الحريري عبر ” OTV”: دعابةُ” طيّ الصفحة

فاطمة عبدالله – النهار

الرئيس سعد الحريري عبر الـ”أو تي في”. “لا تِسْتَغرب ولا تِسْتَعجب”، تقول الأغنية. ليال الاختيار بالأحمر، تُحاوره ليلة 14 شباط عن آلام الذكرى. للإطلالة دلالات، فبدا أنّ المحطة البرتقالية بَنَتِ الاستضافة على تأكيد الحريري أنّ الصفحة طُويت.

تأخّر بثّ الحلقة لضرورات نقل غوغاء الشارع وصيحات السُباب. لم يطلّ الحريري من أجل “سكوبات” تُبهج محاوِرته، بل من أجل رسائل: “نتطلع إلى كتابة تاريخ جديد. اختلفنا والتقينا، ولم تكن الخلافات شخصية. مشوارنا طويل لبناء الوطن”. كلما استرسل في موضوع، صوّبت الاختيار البوصلة: “علاقتكَ بالرئيس عون، وماذا تقول لجمهور “التيار”؟”. الأمر أشبه بمن يخضع لفحص نيات وينتظر طويلاً من أجل هذا الاعتراف: “لقد انتهى كلّ شيء”. وِسْع قلب الحريري قاده إلى “أو تي في” في ذكرى استشهاد الأب. حضوره في “البيال” وكلمته أمام الحشد، تكفّلا بخطف الوهج. لم تعد الإطلالة المُسجّلة في ذاتها موضع مراهنة. في السياسة، قال ما قاله، وفي الشوق إلى الأب، قال الأوجاع: “اشتقنا له”.
“قولوا قولوا الله”، دندنة تُذكّر بمرحلة وصور. يمرّ الرئيس الشهيد، مُردّداً كلاماً من ذهب: “ما مهم مين بيبقى وبروح، المهم البلد”. تلمع في عينيّ الحريري الابن دمعات محبوسة. دمعات العارف بالخسارة. يتحدّث عنه انطلاقاً من مسيرة طويلة ومشاريع وأحلام. كأنّه من الخلف، من صورته، من الضمير، يشعر به مراقِباً ومتابعاً وخائفاً على انهيار الوطن. بهدوء، مرّت الحلقة. “الموقف” سُجِّل في قاعة “البيال”، فخلت من سَبَق. حلقة دلالات سياسية تروق “أو تي في” بعد الوفاق والتسوية. حتى أنّ دعابة يتيمة أطلقها الحريري، فلم تتلقّفها المذيعة. مازحها قائلاً إنّ العمل مستمرّ من أجل المواطن، و”مصلحتكِ ومصلحة الشباب في أو تي في”. ثم استدرك مبتسماً: “وفي “المستقبل” أيضاً!”. الحريري للمرة الأولى أمام جمهور العهد الجديد. تحية للسلام، فكان الختام بصوت راغب علامة، الرفيق والجار: “كلنا للوطن، للعلى للعلم”.