كلمتان لأصحاب الإبرة الذهبية والمقص المسنون!

وهيب فياض

يقرأ جميع اللبنانيين في الصحف ويشاهدون على الشاشات تصريحات لجهابذة السياسة في لبنان، او لجراميزهم، تتضمن النتائج التي سيفضي اليها كل اقتراح من اقتراحات قوانين الانتخاب.

هذا يقول لنا ان الاقتراح الفلاني يوصل أربعة وخمسين نائباً مسيحياً بأصوات المسيحين. وذاك يقول لنا ان الاقتراح العلتاني سوف يخسره ثلاثة او أربعة مقاعد من كتلته ولكنه يقبل التضحية في سبيل الوطن وآخر يحاضر لنا بالفائدة الوطنية التي سنحصل عليها من الاقتراح الفليتاني مطمئنا من يوالونه من طوائف أخرى الى ان ضمانة وصولهم الى الندوة النيابية هو هذا الاقتراح بعينه، لأنه متحالف معه ويقرأ في كتابه.

 نسمع ونرى كل ذلك على طريقة بوسطجي الرحابنة انت لا تفكر نحنا منفكر عنك والذين يفكرون عنا يجتمعون وتحت إبط كل منهم الملفات التالية ملف عدد الناخبين في كل دائرة انتخابية قديمة او مقترحة وملف نسبة الذين سيصوّتون منهم ولمن سيصوّتون بالتفصيل الممل لانتماءاتهم السياسية، والدينية والمذهبية حتى لتكاد ترى نفسك عاريا في ملفاتهم حتى من ورقة التين.

 واخيراً، يبسط كل منهم خريطة الدوائر الانتخابية حاملاً في يده اليسرى مقصا وفِي يده اليمنى إبرة للخياطة مصنوعة من الذهب، لا يمسها الا ملوك التفصيل في بيوت الأزياء الانتخابية.

يتشاورون: تريدها قصيرة، استعمل المقص هنا، تريدها أطول استعمل الابرة هناك فإذا انتهت جلسة التفصيل، خرجوا الى عروض الأزياء الانتخابية يحاضرون في وحدة المعايير وصحة التمثيل والمصلحة الوطنية والكلام موجه فقط للاقليات طالما المصممون يمثلون الأكثريات.

 لا أيها السادة، لا يا اصحاب الأبرة الذهبية والمقص المسنون، أنا مواطن لبناني عادي لا يملك الا صوته ورأيه أقول لكم اذا كُنتُم تحت سقف الدستور الذي تسمونه دستور الطائف وتختبئون خلفه فطبقوا الدستور بلا مواربة بإلغاء الطائفية السياسية وبقانون انتخاب خارج القيد الطائفي، متلازماً مع انشاء مجلس للشيوخ ولتفصل النتائج بيننا، وانا عندها قابل بالنتيجة حتى ولو اوصلت الى البرلمان نواباً من طائفة واحدة، طالما المعيار هو الوطنية وطالما الميثاقية مصانة في مجلس الشيوخ والميثاقية بالإجماع هي جوهر الطائف ومعيار شرعية السلطة.

أما اذا أصريتم على طائفية معاييركم بمناصفتها بين مسلم ومسيحي وحفظ حقوق المذاهب ضمن كل من الديانتين، فإذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا، وانا مستنكف عن القتال، متمسك بفقرة من بضع كلمات في الدستور  تنزع الشرعية عن كل سلطة لا تراعي العيش المشترك، تسمح لي بالخروج على شرعية مزورة، وعدم الاعتراف بها، الا اذا طبق على من يمثلني في الندوة النيابية، ما يطبق على غيره بان تكون اكثرية ناخبيه من طائفته، دون الاضطرار لنسج تحالفات مهينة ومذلة للاقليات العددية، مع الأكثريات، مع ان بعضها صوري، منذ الطائف حين أوقفت آلة العد، على حد قول الشهيد رفيق الحريري.

اذا كنت لا أملك الا صوتي، وأنا مواطن فرد، تستطيعون رمي كلامي في سلة مهملاتكم، المليئة أصلاً بالافكار البناءة التي تناقض مصالحكم.

اما اذا كنت املك مع الصوت، رأياً قد يعجب، شرائح عديدة، تقف على ضفتي نهر الانصهار الاسلامي- المسيحي المزعوم والذي نريده حقيقة لا زعماً ففكروا ملياً قبل إقرار قانون انتخابي أعرج فكل ما تعتقدونه قابل للفرض بقوة السلطة، هو أيضا قابل للرفض بقوة الميثاقية.

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض

جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف

أيها المعلم المشرق علينا من عليائك

نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم!

ما وراء خطاب العرفان!

عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان!

عهد القوة ام العهد القوي؟

من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”!

لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين

حذار من تداعيات إزدواجية المعايير!

عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي!

لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية!

رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور!

لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى!

يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر!

تبيعون ونشتري

إنه جبل كمال جنبلاط!

إلا أنت يا مير!

ادفنوا حقدكم لتنهضوا!

الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف!

مطابق للمواصفات!