المطارنة الموارنة: لوضع قانون انتخاب يستلهم الميثاق والدستور

عقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ومشاركة الآباء العامين، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان الذي تلاه أمين سر البطريركية الأب رفيق الورشا جاء فيه:

يرحب الآباء باستعادة حركة التشريع في المجلس النيابي حيويتها، ويثمنون المساعي الجارية للاتفاق على قانون جديد للانتخابات، وهم يجددون التأكيد على ضرورة الإسراع في وضع قانون يستلهم الميثاق والدستور، فلا يقع البلد في مراوحة جديدة أمام كل استحقاق دستوري، على أن يحقق القانون تمثيلا صحيحا لجميع أطياف المجتمع اللبناني. فيكون ذلك منطلقا لتعزيز الشراكة الوطنية ولتوطيد العيش معا، على أن تحترم المهل الدستورية لانتخاب مجلس نيابي جديد.

يستغرب الآباء المعالجات الفردية والإعتباطية أحيانا لقضايا عامة، كما حصل في قضية طيور النورس في مطار بيروت، الأمر الذي يسيء إلى صورة لبنان، ويسم الدولة اللبنانية بأنها عدوة للبيئة. لا بد من العمل على سياسة بيئية تراعي الشروط المعمول بها دوليا، ولبنان شريك فيها، لمعالجة القضايا البيئية، وخصوصا تلك التي لها انعكاساتها المباشرة على الصالح العام، كما ذكر البابا فرنسيس في رسالته عن البيئة بأننا “بحاجة إلى التخلي عن فكرة التدخلات في البيئة، لإفساح المجال لسياسات مدروسة ومناقشة من قبل جميع الأطراف المعنية” (ف.189).

يقلق الآباء الوضع الأمني في البلاد، وهم إذ يحيون الجيش والقوى الأمنية على الإنجازات التي يحققونها على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة، لا يسعهم إلا أن يتوقفوا على تزايد الجرائم والانتهاكات السافرة لحياة البشر وممتلكاتهم، والتي يذهب ضحيتها أبرياء مثل المرحوم مجيد الهاشم في الأسبوع الماضي. وهم إذ يستنكرون هذه الجريمة البشعة، يناشدون السلطات المعنية أخذ التدابير الآيلة إلى الحد من زهق الأرواح بهذه الطريقة الرخيصة، ومن كل أشكال الاعتداء على سلامة المواطنين وإلى ملاحقة المعتدين حيث هم وسوقهم إلى العدالة.

توقف الآباء على مضمون التقريرين الصادرين عن مؤسستين دوليتين، في موضوع الشفافية والفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان في مؤسسات الدولة اللبنانية. وهما ملفان يستوجبان العمل بموجبهما لأن قيمة أي عمل تقوم به الدولة تقاس بمدى احترامها لكرامة الإنسان وحقوقه، ومدى التزام مؤسساتها بهذين المعيارين.

 

يشكر الآباء الله على الهدنة المعلنة في سوريا، ويطالبون الأسرة الدولية بتفعيل المساعي الجدية لإيجاد حلول سلمية للحرب في سوريا، ولوضع حدٍ لعذابات الشعب السوري، ومساعدته على استعادة وحدته، وعودة جميع النازحين والمهجرين من أبنائه للمشاركة في إعادة بناء وطنهم على كل الصعد، وإطلاق حركة مصالحة وطنية شاملة تعيد اليه الأُلفة والمحبة والسلام.

فيما تستعد الكنيسة المارونية للاحتفال بعيد أبيها وشفيعها القديس مارون في التاسع من شباط الجاري، يكتسب العيد بعدا جديدا، لأن فيه تبدأ “سنة الشهادة والشهداء” التي أقرها سينودس أساقفة كنيستنا المقدس، على أن تنتهي في 2 آذار 2018 عيد أبينا القديس يوحنا مارون البطريرك الأول. يدعو الآباء أبناءهم أن يثمنوا تضحيات أجدادهم من أجل الإيمان، ويدخلوا بروح الصلاة وأعمال المحبة والمغفرة في مسيرة هذه السنة اليوبيلية. ويسألون الله بشفاعة القديس مارون، أن ينير عقول المسؤولين الدوليين والإقليميين والمحليين، كي يعملوا على إيقاف الحروب ونشر المحبة وإحلال السلام في هذه المنطقة وفي العالم.