«وإذا سمعوا اللّغْوَ وأعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين» (القصص: 55).

تحت عنوان: القمة العالمية للحكومات 2017، اجتمعت نخبة من القيادات وصنّاع القرار والمنظمات الدولية ورواد القطاع الخاص والخبراء والمفكرين حول العالم، للمشاركة في استشراف مستقبل الحكومات وآثار التغيرات المتسارعة على المجتمعات والسبل الكفيلة بإيجاد الحلول المبتكرة الاستباقية لها وتجمع عدداً من الشركاء الوطنيين والعالميين البارزين الذين يشاركونها رؤاها وأهدافها ويسهمون بفاعلية في إنجاحها.

وقد شارك فيها أكثر من 90 متحدثاً وأكثر من 120 جلسة حوارية وحوالي 130 دولة مشاركة و4000 مشارك…

وجاءت الصدمة كبيرة ومدوية في الوضع العربي من حيث المبادئ والأسس التي على ضوئها قام مؤتمر القمة العالمية للحكومات… والأرقام وحدها تتكلّم وهي حقاً مخيفة وتجسّد المستنقع الذي وصل إليه العرب، وقد تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة في إيصال هذه الأرقام إلى أكبر عدد ممكن من الناس علّها تقدم لنا درساً حقيقياً لقيام سياسات واستراتيجيات على كل الأصعدة حتى لا يسبقنا الزمن ونعيش من جديد عصراً جليدياً إذا لم نقل عصر الديناصورات… قارئي العزيز إليك الأرقام:

• 57 مليون عربي لا يعرفون القراءة والكتابة.
• 13,5 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدرسة هذا العام.
• 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر.
• 8% زيادة في معدلات الفقر آخر عامين.
• تريليون دولار أي ألف مليون دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية.
• 5 دول عربية في قائمة العشر دول الأكثر فساداً في العالم.
• رغم أن العالم العربي يمثل 5% من سكان العالم إلا أنه يعاني 45% من الهجمات الإرهابية عالمياً.
• 75% من اللاجئين عالمياً هم عرب.
• 68% من وفيات الحروب عالمياً هم عرب.
• 20 ألف كتاب فقط ينتجها العالم العربي سنوياً مجتمعاً بدوله الـ 22 والمأساة أن دولة مثل رومانيا وحدها تنتج سنوياً 35 ألف كتاب.
• عدد السكان العرب 410 مليون أنتجوا 2900 براءة اختراع فقط بينما كوريا الجنوبية وشعبها لا يتجاوز 50 مليون أنتجوا 20201 براءة اختراع.
• من عام 2011 حتى عام 2017 تمّ تشريد 14 مليون عربي.
• من عام 2011 حتى عام 2017 خسائر بشرية تصل إلى 1,4 مليون قتيل وجريح.
• من عام 2011 حتى عام 2017 تمّ تدمير بنية تحتية بقيمة 460 مليار دولار.
• من عام 2011 حتى عام 2017 خسائر في الناتج المحلي العربي بقيمة 300 مليون دولار.
• 

وعلى هامش هذه الأرقام أحببت أن أضع مقتطفات من أقوال الذين شاركوا في هذه القمة العالمية يقول الأمير محمد بن راشد آل مكتوم: «إنها قمة الهمم، إنه تجمّع عالمي فريد من نوعه، ومركز للابتكار الحكومي ومحطة لتوليد الأفكار الجديدة»، ويقول الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون: «لا يقتصر دور الحكومة على العمل بشكل جيد، إذ يجب على العمليات والأنظمة والخطط أن تتفانى في خدمة الصالح العام».

ويقول الرئيس أوباما: «يمكننا أن نعمل سوية ليحصل أكبر عدد من أطفالنا على تعليم يؤهلهم مواكبة الاقتصاد العالمي، سيشمل النمو الاقتصادي الجميع، وستتمكن المزيد من المجتمعات من أداء دورها لحماية كوكبنا».

أكتفي بالأرقام العربية وبقول بعض كبار المشاركين…

ألف تحية أقولها كعربي من القلب والعقل والوجدان لدولة الإمارات العربية المتحدة التي احتضنت هذه التظاهرة الحضارية العالمية والتي تشكل بصيص الضوء في آخر النفق العربي… لعلّ وعسى…

(*) رئيس جمعية طبيعة بلا حدود

(**) عضو اللجنة البيئية في نقابة المهندسين في بيروت