بصمة إنسانية جديدة لجنبلاط في راشيا … دار للمسنين والمعوقين يستوعب 45 سريراً

كثيرة هي المشاريع التي شقّت طريقها وأبصرت النور بعد حرمان مزمن فرض إيقاعه على مئات القرى والبلدات النائية، ومن بين هذه المناطق قرى راشيا والبقاع الغربي، التي عادت منذ اكثر من عشر سنوات الى خارطة الدولة الانمائية ودائرة اهتمامها، بعد ان استعادت قرارها السياسي بعد العام 2005 وإيلائها أولوية من قبل رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط.

والى جانب العديد من الجهات المانحة التي قدمت مشاريع انمائية للمنطقة، كان لمجلس الجنوب نصيب كبير في انماء هذه القرى، فخطة الإنماء فيه ليست موسمية بل هي حالة دائمة ومستمرة، في سبيل انعاش جميع المناطق اللبنانية. وانطلاقا من دور الدولة الرعائي في إنماء المناطق التي عانت من الحرمان، ومنها منطقتا راشيا والبقاع الغربي، دأب مجلس الجنوب على ضخ عدد كبير من المشاريع والمؤسسات الحيوية التي تنعش هذه المناطق.

ومن هذه المشاريع التي تستحق إلقاء الضوء عليها وعلى دورها، وضع حجر اساس لمبنى دار المسنين والمعوقين في راشيا، برعاية النائب جنبلاط وبتمويل كامل من مجلس الجنوب.

68956_10152772216425159_8373516222045170459_n

ذبيان

واشار المراقب العام المالي في مجلس الجنوب ياسر ذبيان في حديث لـ “الانباء” إلى أن “المشروع لُزّم ومن المتوقع أن ينجز ويصبح مؤهلاً لاستقبال هذه الفئة من المسنين والمعوقين خلال عام، ويبصر النور كمشروع تنموي حيوي للمنطقة ولكل لبنان”.

وحول تفاصيل المشروع، لفت ذبيان الى ان قدرة استيعاب الدار ستكون 45 سريرا، موزعة على 3 مباني من ضمن المشروع نفسه، بحيث يخصص مبنى للمسنين ومبنى لاصحاب الحاجات الخاصة ومبنى إداري يحتوي ايضا على قاعات مخصصة للاجتماعات والمؤتمرات.

IMG-20170301-WA0057

وفيما شدد على البعد الوطني لهذا المشروع وامكانية استفادة جميع اللبنانيين ومن مختلف المناطق منه، نظرا لعدم وجود الكثير من دور لعلاج ورعاية المسنين في لبنان، فان الدار سيكون ملجأً للعائلات الميسورة غير القادرة على متابعة حالات ابنائها من ذوي الحاجات الخاصة حيث سيكون هناك عقد للدار مع وزارة الشؤون الاجتماعية، في حين ينطبق الامر نفسه على المسنين حيث سيتم توقيع عقد بين الدار ووزارة الصحة العامة.

وكشف ذبيان عن ان المشروع المستقبلي الذي سيشكل نقلة نوعية من خلال الدار، هو تحويله الى مستشفى حكومي فئة ثانية، وهو مشروع فريد من نوعه في لبنان، حيث ان هذه الفئة من المستشفيات لا تزال حكراً على المستشفيات الخاصة.

وفي السياق، اعتبر ذبيان أن “مشروع المسنين والمعوقين أولوية، خاصة وأن المجتمع اللبناني ذاهب في اتجاه المجتمعات الهرمة، فهناك انخفاض في معدل الولادات، وتأخر في سن الزواج، وهذه الامور تؤسس لان نكون مجتمعا هرما، وبالتالي نحن كدولة لبنانية لا نملك البنية التحتية اللازمة لرعاية المسنين والمعوقين، خاصة أن منطقة راشيا والبقاع والغربي بحاجة الى مثل هذه الدار التي تابعها النائب وائل أبو فاعور وطرحتها على مجلس الجنوب حيث لاقى الطرح صداً إيجابياً خاصة عند رئيسه قبلان قبلان، الذي تعاطى بإيجابية وحماس مع الفكرة”.

وأشار ذبيان إلى أن “الحزب التقدمي الاشتراكي لم يتأخر لحظة في متابعة شؤون الناس، وهذا المطلب يأتي في إطار تنموي محق وواجب على الدولة أن ترعى شؤون الناس تطبيقا للانماء المتوازن”.

وأوضح ذبيان أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة عمل وضعها مجلس الجنوب وتضم مشاريع عدة، مشيراً إلى قرب الانتهاء من بناء ثانوية كوكبا، بالاضافة الى تأهيل ملاعب في أكثر من قرية جنوبية، وملاعب في حاصبيا والبقاع الغربي وراشيا، حيث ينفذ المجلس مشاريع تكاد تكون في كل قرية.

و أكد ذبيان على أهمية دور الدولة في رعاية المناطق من خلال مشاريع تنموية تهدف الى رفع الحرمان ومساعدة أبناء القرى، في إطار التنمية المستدامة للمجتمع شرط اقترانها بنظرة تنموية قائمة على الخروج من الوجهات التقليدية للمشاريع.

16865003_1389574864415531_4610107765907262318_n

القاضي

من جهته، اعتبر وكيل داخلية البقاع الجنوبي في “التقدمي” رباح القاضي ان هذا المشروع الانساني والاجتماعي يشكل في مضمونه اضافة نوعية على المشاريع التي ضخها الحزب التقدمي في منطقتي راشيا والبقاع الغربي بتوجيه من النائب وليد جنبلاط الحريص على هذه القرى وبمتابعة وجهود يومية يقوم بها النائب أبو فاعور منذ اكثر من 12 سنة.

وإذ لفت الى أن واجب الدولة أن ترعى ابناءها على كافة المستويات، اعتبر القاضي أن مسؤوليتنا ان نضيء على القضايا الاساسية لرعاية شؤون الاهالي ومنها رعاية المسنين حيث تم افتتاح مركز للمسنين واليوم يستكمل بوضع حجر اساس لبناء حديث وعصري يليق بهذه الشريحة التي ضحت كثيرا على مدى عشرات السنين وآن الاوان ان تنصفهم الدولة خاصة ان بعضهم لا بجد من يعيله وان هناك حالات تحتاج الى متابعة طبية وغذائية يومية اضافة الى احتضان ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مستقل وتوفير كل مقومات الحياة التي تليق بقدراتهم واوضاعهم الاستثنائية.

عارف مغامس وكامل ابراهيم – الانباء