فاديا كيوان لـ “الأنباء”: أدعو المرأة اللبنانية لمواجهة تحدّي كسب الثقة!

في ظل تنامي الحديث عن الكوتا النسائية والإتجاه الجدي لإقرارها في أي قانون انتخابي يتم التوافق حوله، وبغض النظر عن الشكل الذي تتخذه هذه الكوتا، أكانت ترشيحاً ام على مستوى المقاعد في الندوة البرلمانية، يبقى السؤال الأبرز: ما الذي منع المرأة اللبنانية من الوصول وإثبات نفسها في ميدان العمل السياسي، بعد أن حققت إنجازات هامة في مسيرتها الحقوقية والمطلبية؟

في هذا السياق، رأت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الدكتورة فاديا كيوان أن “الصورة اليوم باتت أوضح، حيث أن القوى السياسية والأحزاب التي تسمّي المرشّحين لا تسمي سيدات في لوائحها، رغم وجود نساء في صفوفها لكن بلا أدوار مهمّة”، وأكّدت “اننا في مأزق فعلي، ونسأل أنفسنا دوماً لماذا نسعى ولا نصل، لكن الجواب واضح وهو أننا نسعى من خارج السرب، في حين أن النساء المنضويات ضمن هذه المجموعات السياسية والأحزاب ضعيفات في مواقعهن وأدوارهن”.

واعتبرت كيوان، في تصريح خاص لـ “الأنباء” في يوم المرأة العالمي ان “التجمع النسائي المكوّن اليوم من تحالف نساء نشيطات وناشطات في مختلف مجالات الشأن العام يبقى قاصراً عن مواجهة القوى السياسية ذات العصب الطائفي والمذهبي وذات الحضور والنفوذ المتمادي على مدى عقود من الزمن، خصوصاً أن النساء الحزبيات لسْنَ ناشطات بما يكفي”، معتبرةً “اننا حتّى الآن ما زلنا نخوض معركتنا على هامش الحياة السياسية ونطمح لنقل النضال الى داخلها”.

ودعت كيوان النساء في الأحزاب للعب دور أكثر فاعلية بهدف تأمين وصول النساء إلى مواقع القرار في السلطة”. واذ أكّدت أن “ليس كل السياسيين فاسدين في لبنان”، لفتت الى ان “الفاسدين في هذه المرحلة هم أكبر عدداً ونفوذاً ولديهم تأثير كبير، وبالتالي يحاولون الضغط باتجاه تحجيم الأوادم في هذا البلد وكذلك تحجيم المرأة”، دعت كل الأوساط والأحزاب السياسية “لترشيح أفضل النساء الموجودات في صفوفهم”، ورأت أن “على المرأة أن تثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى انها قيمة مضافة أينما حلّت، وأنها ليست مجرد تكملة عدد”، معتبرةً أن “المرأة اللبنانية تواجه اليوم تحدٍّ كبير يتمثل بقدرتها على إثبات نزاهتها وشفافيتها وتفانيها واهتمامها بعمق الملفات وليس بالشهرة والطبل والزمر، وهي بالتالي معنيّة اكثر من أي وقت مضى بخلق جو من الثقة لكسب الرأي العام في صالحها”.

غنوة غازي- “الأنباء”