ضو ممثلا وزير التربية في احتفال تربوي في شحيم: نحن مع سلسلة الرتب شرط ألا تكون سلسلة على المواطن

 أقامت بلدية شحيم إحتفالا تكريميا للهيئات التعليمية في البلدة، بمناسبة عيد المعلم، في قاعة الرائد الشهيد فادي عبد الله في المعهد الفني في شحيم، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده ممثلا بمستشاره أنور ضو، وفي حضور النائب محمد الحجار، ممثل رئيس “حزب الكتائب” النائب سامي الجميل رئيس اقليم الشوف الكتائبي المحامي جوزف عيد، وكيل داخلية “الحزب التقدمي الإشتراكي” في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد وعضو مجلس قيادة الحزب ميلار السيد، منسق “تيار المستقبل” في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال وعضو المكتب السياسي للتيار المهندس رفعت سعد، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العقيد حسين الحاج شحادة، رئيس المكتب السياسي في “حزب الوفاء اللبناني” احمد زهير الحجار، ممثل “الجماعة الإسلامية” المهندس مالك فواز، مديرة دار المعلمين في عانوت غادة اسماعيل السيد، مدير شعبة كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في الدبية الدكتور ربيع مراد، الرئيس السابق لإتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور، رئيس بلدية شحيم السفير زيدان الصغير واعضاء المجلس البلدي، رئيس رابطة مخاتير الشوف مختار شحيم محمد عبد الرحمن ومخاتير شحيم وممثلين عن جمعيات واندية في البلدة وحشد من ابنائها.

عبد الحميد

إستهل الحفل بالنشيد الوطني، تلاه ترحيب من الزميلة سهى شعبان، ثم ألقت رئيسة لجنة التربية في بلدية شحيم ميساء عبد الحميد كلمة قالت فيها ان “الحفل محاولة متواضعة لرد جزء من جميل المعلمين والإعتراف بجهودهم التي ساهمت في رفع اسم شحيم عاليا في سماء لبنان”، منوهة ب”جدارة ابناء الاقليم عامة وشحيم خاصة، والذين حصلوا على المركز الأول في مباراة مجلس الخدمة المدنية للتعيين في ملاك التعليم الثانوي الرسمي”.

عبد الله

وتحدث رئيس لجنة المال والموازنة والأشغال في البلدية سامي عبد الله، فأكد ان “المعلم هو النبراس للتنوير والجسر للعبور من متاهات الجهل الى مواقع العلم والمعرفة، وهو المشكاة التي يدخل منها النور والتنوير لنهج الرقي والتطور في مداميك الحياة الإنسانية”.

الصغير

من جهته أكد الصغير ان “المعلم وضع هدف تربية الأجيال الصاعدة وصناعة المستقبل، وهو الذي يروي عطش الطلاب الى العلم والمعرفة والأخلاق الحميدة، انه اساس الثقافة، ومنه تعلمنا ان للنجاح اسرارا وان لا مستحيل لتحقيق اهدافنا”.

وعبر عن فخره بمعلمي مدارس شحيم والاقليم “لما يقدمونه من تضحية، وما يبذلونه من جهد للإرتقاء بالطلاب نحو الأعلى”، منوها بالنتائج التي يحصل عليها الطلاب “حيث المراكز الأولى دائما لشحيم والوظائف الأولى ايضا، وذلك بفضل الأساس الذي وضعه الأساتذة لمسيرة طلابهم”.

سلوى الحجار

والقت كلمة المكرمين المديرة السابقة لمدرسة شحيم الرسمية المتوسطة المربية سلوى الحجار، فشكرت البلدية ثم قالت: “عندما نكرم المعلمين نكرم انفسنا، فهم الرواد المخلصون في مجال التربية والتعليم، وهم من يحمل خصال المسؤولين المؤتمنين: اخلاص في العمل، حنان ابوي تجاه التلاميذ، اخذ بالسواعد الفتية لارشادها على دروب الغد في مستقبل الوطن”.

النائب الحجار

ثم تحدث الحجار، فقال: “لقب المعلم ليس سهلا ولن يلقب به أي كان، بل كان فقط كبار الفلاسفة والعلماء يلقبون به وآخرهم كان من استحقه من عندنا، عنيت به المعلم كمال جنبلاط. حين نتحدث عن المعلم في عيده، نتحدث عن العلم وعن الإنسان. والمعلم في عرفنا وعرف البشرية هو حامل رسالة، وكل حامل رسالة رسول، رسول علم ومعرفة، ومنارة للهدى ومعرفة الإنسان لنفسه وأساس تطور الحضارة البشرية منذ وجدت. أما العلم، وهو مجال اعتزازنا كلنا في هذا الوطن، فلطالما كنا نقرأ في كتبنا المدرسية القديمة أن لبنان هو بلد الإشعاع المعرفي وبلد المدارس والجامعات الراقية وبلد المتعلمين الذين يخرجون منه إلى بلاد العالم ليكونوا هناك في أرفع المناصب”.

أضاف: “بالأمس كان عيد الأبجدية، الأبجدية التي خرجت من هذه الأرض، من هنا، وانتشرت في العالم لتكون مدار الكلمة والنص، لتوثق الحضارة الإنسانية، ولتكون أبجديتنا علما ومعلما نعتز به. لكننا قطعا لن نقف عند التراث ونستذكره فقط، بل لننطلق منه إلى مزيد من المعرفة والتطور لخدمة المستقبل، خدمة شبابنا وخدمة وطننا. هذا العلم نريده أن يتطور مع تطور المعرفة، مع الحداثة التي تناسب أولادنا وشبابنا الواعدين، وعلينا طبعا أن نؤمن لهم فرص العمل ليبقوا في الوطن ويعملوا على تقدمه وازدهاره”.

وتابع: “في حداثة العلم نتحدث عن الأمية التكنولوجية والثقافية، ونحن نعيش اليوم هذه الطفرة العلمية التي علينا مواكبتها لنساير التطور، ونلتقي مع العالم كله، بعدما أمحت الحدود. وهذا يوصلنا إلى الشق الثاني من احتفالنا بالعيد، الشق المتعلق بالمعلم، الإنسان، الذي نوجه له أطيب المباركات في يومه، وأطيب التمنيات والدعاء، لمزيد من العطاء والصمود والتقدم والتوفيق بإذن الله. وهنا أقول بأننا، من موقعنا، سنعمل دائما لواقع أفضل للمعلم ولمستقبل أفضل له، وهو عماد هذه الواحات المعرفية التي نعتز بها، هنا في الإقليم، وعلى مساحة الوطن. والكلام عن مزايا المعلم والتعليم ودورهما اللصيق بترقي الأمم يطرح السؤال عن المقابل الذي يلقاه نبع المعرفة في بلداننا عدا التبجيل في المناسبات. وأولى الموجبات هو الإنصاف ونأمل اليوم ونحن أمام عهد جديد وحكومة جديدة أن يتم الوفاء بالوعود وبرؤية الترجمة العملية لسلسلة الرتب والرواتب، فتلبى المطالب المحقة للقطاع العام بطريقة عادلة، وينصف المعلم والموظف وينصف الناس وتنصف المالية العامة للدولة. والإنصاف الذي ننادي به يتعين أن يشمل الطلاب كذلك، بتطوير المناهج وتأهيل الأبنية المدرسية وقبل كل ذلك وبعده تأهيل مستمر للمعلم ليواكب التطور العلمي وطرق التعليم الحديثة، بما يعزز الوعي لدى الطالب ويحفز الحشرية العلمية والبحثية لديه استجابة لنداء التطور والتقدم. ما ينقص تلامذتنا اهتمام أكبر بالمدرسة الرسمية وما يعوز خريجينا فرص عمل أوسع، غالبا ما يجدونها في الحضن العربي، ومع ذلك نجد بين مسؤولينا من لا يحسن الإستفادة من دفء هذا الحضن، أكان بالشطط السياسي، أم بالإرتهان والمغامرات”.

وقال: “كلمة خاصة بنا في شحيم والإقليم. ومن هنا أوجه نداء إلى أهلنا في الإقليم، أحثهم فيه على ضرورة تجديد الهمم وتحديث الوسائل لتأمين نهضة المدارس العامة المتخصصة وتعزيزها، ليبقى الإقليم خزان العلم والعلماء في الوطن. إذا كان عندنا في الإسلام عيدان فقط، وإذا كان للوطن أعياد كبرى، فإننا نرى أن عيد المعلم كبير ومهم لدرجة أن يكون بين هذه المناسبات، لأنه الأكثر إنسانية ووطنية وقيمية وحضارية”.

وختم الحجار: “لقد بدأ الله تعالى كتابه الكريم مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم ب: اقرأ. والله تعالى دعانا حين نبتهل إليه لنزداد معرفة ب: رب زدنى علما. ونحن على يقين أن قوله تعالى هو مفتاح عملنا لنهضة العلم وإصلاح حال المعلمين في كل شؤونهم”.

ضو

والقى ضو كلمة حماده، فقال: “حملني الوزير مروان حماده اليكم كل تحياته ومحبته، للأسف حالت جلسة مجلس الوزراء دون تمكنه من حضور هذا الإحتفال. منذ إقرأ الرسالة النبوية، حتى اليوم، كانت هذه الرسالة مصدرا روحيا واشعاعا، رسالة العلم والوعي والنور التي حملها الأنبياء والفلاسفة والحكماء، وكانوا كلهم معلمين، حملوا رسالة المعرفة والوعي، وزرعوا بذور التحرر، حاربوا جحافل الجهل، وكانوا صناع المستقبل، لذلك لا يستطيع احد ان يبعد المعلم عن الرسالة، ولا يبعد الرسالة عن المعلم، فالمعلم والرسالة صنوان لا يفترقان. مبروك عيد المعلم، تحية للمعلمين في هذا العيد، تحية خاصة لمعلمي الاقليم، فأنا قد عرفتهم في مراحل ثلاث: الأولى، هم علمونا، نحن في الشوف الأعلى تعلمنا على يد ابناء اقليم الخروب، كانوا يذهبون الينا كل يوم بكل اصرار وارادة واندفاع، لينشروا العلم في كل المدارس التي علموا فيها، وكنت انا واحدا من تلامذتهم، ثم اصبحنا زملاء، وعلمنا معا في مرحلة التعليم الإبتدائي والثانوي، وكانوا من خيرة الزملاء والمربين والأصدقاء. والمرحلة الثانية التي عرفتهم فيها عن كثب، عندما اشتعلت الحرب، وغابت الدولة، وانشأ وليد جنبلاط الإدارة المدنية للإهتمام بشؤون الناس، كان معلمو الاقليم في المقدمة، كانوا لا يبالون بالصعاب وبالنار وبالحرب ولم يترددوا يوما عن حمل الرسالة في تلك الظروف الصعبة. ثم بعدما انتهت الحرب وبدأ بناء الدولة لم يتخلفوا ايضا، ونشهد اليوم على هذه النهضة التربوية والعلمية الكبيرة في الاقليم في هذه المدارس التي تخرج خيرة الطلاب وخيرة رجالات الوطن، فتحية لأبناء الاقليم وتحية لزملائي المعلمين”.

أضاف: “منذ كمال جنبلاط وحتى مروان حماده، قدرنا في وزارة التربية ان نمر مرورا سريعا، فكمال جنبلاط عام 1962، لم يستطيعوا ان يتحملوه، فإستقالت الحكومة، وفي اول اسباب الإستقالة ان يتخلصوا من كمال جنبلاط في وزارة التربية، لأنه حمل لواء المدرسة الرسمية وعمم الثانويات الرسمية على المناطق اللبنانية، لأنه ارتأى ان التعليم الرسمي هو الذي يجمع اللبنانيين ويوحد في ما بينهم، وان الجامعة اللبنانية هي المصدر الذي يلتقي فيه اللبنانيون والمعلمون ويتوحدون، لم يستطيعوا تحمل افكاره، فإستقالت الحكومة. ومع مروان حماده اليوم المرحلة قصيرة، نحن مع المدرسة الرسمية، ومع التعليم بشكل عام، ولكن مع المدرسة الرسمية بشكل خاص، وسيسعى الوزير حماده لأنه يحمل افكار كمال جنبلاط، سيسعى ونسعى معه الى ان نقدم ما امكننا الى هذه المدرسة. واقول ان اولى الأمور التي بدأنا بمعالجتها هي عمدة المدرسة الذي هو المعلم، فتعاونا مع الكتل النيابية- الدكتور محمد الحجار احد الذين تعاونوا بهذا الموضوع بشكل بارز- لحل مشكلة الفائض في التعليم الثانوي، وأعتقد ان هذا الموضوع بات على طريق الحل. الآن شكلت لجنتان، واحدة للإهتمام بالمتعاقدين في موضوع التعليم الأساسي من اجل ادخالهم في الملاك، والثانية من اجل ادخال معلمي التعليم المهني الى الملاك، فهؤلاء الذين منذ عشرين سنة لم تجر اية مباراة لإدخالهم في الملاك”.

وتناول موضوع سلسلة الرتب والرواتب، فقال: “نحن في الحزب التقدمي الاشتراكي مع سلسلة الرتب والرواتب، شرط ألا تكون سلسلة على المواطن، وأن تخنق أنفاسه. السلسلة يجب ألا تكون من جيوب الفقراء، يجب أن تؤمن لها الموارد لكي لا تؤثر على الموارد الوطنية وعلى الإقتصاد الوطني، ويجب ألا تكون من جيوب الفقراء. ونتابع في المجلس النيابي حاليا لكي لا تطال الضرائب الفقراء، ولكي تكون السلسلة. عسى ان يبشر وزير التربية في عيد المعلم بمطلب تاريخي للمعلمين لم يستطيعوا ان ينالوه، هو بيت المعلم، فأعتقد انه سيكون هناك بشرى من هذا النوع”.

وتابع: “بالنسبة الى ترميم المدارس والمباني، ففي اوائل العمل في الوزارة علمت ان الوزير حول لائحة للترميم، وهي لائحة قديمة من الوزير السابق. وتيمور جنبلاط حضر ملفا للاقليم والشوف الأعلى وعاليه وكل المناطق حول الحاجات الفعلية، فقلت للوزير ان لدينا ملفا كبيرا، فأجابني ان هناك 35 مدرسة بينها حوالي 10 مدارس من التي تطلبها أنت، واستطعت ان اغير بمدرسة واحدة، فأضفت مجمع شحيم للمدارس. اننا سنتابع من خلال العلاقة مع الجهات المانحة بموضوع الترميم من خلال قرض ال100 مليون دولار، هناك 40% اعمار مدارس جديدة، عسى ان يكون للاقليم الحصة التي يستحقها، وهو يستحق الحصة الوازنة، هذا الاقليم، اقليم الوطنية والعروبة”.

وختم ضو: “سنسعى لكي تتضمن مناهجنا محاربة للأمية القيمية بعدما غرقت مناهجنا بهذه التكنولوجيا التي تبعدنا شيئا فشيئا عن قيمنا. نريد ان تعيدنا مناهجنا الى عالم القيم الذي تميزنا به، والذي ساهم في بقائنا وصمودنا، رغم ان الحضارة الغربية فقدت وحدة العائلة والأسرة، وضاعت القيم في تلك البلاد. لذا علينا ان تكون مناهجنا مناهج للمستقبل، مناهج تفاعلية للعلم، ومناهج تحافظ على القيم، هذه القيم التي يتمتع بها الجبل ويتمتع بها لبنان. أحيي بلدية شحيم رئيسا وأعضاء على هذه المبادرة الكريمة في تكريم المعلمين، واريد ان اشير الى ان ثلثي العمل التربوي يقع على عاتق البلدية”.

بعد ذلك قدم الصغير درع البلدية لضو، وآخر للزميلة شعبان عربون محبة وتقدير.

( وطنية _ الأنباء)