هل “المستقبل” منزعج ويبحث عن خطوة استباقية؟

أثناء متابعة سياسي بارز لمجريات إحتفال البيال في الذكرى الـ12 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولحظة دخول الرئيس سعد الحريري مع الدكتور سمير جعجع يداً بيد. أطلق السياسي ضحكة حملت الكثير من الرسائل أو الإشارات، وأولها أن الظاهر غير الضمني، والمعلن المشهود غير المضمر المكتوم. ويستند في تقديره هذا إلى الخلافات حول قانون الإنتخاب، إذ يفنّد جوهرية الإختلافات حتى في عز إدعاء الطرفين التحالف والحرص على بعضهما البعض.

يقول السياسي: “إن القوات اللبنانية والمستقبل، يكرران دوماً أن التحالف بينهما وثيق ولا يهزّه شيء، وأنهما متفقان تماماً في مسألة قانون الإنتخاب، لا سيما في إقتراح القانون المختلط المقدّم منهما بالتعاون مع الحزب التقدمي الإشتراكي، لكن حين بدأ النقاش الإنتخابي جدياً، وقدم الوزير جبران باسيل صيغته المختلطة، تبيّن أن القوات توافق على كل تفاصيلها، وهذا يمثّل خروجاً على الإتفاق مع المستقبل”.

ويذهب السياسي أكثر من ذلك قائلاً: “بعد سقوط هذه الصيغة المختلطة، خرج جعجع معلناً تمسّكه بها ورفضه لأي صيغة أخرى لا تنطلق منها وتدخل بعض التعديلات عليها. في المقابل، بدا تيار المستقبل أشد المعترضين على هذه الصيغة لأنها مفصّلة على قياس خصومه، وتهدف إلى إستهداف حصّته النيابية، وهنا يكمن الخلاف بين الطرفين، والذي لم يعلن بعد لدواع عاطفية وإنتخابية على صعيد الجمهور بحسب ما يعتبر السياسي.

لكن حقيقة الأمر في مكان آخر، وهو ما تشير إلى مصادر مستقبلية لـ”الأنباء” حول إنزعاجها من بعض مواقف جعجع خاصة لجهة ذهابه بعيداً في التحالف المسيحي، والعودة إلى نغمة قديمة، تسبق إتفاق الطائف، حول إستعادة الصلاحيات، والسعي إلى فرض قانون جديد، يتم من خلاله تغيير الواقع بتشكيل الكتلة المسيحية لأكثر من ثلث المجلس النيابي، وهذا ما يتيح لها التعطيل والتقرير في كل الإستحقاقات المفصلية في البلاد. وهذا ما يعتبره المستقبل خروجاً ضمنياً على إتفاق الطائف، وإلتفافاً عليه.

ولذلك، كان لا بد من خطوة إستباقية لـ “المستقبل” تهدف إلى تحصين هذا الإتفاق ومضامينه، لأن أي إنتزاع جديد للصلاحيات بالقانون أو الدستور أو بفرض وقائع سياسية جديدة، يصب في خانة إضعاف التيار الأزرق. ولذلك، ثمة من عمل على إحياء الحلف الرباعي، بمواجهة التحالف المسيحي الرافض لأي مشاركة أو تعاون، وذلك إنطلاقاً من إستعداد هذا الثنائي المسيحي إلى خوض معركة رئاسة الجمهورية المقبلة.

وبحسب ما يعتبر متابعون، فإن فكرة إحياء هذا التحالف لا تهدف للإلغاء أو التهميش، إنما إلى إعادة الأمور إلى نصابها، وعدم حصر القرار في الدولة بيد تحالف واحد يجمع طرفين مسيحيين، كما أن هذا التحالف قد لا يقتصر على الأطراف الأربعة فقط، إنما قد ينضم إليه أفرقاء آخرون، كتيار المردة وسياسيين مستقلين، رفضاً لمنطق التهميش والإلغاء الذي تسعى الثنائية المسيحية إلى فرضه.

يعتبر “المستقبل” نفسه مستهدفاَ من هذا التحالف الثنائي، كما كل الأفرقاء الآخرين، ولذلك فإن ما يجري الآن هو البحث عن مخرج للخروج من هذا المأزق أولاً، وثانياً تحضير صيغة جديدة عملية وقابلة للتطبيق للرد على كل هذه المحاولات الإلغائية أو الإلتفافية، وبحسب ما تشير المصادر فإن الأيام المقبلة ستشهد ظهور المبادرة الجديدة.

ربيع سرجون – الانباء