أندراوس ذكّر عبر “الأنباء” بمصالحات الجبل: حقوق المسيحيين ليست مغتصبة من أحد

في رده على سؤال يتعلق بالوضع السائد في البلاد، وإمكانية وجود حلحلة بالنسبة لقانون الإنتخابات. إكتفى نجل زعيم سياسي كبير كان يقوم بواجب إجتماعي في بعض القرى الجبلية، برفع حاجبيه علامة عدم الرضى لما يدور في الكواليس السياسية، من مشاريع مشبوهة لا تصب في الصالح العام الذي تتطلبه مصلحة البلاد في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، والتي لا تزال إرتداداتها على لبنان قائمة، الأمر الذي لا يبشر بالخير على الإطلاق. وإذا كان الزعيم الوطني غير راغب بالغوص في تفاصيل ما يجري، وما يطلقه البعض من مواقف وتصريحات سياسية، أقل ما يقال فيها أنها تعقد الأمور ولن تساعد إطلاقاً على إنتاج قانون جديد للإنتخابات يؤمن التمثيل الصحيح لكافة القوى السياسية بحسب أحجامها، وقوة حضورها السياسي. فإنّ ما يمكن أن يفهم من هذه الإمائة المعبرة أنّ الأمور مازالت تراوح مكانها، ولا شيىء يوحي بفرج قريب على خط إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها. خاصة وإنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يوقع على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الذي حوله وزير الداخلية نهاد المشنوق الى مجلس الوزراء لتوقيعه من قبل الرئيس سعد الحريري. ما إنّ التمديد التقني أو غير التقني لمجلس النواب أصبح وارداً في أية لحظة يجتمع فيها ثلثا أعضاء المجلس النيابي.

وفي هذا السياق أعرب النائب السابق أنطوان أندراوس في إتصال مع “الأنباء” عن تخوفه من عدم إجراء الإنتخابات في موعدها.

ورأى في مواقف وتصريحات القوى في التيار الوطني الحر وبالأخص ما يصدر عن وزير الخارجية جبران باسيل والنائب إبراهيم كنعان بأنها لا تشجع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على خوض الإنتخابات وفق ما يطرحونه من مشاريع، داعياً هذه الأطراف الى الكف عن المطالبة بإسترجاع حقوق المسيحيين لأنها ليست مغتصبة من أحد.

وأشار الى ان لا أحد يمكنه أن يفرض على وليد جنبلاط معادلة جديدة، ويجب التعامل مع وليد جنبلاط بحسب قوته الجغرافية التي تتعدى القوة العددية.

ورأى انّ الجبل أساس الكيان اللبناني، وإنه يعيش بجناحيه الدرزي والمسيحي، مستغرباً محاولات البعض تغيير المعادلة فيه، رغماً عن إرادة بنيه من الطائفتين الكريمتين، لافتأ الى حرص جنبلاط الشديد على وحدة الجبل، وإنه إزاء ما يطرح من مشاريع إنتخابية فهو على تحالف دائم مع الرئيسين بري والحريري وعلى تنسيق مع القوات اللبنانية، منبهاً من المساس بوحدة الجبل.

وسأل هل بنية المتباكين على حقوق المسيحيين إعادتنا الى الحرب الأهلية، أو ماذا يريدون إذاً. وقال: “إذا كانو يريدون استرجاع حقوق المسيحيين فلما لم يعيدوا المسيحيين الى الضاحية الجنوبية ويعيدون لهم أملاكهم؟ كما فعل جنبلاط في الجبل؟ ولمذا التركيز على على الشوف وعاليه فقط؟

النائب أندراوس ذكّر بالمصالحات التي جرت في الجبل، وما أنفق من أموال من أجل إعادة الإعمار، في عهد الرئيسين إلياس الهراوي ورفيق الحريري، وصولاً الى المصالحة التاريخية التي رعاها الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والنائب وليد جنبلاط بحضور ممثلين عن كل القيادات المسيحية. وسأل ماذا تغير منذ ذلك الوقت حتى اليوم للمطالبة بإسترجاع الحقوق، داعياً الغيارى على لبنان بالكف عن المتاجرة بحقوق المسيحيين وترك الجبل وشأنه.

أندراوس أيد مطالب النائب جنبلاط واللقاء الديمقراطي بجعل الشوف وعاليه محافظة واحدة، لما تشكله من إنصهار وطني تجتمع فيه كل الطوائف اللبنانية. وقال: “كيف يقبل الغيارى على المسيحيين أن يفوز لهم ثلاثة نواب لهم بأصوات حزب الله وحركة أمل في جبيل وأربعة نواب في بعبدا، وثلاثة نواب في جزين. ولماذا لم تقم الدنيا ولا تقعد إلا في الشوف وعاليه فقط. مع التذكير بحرص جنبلاط الدائم على تمثيل القوات اللبنانية، والوطنيين الأحرار، والكتائب، والمستقبل، على لوائحه. واصفاً ما يجري العمل عليه بصفقة تعيينات لا أكثر ولا أقل.

صبحي الدبيسي – الانباء