بايرن ميونيخ يفتح صفحة جديدة

قدّم بايرن ميونيخ الأداء الأفضل له هذا الموسم في عهد كارلو أنشيلوتي، في استحقاقه الأهم، باكتساحه أرسنال 5-1. المكاسب من هذه المباراة ستتوزع في أكثر من اتجاه، وستعود بالفائدة على مسيرة الفريق محلياً وأوروبياً

صحيح أن بايرن ميونيخ تمكن من الابتعاد في صدارة ترتيب الدوري الألماني لكرة القدم بـ 7 نقاط عن لايبزيغ، وهو يتجه نحو اللقب المعتاد، لكن الواقع أن الفريق البافاري لم يكن مقنعاً في أدائه وطريقة انتصاراته التي عانى في عدد من المباريات للوصول إليها في الدقائق الأخيرة، تماماً كما في المباراة الأخيرة أمام إينغولشتات عندما سجل هدفين في الدقيقة 90 والوقت بدل الضائع ليحصد الفوز، فضلاً عن أن منافسيه ساعدوه للابتعاد عنهم من خلال تراجعهم، مقارنة بما كان عليه الحال قبل العطلة الشتوية.

لكن ما يمكن قوله أن ما بعد ليلة أول من أمس لن يكون كما قبلها، إذ إن البافاري قدّم المباراة الأفضل له هذا الموسم دون أدنى شك، عندما تفوّق على أرسنال الإنكليزي تماماً في ذهاب دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا وألحق به هزيمة ثقيلة 5-1 مرفقة بأداء مميز كان ينتظره جمهور ملعب «أليانز أرينا» منذ تسلّم الإيطالي كارلو أنشيلوتي مقاليد الأمور خلفاً للإسباني جوسيب غوارديولا.

هذه الأمسية كانت كفيلة بتغيير الصورة التي بدا عليها بايرن منذ مطلع الموسم والتي ظهر في معظمها مفتقداً لكرته الممتعة والهجومية المبنية على السرعة في تناقل الكرة، حتى وصل الأمر إلى التشكيك بتكتيك أنشيلوتي ومدى نجاحه في تجربته الألمانية الجديدة. لكن في الاستحقاق الأهم هذا الموسم أمام أرسنال، استعاد البافاري عافيته وما فقده، مقدماً كرته المعهودة التي ألهبت حماسة مشجعيه، حيث بدا اللاعبون جميعاً على أرض الملعب كما لو أنهم بعثوا إلى الحياة من جديد.

وبطبيعة الحال، فإن المكاسب التي خرج بها بايرن من هذه المباراة كثيرة، وهي ستنعكس إيجاباً على المستويين المحلي والأوروبي. إذ إن البافاري من خلال مباراة أرسنال عاد ذلك الفريق المخيف الذي يخشاه الجميع بعد أن تبدلت النظرة إليه في هذا الموسم إزاء مسيرته في «البوندسليغا»، وكذلك في دور المجموعات لدوري الأبطال، حيث احتل المركز الثاني على غير عادته بإنهائه في الصدارة، إذ إن النتيجة والأداء أمام «المدفعجية» تعد رسالة شديدة اللهجة للجميع بأن البافاري «يمرض ولا يموت».

فضلاً عن ذلك، سيكون أنشيلوتي من المستفيدين الأوائل من هذه المباراة، بعد أن أزال الشكوك وأثبت أنه مدرب لا يستهان بخططه وتكتيكه وخبرته في المناسبات الكبرى، وهذا ما كان يعوّل عليه بايرن عندما اختاره لقيادة فريقه، وهذا ما سيمنح الإيطالي الثقة المطلوبة لمواصلة عمله بأريحية بعيداً عن الضغوط.

وبالحديث عن الثقة فإنها ستنسحب على اللاعبين مثل الإسباني ثياغو ألكانتارا الذي أبدع أمام أرسنال وأبرز مهاراته في خلخلة الدفاعات اللندنية من خلال التمركز والمراوغة والتمرير، مسجلاً أيضاً هدفين سيرفعان من معنوياته، إذ إن الأداء الذي قدّمه لاعب برشلونة الإسباني السابق يخوّله لأن يلعب دوراً مهماً في الاستحقاقات المقبلة.

أما الأهم، فإن توماس مولر كان بأمسّ الحاجة للهدف الذي سجله عقب مشاركته في أواخر المباراة بعد الانتقادات الكثيرة التي تعرّض لها لصيامه عن التهديف وانتقاله إلى مقعد البدلاء، إذ من شأن هذا الهدف أن ينعكس إيجابياً على مولر ويعيده إلى سابق تألقه الذي جعل مانشستر يونايتد الإنكليزي يتقدم بعرض بقيمة 100 مليون يورو في الصيف الماضي لضمه، على ما ذُكر في أكثر من مناسبة.

استناداً إلى مباراة أول من أمس أمام أرسنال، يمكن القول إن بايرن ميونيخ فتح صفحة جديدة، كثر كانوا يمنّون النفس بأن تظل مطوية.

حسن زين الدين – الاخبار