مجلس قيادة “التقدمي” لا يهبط بالمظلات!

وهيب فياض

يظن البعض ممن لم يعاصروا زمن الأحزاب الوطنية الحقيقية، ان انتخابات مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي مجرد يافطة او شعار آني، أملته المرحلة السياسية الراهنة.

قد يتبادر الى ذهن من يتلقى يوميا هذا الكم الهائل من طوفان سيول الطائفية السياسية، عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات الطائفيين بامتياز، ان الحزب التقدمي الاشتراكي، هو حزب حدوده طائفة رئيسه، ويدعي الوطنية وعبور الطوائف.

 لا بأس من إنعاش ذاكرة الجيل القديم وإغناء ثقافة الجيل الجديد.

 الحزب التقدمي الاشتراكي، حزب أسسته نخبة لبنانية من إعلام الفكر والسياسة، فيها الطبيب والمحامي، كما المفكر والمهندس، وفيها الشيخ العلاَّمة كما فيها الفلاح والعامل، كوكبة تتكتل حول نجم التمرد على التخلف والجهل والرجعية، الرافض ان يخوض غمار السياسة محصنا بالإرث التاريخي لعائلته العريقة في الحياة السياسية اللبنانية، والمصمم على جعل السياسة فعل إيمان بالمبدأ لا تبعية للشخص.

 الشيخ عبدالله العلايلي، فريد جبران، ادمون نعيم، فؤاد رزق، أنور الخطيب، خليل احمد خليل، سلمى صفير وغيرهم وغيرهم، اسسوا وانتسبوا وناضلوا، الى جانب ذاك المارد المتمرد على الطبقة السياسية التي كانت تتمنى ان ترفعه على الاعناق، زعيما للتقليد الرجعي، ففضل شق طريق السياسة بسيف المبدأ رغم وعورته، رافضا تكريسه زعيما بقوة اسم عائلته وتراثها السياسي ولو على طريق مفروش بالورود.

المعلم الشهيد

 كمال جنبلاط لم يكن سياسياً عابراً للطوائف، لانه أصلا لم يكن ضمن سُور الطوائف ليعبره وحزبه نسخة طبق الأصل عنه، يدور دورته في بحار ومحيطات السياسة، ليعود دائما الى حيث ولد، خارج أسوار الطوائف.

من يعرف تاريخ الحزب التقدمي الاشتراكي، يعرف ان سرحان سرحان وطارق خليل ووليد صفير وسواهم لم يأتوا الى مجلس قيادة الحزب من فراغ، ولا نواب رئيس الحزب طارئون على تاريخ الحزب، ومن يعرف وليد جنبلاط، يعلم علم اليقين ان الكوكبة المحيطة به حزبيا وسياسيا، ليست مجموعة تقايض مواقعها بوطنيتها، لتنتمي حزبياً او سياسياً، الى حزب وزعامة لو لم تكن وطنية بامتياز.

 يصورون لبنان تاريخ نزاعات وحروب بين الطوائف، ويصوره الحزب التقدمي الاشتراكي، صراعاً بين التقدمية والرجعية.

 ويصورون الأحزاب وعاء للطوائف، ويصوّرها الحزب وعاء للوطنيين.

 نعم، ان في الحزب التقدمي الاشتراكي، شريحة واسعة من طائفة الموحدين الدروز، ولكن السبب الحقيقي، هو العلاقة المباشرة بين كمال جنبلاط ووليد جنبلاط وبين اهلهم وعشيرتهم، التي سهلت وتسهل الاقتناع بصدقية القائد وصحة اختياره للمبدأ لأنهم يعرفانهم عن قرب قد لا يوجد بين جمهور وقائد سياسي في أماكن اخرى.

IMG-20170205-WA0065

 اذا كان هنالك من طَيّفَ أحزاباً فهذا شأنه اما ان تجد قادة يحزّبون طوائف، لإخراجها من التقوقع الى فضاء الوطنية الواسع، فهو التفرد والإعجاز بعينه.

 هنيئاً للحزب التقدمي الاشتراكي بقياداته التاريخية، من زغرتا الى أقصى الجنوب، ومن بعلبك الى بيروت العروبة.

 مبروك عليه مجلس قيادته الذي لم يهبط بالمظلات، بل ولد من رحم نضال عمره من عمر اعلان تأسيسه.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

تبيعون ونشتري

إنه جبل كمال جنبلاط!

إلا أنت يا مير!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!