وليد جنبلاط لا يقّل عن حجم الوطن / بقلم اديب غريزي

تذكير لمن اصابهم مرض الغرور والغباء السياسي والحقد الاعمى علهم يدركون..
في الماضي القريب وابان عهد الشيخ بشاره الخوري رئيس جمهورية لبنان بعد الاستقلال واثناء لقاء بينه وبين سيدة قصر المختارة المرحومة الست نظيرة جنبلاط والدة المعلم كمال جنبلاط وجدّة الزعيم الوطني وليد جنبلاط، اثنائها كانت تسيطر على العلاقة بينهما نوع من الفتور والبرودة نتيجة بعض المواقف والتصاريح من قبل الرئيس الشيخ بشارة وأحد اعوانه الملقب آنذاك بالسلطان سليم ضد مواقف سيدة القصر وسياسة آل جنبلاط…
قصر المختارة
ومن ضمن الحديث بينهما قالت له الست نظيرة جنبلاط: “وينك رايح يا شيخ بشارة بمواقفك وتعاطيك معنا”؟ فعليك ان تراجع حساباتك ولا ترى السياسة بعين واحدة وعليك ان تضع حدا لبعض ازلامك واعوانك.. وتذكر منيح ان عهدك عبارة عن عدة سنوات “ورح يجي غيرك رئيس”.. لكن نحن اسياد في هذا البلد.. عمرنا من عمر ارزه وسنديانه ونحن تاريخ هذا البلد ومستقبله.. ووجوده من وجودنا في سواحله وعلى قمم جباله الشامخة..
حصل هذا الحديث بحضور كمال جنبلاط الذي كان مستمعا لوالدته احتراماً لها على موقفها وكلامها الجريء.. ذهب الشيخ بشاره وعهده وازلامه وبقي قصر المختارة شامخا وبقيت زعامة بيت جنبلاط متربعة على عرش السياسة اللبنانية.
توالت العهود.. وكان كمال جنبلاط بقامته الشامخة وصوته المدوي في المجلس النيابي وكل المحافل حاملا هموم الوطن وحقوق الفلاحين والعمال الكادحين على مساحة الوطن.
المعلم-كمال-جنبلاط
رحلوا.. فلّوا.. ضعفوا.. انهزموا.. وانتصر كمال جنبلاط بمواقفه وحكمته ورؤيته.. وانتصر معه الحزب التقدمي الاشتراكي في حضوره الشعبي ومدّه الجماهيري الواسع وبقيت المختارة محجة الوطنيين الشرفاء وبقي اسم كمال جنبلاط لامعاً مشرّفاً للسياسة اللبنانية والعرببة والدولية من خلال وقوفه الى جانب القضايا العربية والوطنية الكبرى ولاسيما قضية فلسطين..
استشهد المعلم كمال جنبلاط جسدا لكنه بقي فكرا ومبادئ وقيما انسانية واخلاقية نستقي منها..
الرئيس اميل لحود.. وقبله وبعده.. رحلوا ورحلت عهودهم.. منها الابيض ومنها الاسود.. ومنها الرمادي.. وبقي عهد وليد جنبلاط..
عهد القادة الوطنيين الشرفاء
عهد المناضلين الاوفياء لدماء الشهداء، شهداء كل لبنان
عهد الثوار الاحرار
عهد الدفاع عن العيش المشترك الحقيفي
عهد الحفاظ عن حقوق جميع مكونات لبنان وميزة تنوعه..
عهد عدم الغاء الآخر،
عهد خصيوصية لبنان في العالم العربي الاسلامي ..وعهد خصوصية الجبل فيه..
صفير في المختارة 2001
عهد مصالحة الجبل التاريخية وطيّ صفحة الحرب الاهلية الى غير رجعة تحت سقف المختارة وبكركي.. فعهود المختارة وبكركي باقية ما بقي لبنان وثابتة ولن تزعزها الايام.. وعهودهم مؤقتة وزائلة.
من هنا، ننصح البعض من اعماهم الغرور.. ان يقرأوا التاريخ القديم والحديث..
فهذه المختارة بتاريخها العريق ودورها الوطني والعربي وارثها الفكري والسياسي والادبي.. وهذا وليد كمال جنبلاط بطل الحرب التي فرضت عليه.. وبطل السلم الذي فرضه على الآخرين وحافظ على العيش المشترك والتنوع.. عندما رفضه البعض في لحظة تجبّر واستقواء وكانت الحرب المشؤومة..
فحذار حذار من محاولات النيل من وليد جنبلاط.. وحتما لن تنال منه هذه المحاولات المشبهوهة والمغطاة بعناوين ملغومة.. فهؤلاء الساسة الحاقدين مهما حملوا من القاب وتسميات..
فكلمة وليد جنبلاط لقب كبير بحد ذاته لا يقّل عن حجم الوطن..
                   
(الأنباء)