رسالة الى السيد بوتين

بقلم عصمت بو مجاهد

أنباء الشباب

ما نفع 45 طن من الهدايا في عيد الميلاد لجثث افحمتها بصواريخك وبطائراتك وسلاحك…

ما تنفع الهدايا وانت سلبت هدايا الرب للأطفال ارواحها..

ما تنفع ملايينك والالعاب لطفل صغير قضى تحت سقف كان يحميه من غضب المطر… فأنزلته على رأسه فسحقته وسحقت عائلته..

من اي داخون من الدواخين ارسلت “بابا نويل” الروسي…

والبيوت سحقت على روؤس ساكينها..

أطفال سوريا كان ينتظرون ان تنجلي الحرب ويعودون الى أحضان ابائهم وامهاتهم… يركضون في ملاعب الطفولة التي عاشوا فيها ايام الفرح والتعاسة…

syrian-children

أطفال سوريا ينتظرون المخلص لألامهم وعذابهم.. لقد سلبتهم هدايا الرب في ذكرى ميلاد المسيح.

سيد بوتين،

لقد فاتك مشهد حلب ومضايا.. عندما كان الناس الذين لم يتبقَ سوى القليل من اللحم على عظامهم، يشتهون رغيف الخبز، ورشفة ماء، وضحايا وجرحى من المدنيين على جانب الطرقات، ينتظرون الامم المتحدة التي تتمثل جانبك فيها ان يبعثوا بلقليل من المساعدات التي وصلت متأخرة جداً…

سيد بوتين،

قبل ان ترسل تلك الالعاب بالأطنان احرص ان تذهب الى أقرب كنيسة وتصلي للرب بأن يغفر خطاياك.

Syria-Children

وقبل ذلك احرص ان تتكون هداياك من بطانيات وأطعمة وقطع من الحلوى… لربما تنسي بعض الأطفال مأسيهم وتسد افواههم وامعائهم الخاوية…

سيد بوتين،

لقد قرأت قصتك عندما كانت والدتك أبان حرب “ستلنغراد” بين مجموعة من الجثث وفي طريقها للقبر، عندما انتشلها والدك وتبين انها لا تزال على قيد الحياة وكانت تحملك في احشائها آنذاك…

هل تعلم ان هذا المشهد الذي لم يتسنَ رؤيته في سوريا…

لأن هناك لم تعد الجثث جثث ولا الإنسان انسان …

… كل ما نطلبه من الرب ان يرسل إليك بعض الضمير. وبعض الإنسانية والمروءة هذا كل ما نتمناه سيد بوتين.

(أنباء الشباب، الأنباء)