عن كواليس المناقصات في لبنان!

ميرا العياص

أنباء الشباب

في ظل إطلاق مناقصة تحديث سنترالات الهاتف الثابت برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، نسأل ما هي المناقصات وكيف تطبق في لبنان؟

يحتاج العمل الإداري والوزاري للبدء بمشروع ما، إطلاق مناقصة معينة، وذلك لتحقيق التساوي في الفرص بين شركات أو أفراد قادرين على تقديم أفضل ما لديهم من خدمات من جهة، وللحصول على عدد كافٍ لإنتقاء أفضل العروض بما يتناسب مع الطلب ونسبة تحقيق المصلحة العامة من المشروع المراد تنفيذه من جهة أخرى.

المناقصة هي فرصة تنافسية تعطى لشركات وأفراد مختصين في مجال ما، لإلتزام مشروع معين، عبر عرض أفضل أسعار لأفضل نوعية للخدمات المطلوبة أمام اللجنة أو المجموعة التي اطلقت المناقصة. وهذه الفرصة تنشر بإعلان عام ينشر بوسائل الإعلام المتاحة. بعدها، تلتزم الإدارة المعينة باختيار أفضل من يتقدم للتعاقد معها شروطاً سواء من الناحية المالية أم من الناحية الفنية، طبعاً بعد معاملات تقنية تختلف من مناقصة إلى أخرى ومن إدارة إلى أخرى. والمناقصة عدة أنواع، منها العامة والمحدودة والمناقصة على أساس الموازنة بين السعر والعينة…

Untitled1

أما بالنسبة للتجربة اللبنانية في إجراء المناقصات على مر العهود والحكومات، فنرى مثلاً مناقصة تأهيل معمل الذوق عام ٢٠١٢: طُرحت مناقصات لإصلاح المعامل وتأهيلها، فألغي بعضها ووضع بعضها الآخر في أحد أدراج مجلس الوزراء، عدا عن محاولة مجلس الإنماء والإعمار من الإلتفاف على المناقصة لعدة أسباب من محسوبيات وغيرها …

أيضاً، تأتي أزمة النفايات لتؤكد تأثير المحاصصة والفساد على سير المناقصات بنزاهة وشفافية…حيث وبعدما لبت النداء بعض الشركات المتخصصة في مجال توليد الطاقة من النفايات، وأخرى متخصصة في التدوير والطمر الصحي، تم إلغاء المناقصة!

ولكن في الحالين تحوي المناقصات في لبنان صندوقاً أسودَ يخفي عن الرأي العام ما جرى ويجري في كواليس المناقصات..

عموماً، وللأسف، فالمناقصات في لبنان تتم بالتراضي بين الدولة والشركات. وهذه الشركات تؤمن الخدمات عن طريق التعاقد مع الدولة، مما يعني ان الصفقات تحصل في ظل غياب مبدأ الشفافية، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل عن مدى وجود الفساد في مثل هذه الصفقات في ظل تغييب المواطن عن الآلية المعتمدة لإتمامها، وهنا لا بُدّ من الإشارة بأن الشفافية تعطي المواطن حق الاطلاع على تفاصيل دفاتر الشروط، التعاقد وآليته، فإما يطمئن لما يحدث وإما يرفع اعتراضه بشكل علني.

555

اخيرا، نأمل أن تكون المناقصة التي اطلقها الرئيس الحريري يوم الجمعة في ٢٤ شباط، ملتزمة الشفافية والنزاهة، ومطابقة لمواصفات المناقصة الفعالة، ضمن المهل المحددة … لقد شبعنا وعود وكلام ليس له مهلة تنفيذ ولا أرقام ولا دقة… كما حدث في الوزارات السابقة، فالنية في العمل لا تبرر غياب العمل… وتحديث سنترالات الهاتف الثابت موضوع بغاية الأهمية وحاجة ماسة للبدء بتطبيقه بنوعية أفضل وأسعار أوفر… ننتظر لنرى ونتابع مصير هذه المناقصة آملين بالوصول إلى النتائج المرضية والعادلة للمواطن وحقوقه.

(أنباء الشباب، الأنباء)