العريضي ممثلا جنبلاط في تشييع المناضل جهاد ملاعب: نرفض منطق الإقصاء وتصفية الحسابات

بيصور- “الأنباء”

ودّع أهالي بلدة بيصور والحزب التقدمي الاشتراكي ومنطقة الغرب والشحار في مأتم مهيب المناضل المرحوم جهاد ملاعب بمأتم مهيب، تقدمه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ممثلا بالنائب غازي العريضي، مفوض الداخلية هادي ابو الحسن، مفوض المحاربين القدامى غانم طربيه، مفوض الشؤون الاجتماعية خالد المهتار، مفوض الخريجين التقدميين الدكتور ياسر ملاعب، القيادي هشام ناصر الدين، الدكتور ناصر زيدان، وكلاء الداخلية: زاهي الغصيني، خضر الغضبان، مروان بو فرج، زياد شيا، وفد من مؤسسة العرفان التوحيدية برئاسة الشيخ علي زين الدين، وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة لواء جابر، وفد من القوات اللبنانية برئاسة المسؤول في الجبل المهندس بيار نصار، وفد من حركة أمل برئاسة مسؤول بلدة كيفون علي القاضي، وفد من الحركة اليسارية برئاسة منير بركات، مدير فرع الحزب في بيصور نجا ملاعب، رؤساء بلديات ومخاتير وحشد من الفعاليات السياسية والعسكرية الحزبية والبلدية والأهلية والمدنية ولفيف من المشايخ وأبناء بلدة بيصور ومنطقة الغرب والشحار.

بعد إلقاء التحية الحزبية، وكلمة التقديم والتعريف من عمر ملاعب، قدم الشيخ علي زين الدين كلمة رثاء أشاد فيها بمزايا الراحل الأخلاقية ومناقبيته وتفانيه في العمل من أجل المصلحة العامة وخير مجتمعه، بالإضافة الى دوره الرائد والمميز كمناضل جريء شجاع متفاني ومثال للتضحية والوفاء والعطاء وبالقدرة العالية على تحمل المسؤولية وإنجاز المهام في كل المراحل وخصوصاً في أيام الشدائد والظروف الصعبة.

العريضي

بعدها تحدث باسم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب العريضي، فقال: “أيها المشيعون الكرام، هي ام الشهداء بيصور تودع أحد أبنائها الأبرار، وهو الحزب التقدمي الاشتراكي الذي أطلق رئيسه وقائدنا ومعلمنا وكبير الشهداء كمال جنبلاط تلك التسمية على هذه البلدة التي بينها وبين الحزب وبين صاحب المناسبة تلاصق في كل محطات النضال الوطني والعربي”.

أضاف: “نودع في هذه البلدة الرجل الذي كان على مدى عقود من الزمن يتميز بصفات الإقدام والنضال والشجاعة والوفاء والأمانة والالتزام، جهاد ملاعب كان عنوانا من عناوين التواصل المحب الفرح القريب وصاحب النكهة المميزة في حضوره وعلاقاته مع جميع أبناء بيصور، وكان من أبرز الناس الذين اندفعوا بمحبة لأبناء بلدتهم على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية من أجل تقديم المنفعة العامة والخدمة العامة ومن أجل تقديم السند ورفع الضيّم والسعي من أجل مساعدة هذا وذاك… جهاد ملاعب في بيصور كان أحد أبرز الذين جاهدوا وناضلوا وقاوموا وعبروا بوفاء عن التزامهم وايمانهم وتمسكهم بقضيتهم وبقسمهم وكان دائما من الذين وقفوا في طليعة صفوف المناضلين دفاعا عن قيمهم وانتمائهم وعن قسمهم وعن التزامهم، بهذا المعنى جسد جهاد بكل حضوره البيصوري والحزبي في هذه البلدة عنوان الرجل الذي كان بحق ملتزماً بما نسميه في بيصور الدستور البيصوري الذي على أساسه تم بناء علاقاتنا وورثناه من اجدادنا ومن أسلافنا وكبارنا كل المبادئ والقيم والعادات والتقاليد والأعراف التي نعتز بوجودها في هذه البلدة بشكل مميز عن كل بلدات المحيط. كما كان جهاد واحدا من الذين استمروا حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم يسعون من أجل تكريس هذا الجو وهذا المناخ انطلاقا من ايمانه السياسي وتمسكا به من دون التنازل عنه”.

وتابع العريضي: “على مستوى الحزب فقدنا رفيقا عزيزا مناضلا رافق المعلم الشهيد كمال جنبلاط والتزم مسيرة الرئيس وليد جنبلاط، وكان في كل محطات النضال إلى جانب الرفاق والأصدقاء والأهل الكرام، وكان صاحب المروءة والنخوة والاقدام والشجاعة وتقدم صفوف المناضلين، وهو ابن عائلة عريقة لها في تاريخ النضال القومي الوطني والعربي وفي كل محطاته المواقف المشرفة والتضحيات الكبيرة، وهو في الوقت ذاته كان صاحب الالتزام وابن البيت الذي خرج منه ومن بيئته الصغيرة الرجال الرجال الذين كانوا يوم قضى الواجب إلى جانب الرجال وإلى جانب رجل الرجال الرئيس وليد جنبلاط، جهاد ملاعب كان واحدا من هذا البيت الكريم تودعه بيصور اليوم ويودعه الحزب التقدمي الاشتراكي بإصرار على مزيد من التمسك بهذه المبادئ وهذه القيم وبهذه الرسالة وهذا الالتزام، وقد شاء القدر أن يفارقنا جهاد ونحن في صلب معركة الجهاد ولا نبالغ في هذا الكلام، وجميعكم يسمع ويتابع على مستوى معركة مصير حقيقية  في لبنان عنوانها قانون الانتخابات”.

ولفت الى اننا “كنا نتمنى أن يكون هذا العنوان، عنوان وفاق وشراكة وحوار حقيقي هادئ موضوعي عقلاني علمي حقيقي يأخذ بعين الاعتبار تاريخ وحاضر ومستقبل هذا البلد وأمنه واستقراره، وينطلق من ذاكرة يجب أن تبقى فيه، ومن ينسى أو يتناسى لا يستطيع أن يتخذ القرارات العاقلة والمصيبة التي من خلالها يمكن أن يبنى استقرار أو يحفظ أمن أو أن يوفر ازدهار”.

وقال: “نحن في مقاربتنا لهذا الموضوع ومن بيصور، من هذا الموقع بالذات من الحديقة الخلفية لبوابة الطائف، هذه البوابة التي وقف فيها وأمامها وعلى حدودها رجالا قاوموا ودافعوا وقاتلوا واستشهدوا وضحوا من أجل لبنان وتطوير نظامه ومستقبله وعروبته، آخذين بعين الإعتبار كل الظروف التي كانت قائمة، بادرنا بعدها مباشرة إلى القيام بواجب مد اليد والمصالحة والعودة إلى تأسيس شراكة حقيقية، وبالرغم من أننا واجهنا الكثير من التحديات وقدمنا الكثير من التضحيات لكن اصرارنا لم يتغير على تأكيد المصالحة وانجازها وتكريسها وحملنا الكثير لكن هذا الأمر يستحق كل تضحية ومعاناة، إلا أنه يستحق بالدرجة الأولى رجالا كبار ونفوسا كبيرة وعقولا كبيرة بعيدة عن منطق الإقصاء وتصفية الحسابات هذا الأمر انتهى حين أكدنا على المصالحة ويجب أن نذهب جميعا إلى شراكة حقيقية لبناء وطن آمن مستقر ومزدهر”.

وتابع: “من هذا المنطلق نحن نريد التأكيد على النقاط التالية: أولا كل سعينا وكل همنا وكل جهودنا كانت ولا تزال منصبة على أن نحمي لبنان الموحد الآمن المستقر في ظل ما يحيط بنا ممن زنار نار، وقد تجاوزنا الكثير من المطبات والتحديات وكنا نقول نريد الحفاظ على لبنان والاستفادة من هذه المرحلة التي نرى فيها انفجارات ونيران مشتعلة وعواصف ملتهبة في محيطنا والوضع في البلاد هادئ وآمن ونحن نريد تكريس هذه الاستقرار. المسألة الثانية وعلى قاعدة المصالحة والذاكرة وتاريخ لبنان نريد المحافظة على لبنان التنوع والفرادة والتسامح والشراكة الفكرية والذهنية السياسية والعلاقات المنفتحة الواضحة، من أجل التأسيس لمستقبل أفضل بعد كل ما جرى، فلبنان بلا تنوع يصبح واحد من هذه الدول التي لا تشهد استقرارا على الاطلاق فميزة لبنان بهذا التنوع بين الطوائف والأحزاب والقوى السياسية ومناخ الحرية والديمقراطية، لذلك كنا نقول ونكرر لا يستطيع أحد بل يجب أن لا يفكر أحد بإلغاء أو اقصاء أو بتجاوز أحد، فلبنان ميزانه دقيق، ومن يتطلع إليه ويأتي إلى موقع قرار يجب أن يزين كل كلمة وموقف وكل تفكير بخطوة ينبغي الإقدام عليها، يجب أن يفكر بدقة لأن ثمة آخرين في هذا البلاد”.

وأضاف: “المسألة الثالثة، على هذه القاعدة نحن التزمنا معايير الآخرين، ولا نزال نلتزم هذه المعايير وقلنا للجميع ننحن نناقش معاييركم، لكننا لا نستطيع أن نناقش معايير متعددة لمشروع واحد، وأنتم تقولون بانكم لا تقبلون بمشروع إلا بمعايير واحدة. نحن لا نطلب شيئا لأنفسنا على حساب الآخرين، تتحدثون بلغة الطوائف فلا يجوز لكم التفكير بإلغاء أو اقصاء أو اضعاف أي طائفة، تتحدثون بلغة الطوائف وهذه طائفة الموحدين الدروز مظلومة أساسا على كل المستويات في أي مشروع من مشاريع قوانين الانتخابات، هي مظلومة وقد قلنا بوضوح أن الطائفة الدرزية لها 8 نواب، ولو كلفت هذه الطائفة هي بإعداد قانون انتخاب ثمة 4 نواب دروز هذه الطائفة لا تنتخبهم ضمن اطار اللغة الطائفية التي تتحدثون بها، باقي 4 نواب دروز، تطرحون النسبية يعني سوف تأخذون مع الأربعة  إثنين من بقية الثمانية، في وقت تخاض معارك على واحد من أصل 64 نائبا، بينما تأخذون ستة نواب من الطائفة الدرزية من أصل 8 ماشي الحال، لا، هكذا لا تستوي المعايير بهذه الطريقة”.

وقال: “أما إذا كنتم تريدون العمل الوطني فنحن أهل العمل الوطني، تعالوا لنتحدث بصيغة ومشروع العمل الوطني الذي لا يستوي مع هذه الخطاب الطائفي، نحن تمنى أن يتذكر الجميع، ثمة اتفاق الطائف وندعو الجميع الى الالتزام به، وهناك كلام يقوله كثيرون في البلاد بأننا لا نريد المس بجوهر الطائف ولا تعديل أو تغيير الطائف ولا نريد مؤتمر تأسيسي هذا ممتاز، وهذا الأمر طمأن الكثيرين، لكن أيضا لا يجوز لأحد من موقع المسؤولية  التصرف بشكل يتم فيه تجاوز اتفاق الطائف على أرض الواقع، لا هذا لا يحوز ولا يستوي في السياسة اللبنانية بهذه الطريقة من خلال فرض اعراف لا تمت بصلة إلى الصلاحيات والى الدستور، لذلك نقول بكل هدوء وبكل تواضع أن منطق التحدي ورفع الصوت والاستعلاء والاستقواء لا يؤدي إلى أي نتيجة، لاعتبارين أساسيين، فهذا الأمر ليس حكرا على أحد، وليس ثمة أحد في البلاد لا يستطيع أن يرفع صوته أو اصبعه أو أن يقول رأيه أو يتحرك باي شكل من الأشكال، كل الناس أمامها كل الخيارات، ولا نريد أن يصل أحد إلى هناك على الاطلاق لأننا نريد المزيد من الامن والاستقرار”.

وتابع: “لذلك هذه مسألة مهمة جدا في مقاربة قانون الانتخابات، ويجب أن ينتظم عمل المؤسسات بما ينسجن مع اتفاق الطائف، وعلى هذا الأساس ندعو إلى حوار هادئ بدون تحدي واستعلاء واستقواء واستكبار، وكأن ثمة شخصا او مواطنا أياً كان موقعه يريد أن يتصرف وكأنه يتصدق على الناس لعدد من الطوائف أو المواقع من هنا أو هناك، لا هذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.

وأضاف: “المسألة الأخيرة، هناك شيء خطير في البلد، نحن نريد اجراء الانتخابات في موعدها، وندعو كل القوى السياسية للالتزام بأجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ونحن نصر على ذلك، ومع ذلك فإننا نسمع كلاما بأنه إذا لم تجر الانتخابات يكون الفراغ، لا هذا كلام مرفوض، فقد دفعنا ثمن الفراغ لمدة سنتين، فلا يحاول أحد التهديد بالفراغ على قاعدة أما الفراغ أو يكون ما نريد، لن يكون إلا ما ينتج بالتوافق وهذا ما نسمعه من الجميع فلنذهب كلنا في هذا الاتجاه في حوار هادئ وعقلاني”.

وختم العريضي بالقول: “هذه هي رسالتنا في هذه المناسبة، وفي هذا اليوم باسم الزعيم الوطني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أتقدم من العائلة الكريمة من عائلة جهاد بأصدق التعازي وأتمنى هذه أن تبقى كل المناسبات مناسبات تلاقي من أجل خير الوطن كل الوطن وخصوصا على مستوى الجبل، أما أنت يا جهاد سنفتقدك بنكهتك وبحضورك وشجاعتك واقدامك في كل جلساتنا وامسياتنا وحياتنا اليومية في بيصور، ألف رحمة عليك، أما أنا أفتقدك أخا عزيزا، ان لله وأن إليه راجعون”.

كلمة العائلة

ثم كانت كلمة العائلة قدمه نجل المرحوم حمادي ملاعب عاهد فيها على متابعة مسيرة الوفاء والإلزام بالمبادئ والقيم التي ناضل من أجلها والده حتى آخر يوم من عمره، كما توجه بالشكر لكل من شاركهم في حزنهم.

ختاما، تلا المشايخ  الصلاة عن روحه الطاهرة ونقل جثمانه إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة في مسقط رأسه بيصور.

(الأنباء)