عن طفلة متسوّلة في مار الياس: “اشتريلي مي ما بدي مصاري”

في زحمة شارع مار الياس، وصخب الحياة اليومية وهموم الناس ركضا خلف لقمة العيش، تشق تلك الطفلة النحيلة صاحبة العشر سنون طريقها وسط السيارات المنتظرة صفارة الشرطي، لتقرع بأصابعها الطرية النوافذ طالبة المال، 500 ليرة لبنانية فقط لا غير، الا انها وبعدما عجزت عن تحصيل ولو واحدة من كرم احدهم، ركضت خلف أحد المارة متمسكة بيده قائلا بلهفة: “اشتريلي مي ما بدي مصاري”.

نعم هذا مشهد من شوارع بيروت المزدحمة بآلاف الاطفال المتسوّلين، في ظل غياب اي سياسة رسمية لاحتواء هذه الظاهرة التي لا شك انها تشكل خطراً كبيرا على استقرار المجتمع اللبناني في السنوات القليلة المقبلة.

هذا بالاضافة حكماً الى الجانب الانساني الذي يدق ناقوس الخطر لجميع المنظمات الدولية الموجودة في لبنان كما وزارة الشؤون الاجتماعية وتطرح سؤالا كبيراً: “اين المجلس الاعلى للطفولة؟”.

ففي صباح الالف الثالث لا يزال هناك اطفال تبحث عن لقمة خبز على قارعة الطريق وفتات جبن في حاويات النفايات.

موضوع كتب عنه الكثيرون لكنه مع كل خروج صباحي من والى العمل يصادفك بوحشيته ليغتال الانسانية فينا، على امل ان يشبع تجار الحروب ويحل السلام يوما ما في هذه الارض.

نادر حجاز – “الانباء”