روسيا وايران أهدوا “انتصار حلب” للأسد..

د. صلاح ابو الحسن

يتباهى بشار الاسد بـ”تنظيف” حلب.. ممن نظّفها.. من اهاليها السوريين؟؟.. من الشعب السوري الارهابي؟؟ مصطلح التنظيف يعني من “الاوساخ”.. و”الجراثيم”.. هو استعادة لمفردات زميله السابق – اللاحق، معمّر القذافي.. يوم قرر تنظيف ليبيا من الصراصير والجرذان.. فاذا به يلوذ في مخابئها وانابيبها..

الذين نظّفوا حلب وسوريا من الشرفاء.. هم ذاتهم الذين يديرون الحرب في سوريا، من روسيا وايران واميركا الى من انضم اليهم اخيرا تركيا.. ولو ان الادارة للحرب ينفذها كل فريق حسب حجمه ودوره ومصالحه.. وحدها اميركا تديرها عم بُعد بـ”اللاموقف”.. ووحده “الغائب” غير المقرر، هو بشار الاسد.. فلا هو في العير ولا في النفير.. ولا مكان له في “الانتصارات الالهية”.. المزعومة.. مهمته محصورة بأن يُذيع ما يُكتب له.. وان يتقبل هدايا “الانتصارات” على شعبه.. من قاسم سليماني ومن حزب الله ومن القيصر.. هو الناطق باسمهم.. وهل تجوال سليماني في قلعة حلب بعد الانتصار المبين واحتفالات الحرس الثوري في طهران يمكن ان يعني غير التأكيد على الدور الميداني للحرس الثوري وحزب الله؟؟…

حلب

التغيير الديموغرافي والفرز السكاني المذهبي والدمار والقتل والاعتقال والتنكيل والانتقام من اهالي حلب، مهمة روسيا وايران وحزب الله.. واذاعة بلاغ الانتصار مهمة بشار الاسد.. الذي يزهو كـ”الطاووس” ويتلذذ بقتل الشعب السوري!!.. وهو يشارك بتقديم الحافلات ووسائل النقل المختلفة على نفقته الخاصة لتحقيق مشروع “سوريا المفيدة”..

لكن، على الروسي والاميركي والايراني وحزب الله وكذلك التركي.. ان يعلموا جيدا ان مئات الآلاف الذين نقلهم بشار الاسد بحافلاته من حلب، وغدا من ادلب، اضافة الى اكثر من نصف الشعب السوري النازح في الداخل والخارج.. سيتحول اطفاله ونساءه مستقبلا الى قنابل متفجرة بوجه كل من تسبّب بمآسيهم وقتل اطفالهم ودمار بلدهم.. واغتيال السفير الروسي في تركيا، بصرف النظر عمن يقف وراء الاغتيال وادانتنا للاغتيال.. رسالة واضحة للعرب والروس والفرس والغرب.. ومن يريد ان يفهم الرسالة فاليتعظ بالشعب الفلسطيني.. ومشاركة الروسي خاصة في فرض بشار الاسد ونظامه على الشعب السوري وعلى السنّة بالتحديد.. لا تُحل بخارطة طريق مهمتها بالنسبة لروسيا تثبيت بشار الاسد في موقعه.. وايرانيا تحقيق “الهلال الفارسي”.. وهي “خريطة” لا تُنهي الحرب.. ولا تقضي على الارهاب الذي هم اخترعوه.. فـ”الانتصار في حلب” واية انتصارات مشابهة.. ليست الا تمهيد لمرحلة بل لمراحل من الحرب الطويلة في سوريا.. فهم دمروا سوريا.. وسعّروا الحرب السنية – الشيعية.. واسّسوا للتطرف والارهاب لأمد طويل.. وقد يكون هذا هو “المطلوب” من “الرباعي” الروسي والاميركي والايراني والاسرائيلي..

روسيا ايران

يبقى الاهم بالنسبة الى لبنان.. ان لا يراهن اي فريق على انتصارات وهمية في سوريا وغير سوريا.. قبلا اتهم حزب الله فريقاً لبنانياً انه راهن على الثورة السورية وسقط رهانه.. وهذا صحيح.. المهم اليوم ان لا يراهن هذا الفريق على انتصارات وهمية في حلب ويحاول “صرف” هذه الانتصارات في لبنان.. من خلال رهانه على الهلال الشيعي.. والذي ربما، يتعارض مع اهداف حليفه الروسي في سوريا.. المتمسك بالجيش السوري الحامي للنظام وللمصالح الروسية في المنطقة.. والتي تتناقض مع مشاريع ايران وقاسم سليماني في سوريا.. الذي يهمه تقوية الحرس الثوري وتعزيز دور حزب الله على حساب الجيش النظامي.. من اجل ضمان الابقاء على التأثير السوري على لبنان..

لا يعني هذا الامر ان نتوقع خلافا روسيا – ايرانيا، جلّ ما يمكن توقعه تناقضا في المصالح بين الحليفين.. وهذا التناقض يبقى استراتيجيا بالنسبة لاحلام ايران في المنطقة.. ولكنه لا يُفسد للودّ قضية بينه وبين الروسي.. ويبقى السؤال: هل “الهلال الفارسي” يُزعج او يُقلق اسرائيل او يُريحها.. فهذا ما سيتوضح في المستقبل.. القريب او البعيد.. وحتما لا روسيا ولا الولايات المتحدة يمكن ان تقبل بازعاج او اقلاق اسرائيل..

Nic581988

وهل الهدوء التام على جبهة الجنوب اللبناني والالتزام التام بالقرار 1701، على مدى اكثر من عشر سنوات منذ حرب تموز 2006، هو مصادفة؟؟ او ناتج عن تفاهم ايراني مع الولايات المتحدة وروسيا.. على ضمان امن اسرائيل.. وعلى هدوء الجبهات من الجنوب الى الجولان!!.. وبذلك تسقط شعارات “المقاومة” و”الممانعة”..

فهل تخبرنا بشيء ما؟؟ الضربات الجوية الاسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية سورية وعلى مواقع حزب الله في سوريا.. واستهداف بعض قادتها، دون ردات فعل من “الممانعة”؟؟!!…

وعند اسرائيل الخبر اليقين…

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!