رسالة تنوير الى مخرج التزوير ايلي فغالي

من طبع المخرجين أن يكسروا الأبواب الممتنعة لإدخال وردة الى كل بيت، ورسم ابتسامة في كل قلب، وغرس حكاية تترك أثرا طيبا وتعلم قيما في الحياة، أما وقد تتطاول مخرج مبهور وحاقد موتور على قامة قمة بحجم وليد جنبلاط، ففي الاخراج معصية أخلاقية، قبل أن تكون مهنية، لنهج شعبوي يثير الغرائز، ويكشف وجها آخر لسيناريو الأخراج المقيت الذي نعرف تماما أنه لا يعبر إلا عن خيال صاحبه الاسترجاعي المرضي، وقلة تهذيب لاثارة الغبار على مصالحة الجبل التي شقها بطريرك المحبة والمصالحة مار نصرالله بطرس صفير ووليد جنبلاط، الذي أعاد الاعتبار للمعارضة السياسية في لبنان بصفاء قلب ونقاوة عقل وخيال، تلك المصالحة التي عمقت وحدة الجبل وتنوعه الخلاق، وألغت الحواجز بين مكوناته الاجتماعية، فكانت ثورة الاستقلال اروع تجل من تجليات تلك المصالحة.

ولتنقية الذاكرة يا مخرج التزوير، واللاهث وراء الشهرة بسيف التشهير، وليد جنبلاط هو من يعطي صكوك البراءة بحماية السلم الاهلي ومن حمى اجراس الكنائس ودور العبادة، وحين يسمي  بالشراكة الوطنية مع نهج الاعتدال نوابا فلن ينتظر تأشيرة قبول من موزعي الفتن والتفرقة ومثيري النعرات المذهبية والطائفية، أما لبنان فقوي برئيسه الحاضن للجميع والعادل في نهجه ومقاربته وحسبنا أننا نثق بشخص الرئيس وكنا ممن ساهم في انهاء الفراغ.

ولكي تنعش ذاكرتك أكثر بنبش القبور ليبق رأسك بمستواها فقامة وليد جنبلاط اعلى من الثريا ولن يبلغها عقل مخرج مسكون بالحقد متجلبب بالكراهية، فهنيئا لك التمثيل على مسرح مخيلتك المريضة والتي لا تمت بأي صلة لكتابك المفتوح على التضليل والغش والخداع وانت الواقف على خشبة لغوك المقيت.

فاعتزل لأنك أعزل وفارغ وتعلم فن اخراج الكلمة قبل ان تخرج حقدك الدفين وللحديث صلة.

(*) عارف مغامس – “الأنباء”