طيور وحيوانات على البرك الجبلية ومشاهدة منظر بانورامي رائع لسهل البقاع ومستنقع عمّيق.
الاستعدادات بدأت لاستقبال الزوار قبل انتهاء فصل الشتاء، حيث سيتم تنظيم العديد من النشاطات خلال الأسابيع المقبلة مرتبطة بموسم الثلج، حيث يزورها ما يزيد عن الف شخص من كافة مداخلها من أجل هذا الموسم، كما اشار مدير المحمية نزار هاني في حديث لـ “الانباء”، معلنا عن نشاطات ربيعية يتم التحضير لها لا سيما الـ hiking وغيرها من الانشطة.
وردا على اسئلة حول مميزات المحمية، اشار هاني الى ان “المحمية هي من أكبر المحميات في لبنان والشرق الأوسط فمساحتها حوالي 550 كيلومتر مربع حيث يقع 70 بالمئة منها في منطقة الشوف و30 بالمئة في البقاع الغربي”.
وقد تم تصنيف المحمية العام 2005 كمحمية محيط حيوي ضمن برنامج الانسان، وهو احد برامج الاوينسكو ومن خلال هذا التصنيف أصبحت مساحتها حوالي 5% من مساحة لبنان ويوجد فيها 30% من غابات الأرز.
ولفت هاني الى ان المحمية تحتوي عددا من النباتات يصل الى حوالي 1500 نوع، وتشكل منطقة استراتيجية للطيور المهاجرة بين أوروبا وأفريقيا، كما تشهد عودة للحيوانات شبه المنقرضة من لبنان مثل الكراكال وهو نوع من الهرر البرية”.
وحفاظا على هذا المعلم الطبيعي المهم، حذر هاني من “المخاطر التي قد تواجه محمية أرز الشوف لا سيما الإمتداد العشوائي للعمران والكسارات الموجودة في ضهر البيدر ومعمل الترابة المنوي إنشاءه، كل هذه المخاطر وإن كانت بعيدة إلا أنها تؤثر على المحمية بطريقة أو بأخرى”، مضيفا “كما هناك التغيرات المناخية التي تجتاح الشرق الأوسط والتي لها تأثيرها على الطبيعة وعلى محمية أرز الشوف ولتفادي هذه المخاطر تقيم المحمية نشاطات من تحريج وتشجير للغابات والتوعية الدائمة من أجل المحافظة على طبيعة المحمية ورونقها”.
وتوقف هاني عند الدور الأساسي الذي يقوم به رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في دعم ومساندة المحمية لحمايتها من الاخطار البيئية التي تهددها والحفاظ عليها كثروة طبيعية ومتنفس لجميع اللبنانيين، بالاضافة الى الجهات المانحة المختلفة كما القطاع الخاص من مصارف ومؤسسات خاصة كما الدور الكبير الذي تقوم به السيدة نورا جنبلاط.
وفيما يحرص القيمون على المحمية على تسليط الضوء على نشاطاتها ومميزاتها من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام، فإن الدعوة مفتوحة لكل اللبنانيين وللسواح لزيارة المحمية، مع الاشارة الى ان الدخول الى المحمية شبه رمزي فالمبلغ المتوجب على الكبار هو 7 آلاف ليرة لبنانية وعلى الصغار 5 آلاف ليرة، باستثناء اليوم الوطني للمحميات في 10 اذار.
وفي الختام لا بد من توجيه دعوة لحماية محمية ارز الشوف من اي مخاطر قد تهددها، كي تبقى رئة يتنفس بها لبنان وسط كل التلوث الذي يجتاح حياة اللبنانيين.
مريانا سلوّم – الانباء