البلمند- سوق الغرب تدشن قاعة توفيق عساف بحضور حاشد

سوق الغرب- “عاليه”

أقامت جامعة البلمند – حرم سوق الغرب حفل إفتتاح قاعة توفيق سليمان عساف وذلك بحضور ممثل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ظافر ناصر، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سهيل مطر، ممثل الأمير طلال أرسلان محمد المهتار، الوزير أيمن شقير، الوزير ريمون عريجي، النواب: غازي العريضي، هنري حلو، فؤاد السعد، فادي الهبر، مروان أبو فاضل، الدكتور عصام نعمان، رئيس جامعة البلمند الدكتور إيلي سالم ممثلاً بعميد كلية الطب ومدير الحرم الجامعي لجامعة البلمند في سوق الغرب الدكتور كميل نصار، رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء حاتم ملاك، رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت محمد شقير، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين الدكتور فادي الجميل، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، كاهن رعية سوق الغرب الأب فيليب سعيد، كاهن رعية دير الشير الأب جوزف خوام، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس، رئيس إتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار المحامي ميشال سعد، عمداء جامعة البلمند، رؤساء بلديات ومخاتير، مدراء ثانويات ومدارس، فعاليات اقتصادية وسياسية واجتماعية.

قدم الحفل مدير العلاقات العامة والتنمية في جامعة البلمند – حرم سوق الغرب الدكتور سهيل مطر وإستهل كلامه، قائلا: “عندما سأل أحد الصحافيين الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب عن أحدى أشهر أغنياته، أجاب: هذه الأغنية لحنتها وأنا جالس على الشرفة في مكان من أماكن الجنة… أسمه سوق الغرب. ولا عجب أن ينشد فنان الهدوء والسكينة والراحة… الجمال والاشراق، الماء والهواء في طبيعة تسوق العين الى قرية لا تغرب فيها الشمس”.

أضاف: “الطبيعة لم تتفرد بسوق الغرب، فأفرد أبناؤها صفحات لها في التاريخ، ومن يقرأ يعرف، عن مدرسة سوق الغرب الشهيرة التي كانت تنافس مدارس لبنان الكبيرة والعريقة، فيتم قبول خريجيها في الجامعة الأميركية في بيروت دون أن يخضعوا لإمتحان دخول، وعن أفواج الشباب الذين لمعوا في ميادين العلم والثقافة والادب ،وعادوا أليها اساتذة فيها، أمثال أنيس فريحة والمثال الحاضر بيننا إبن البلدة البار الرمز والكنز الدكتور كميل نصار”.

%d8%af-%d8%b3%d9%87%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%85%d9%86%d8%af

تابع: “ومن التاريخ إلى الفاعليات وأصحاب المبادرات الطيبة الذين يعرفون كيف ومتى وأين يتلقفون التاريخ.  وتأتي المناسبة، ليبادر الرجل السياسي ذو الرؤية الثاقبة النائب وليد جنبلاط الى المساهمة الكبرى في انشاء جامعة مرموقة عريقة في الجبل، حيث قدم وبهبة سخية كريمة منه الارض ليبنى هذا الحرم الجامعي لجامعة البلمند في سوق الغرب، وهكذا تضافرت الجهود مع رئيس الجامعة دولة الرئيس الدكتور ايلي سالم الداعم والحاضن الدائم والى أصحاب الأيادي البيضاء الى عضوا مجلس الأمناء أنيس نصار ويوسف مطر، وبمباركة من صاحب الغبطة المثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس الرابع وسيادة المطران الياس عوده، والدعم المتجدد والمباركة من غبطة البطريرك يوحنا العاشر، وتتوالى مساهمات الأيادي البيضاء لنصل اليوم الى هذا الحفل، حيث ندشِن قاعة بأسم الراحل الريادي في العطاء الشيخ توفيق سليمان عساف الذي  أثبت وعلى مر السنوات أن النجاح ليس أمرا مستعصيا، ومن أبرز معادلاته أن طالب النجاح لا بد أن يكافح ويثابر ولا يعرف حدودا لطموحه، فكان يبذل نفسه لأجل غيره، كالشمعة التي تذوب لكي تنير الآخرين مقدمة من بيت كريم تربى على نهجه في تقدير النجاح واستثمار الطاقات الواعدة والأستمرار في مسيرة التطوير. ها هو أسم الراحل الشيخ توفيق سليمان عساف ينقش على لوحته العطاء لأنه كان يعتبرأن المال ليس هو الذي يملُكه، بل هو الذي يملُك المال وينفقه في خير ومساعدة الآخرين ،فلكم منا جزيل الشكر والإمتنان” .

ومن ثم القى كلمة العائلة رئيس مجلس إدارة بنك بيروت والبلاد العربية غسان عساف وأبرز ما جاء فيها: “عشرون سنة مرّت هذا العام على رحيل توفيق عسـّاف والدنا ومُلهمنا الحاضر في وجداننا أبداً. فكان لا بدّ لنا أن نستذكر، كما نفعل دائماً، مسيرة حياته وأعماله ووصاياه. ولطالما كانت وصيته هي متابعة العطاء والعمل الاجتماعي الخيّر. كان لا بد لنا كعائلة أن نفكّر بما نقوم به عن روحه في هذه الذكرى الهامة والمميزة”.

 وتساءل: “فما الذي جعلنا نتوقّف عند جامعة البلمند هذه الجامعة الفتية والشابة؟”

وقال: “لا شك أن الإنجازات التي حقّقتها الجامعة في فترة قياسية أي خلال اقلّ من 30 سنة منذ تأسيسها هي أحدى الأسباب الأساسية. أما السبب الآخر والأهم لخيارنا، ما هو إلاّ قناعتنا، بأن هذا ما كان فعله توفيق عسـّاف بنفسه لو كان حياً، لأنه إذ كان داعماً للأعمال الخيّرة والنبيلة في كل لبنان، إلاّ أن هذا الصرح التربوي في سوق الغرب، الذي يجمع الطلاب من كل الأطياف، فإنه يجمعهم  في بلدة هي جارة عيتات، بلدتنا العزيزة حيث نشأ توفيق عسّاف وترعرع،  والجار، هو الأَولى بحماستنا واهتمامنا ورعايتنا”.

%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%85%d9%86%d8%af

وأردف: “ما حققّته جامعة البلمند في لبنان، هو نتيجة التفاني لشخصيات متميّزة رعت نمو الجامعة وتقدّمها. بداية من رعاية الكنيسة الارثوذكسية، ومن دعم شخصيات وطنية مثل رئيس الجامعة الدكتور ايلي سالم، والمرحوم غسان تويني، وغيرهم من الذين آمنوا ببناء هذه المؤسسة في اصعب مراحل الحرب الاهلية”.

وقال: “أمّا بالنسبة لإنشاء هذا الصرح في سوق الغرب، يعود الفضل الكبير للزعيم الوطني وليد بك جنبلاط الذي قدّم للجامعة كل الدعم المادي والمعنوي مشكوراً’.

وأضاف عساف: “لقد برهنت جامعة البلمند والقيّمين عليها عن طاقة جبّارة.  فأنشأت كليات متعدّدة وتطوّرت سريعا عبر تعاونها مع مؤسسات دولية، كما تشاركت مع مؤسسات محلية متميزة مثل مستشفى القديس جاورجيوس حتى أنها إفتتحت متحفا، وجعلت من حرمها الجامعي في الكورة، ملتقى لأكثر من 5000 طالب من كل لبنان، ومركز حوار إسلامي مسيحي متقدّم”.

وقال: “اليوم، بمناسبة إفتتاح هذه القاعة العصرية الأنيقة، إنني بإسمي وبإسم والدتي عايدة وشقيقتي رنده وشقيقيَّ وليد ومروان، أشكر جامعة البلمند وكل القيّمين عليها لتسميتها على إسم المغفور له توفيق سليمان عسّاف، وهذا بلا شك شرف كبير لنا ولكل الأقرباء والمحبّين”.

وختم بالقول: “نأمل أن يساهم هذا الصرح التربوي في تحقيق الغاية التي لطالما سعى إليها توفيق عساف وهي نشر العلم والثقافة  من ناحية، ومن ناحية أخرى ترسيخ الحياة المسالمة في الجبل، ووحدة الحال وروح التضامن بين أهله، فجامعة البلمند هي مؤسسة تقدم مع كل شهادة، الألفة والمحّبة ما بين الطلاب، و تقرّب ما بين الشباب لكي يكونوا يداً واحدة في بناء مستقبل زاهر. نحيّي جهود كل من ساهم في قيام هذا الصرح، وكذلك كل من سيعمل على إنجاحه وتطوّره حاضرا ومستقبلاً”.

ومن ثم تكلم بإسم جامعة البلمند الدكتور كميل نصار وأبرز ما جاء في كلامه: “يسعدُني ويشرّفُني أن أرحبَ بكُم اليوم بإسمِ رئيس جامعة البلمند معالي الدكتور ايلي سالم هنا في سوقِ الغرب لنحتفلَ بافتتاحِ قاعة: “توفيق سليمان عساف” التي تبرّعتْ بها عائلة عسّاف باسم ِالراحلِ الكبير معالي الشيخ توفيق عساف رحمه الله”.

%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%85%d9%86%d8%af-%d9%82%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81

وقال: “تأسّست جامعة البلمند منذ ما يقارب الثلاثة عقود على يد غبطة البطريرك الرّاحل اغناطيوس الرّابع الذي آمن في زمن الحرب اللبنانية التي دمّرتْ البشر والحجر أنّ الانسان هو عطية من الله وينبغي بذل الغالي والنفيس من أجل الانتصار على الموت والدمار. والجامعة كانت بالنّسبة للمؤسسِ كسفينة نوح تحتضن الفكر والإنسان بوجه طوفان الجهل والتعصب”.

أضاف: “كما آمن مؤسس الجامعة أنَّ الانسان لا يجب أن يكون أسيراً للماضي بل أن يتطلع دائما  الى الأمام   لبناءِ المستقبل الأفضل وأنّ أساس البنيان هو العلم. وجامعة البلمند تأسّست على المحبة والايمان بالخير وقبول الآخر كما هو لا كما نريده أن يكون لأنّ أعظم كتاب نقرأه بالنّسبةِ لمؤسّس الجامعة هو وجه أخينا الانسان فتصبح الجامعة آنذاك جزءاً من كرم الرّب حين يقول: “يا ابني إذهبْ اليوم واعمل في كرْمي.”

وأردف نصار: “وهذا كلّه لم يكن ممكناً لولا العطاءات والتبرّعات السّخية التي قدّمها عددٌ كبير من الخيّرين الذين آمنوا بقضيةِ بناءِ الإنسان والمجتمع وبأنّ عمل الخير يتحوّل زرعاً تفيضُ غلاله وتعم ثماره بركة وخيراً وفرحاً وسلاماً. كما آمنوا “بأنّ العطاء مغبوط أكثر من الأخذ “كما قال بولس الرسول وبأن “من يصنع مقدار ذرّةٍ خيراً يره” كما جاءَ في القرآن الكريم”.

وقال: “من الطبيعي أن يكون للجامعة حرم في سوق الغرب على هذه التلّة التي تحاكي تلّة البلمند وفي هذه القريةِ التاريخية ِالعريقة التي عرفت إحدى أهمّ المدارس في لبنان وقد انشأت الجامعة هنا تماما ً حيث كانت المدرسة، مدرسة سوق الغرب، منارة لكل طالب عِلمٍ في لبنان والمنطقة العربية بأسرها”.

أضاف: “ونحن هنا اليوم كنتيجةٍ لهبةٍ سخيةٍ من الزعيم الوطني الكبير الأستاذ وليد بك جنبلاط الذي شاءَ أنْ تكون الجامعة في سوق الغرب بالذات جسرا ً للعبور من التشرذم والانقسام والدمار الى واحةٍ للعِلمِ والمحبة والانفتاح. كما سار على خطاه العديد من أصحاب الأيادي البيضاء الذي يعمل الله من خلالهم كأنيس نصار وسهيل مطر وعباس خلف وعائلة المؤرخ فيليب حتي وطبعا ً عائلة الرّاحل الكبير توفيق عساف الذي نجتمعُ اليومَ لنشكرَهم ولنقولَ لهم إنهم خير خلف لخير سلف”.

وأشار نصار إلى أن “جميعُنا يعرفُ حقَّ المعرفة سيرة الراحل الكبير الشيخ توفيق عساف وهو الذي شاركَ في مؤتمرِ الطائف الذي وضع حدّا ً للحربِ الأهلية في لبنان. كما ساهمَ في الكثير من المؤسساتِ والمشاريعِ والمبادرات الطيبة لبناءِ مجتمعٍ أفضل ولخدمةِ الإنسان في هذه المنطقة الطيبة وفي كلِّ لبنان. ونحن نؤمنُ أنّ تكريمنا له اليومَ من خلال إطلاقِ اسمه على هذه القاعة هو حق وواجب وهو أصلا ً مُكرَّم عند ربِّه سبحانه وتعالى لأنه كما جاءَ في القولِ النبوي الشريف: “إن أكرمَكمْ عندَ الله أنفعكُم لعبادِه.”

وختم: “إنّنا في جامعةِ البلمند نقدّرُ بشكر ٍعميقٍ هذه الهبة الكريمة التي تقدمَتْ بها عائلة الشيخ توفيق عساف وندعو لهم بالصحة والتوفيق والإزدهار ونعاهدهُم حرصنا على أن تكونَ هذه الهبة الكريمة خيرا ً وثمرا ً وعطرا ً لجميع أبناء هذه المنطقة ولكلّ لبنان”.

وتخلل الأحتفال عرض لفيلم وثائقي عن مسيرة المرحوم الوزير والنائب توفيق سليمان عساف كما عرض فيلم وثائقي عن جامعة البلمند.

وفي الختام، أزيح الستار عن لوحة قاعة توفيق سليمان عساف،  وتلا الاحتفال حفل كوكتيل.

(الأنباء)