فيلم وثائقي: “على حافة الزمن – قصة الجامعة الأميركية في بيروت”

في سياق احتفالات الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بعامها المئة والخمسين، أُقيم في 20 كانون الأول الجاري في سينما سيتي في أسواق بيروت، العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي “على حافة الزمان – قصة الجامعة الأميركية في بيروت” والذي يروي قصة صمود الجامعة الأميركية في بيروت كموئل للمعرفة في المنطقة لأكثر من قرن ونصف، مسيّجة بشغف طلابها وأساتذتها وموظفيها.

وكانت لجنة الذكرى المئة والخمسين لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت قد أطلقت هذا المشروع للاحتفال بتاريخ الجامعة. وقد أخرجه وأنتجه طوني أويري، المخرج السينمائي وأستاذ مادة الصحافة في الجامعة، مع شركة سيسو بيروت للانتاج. وشارك في العمل أربعون فرداً من أسرة الجامعة أجروا خلال العام الماضي مقابلات مع سبعة عشر شخصية من الجامعة الأميركية في بيروت، في لبنان وفي الولايات المتحدة، ليرووا مباشرة تجربتهم خلال الأحداث الكبرى التي قولبت تاريخ الجامعة.

وقال أويري: “مع أن الفيلم وثائقي تاريخي، أردت أن آخذ المشاهد في رحلة عبر تاريج الجامعة من منظار الأشخاص الذين جعلوها ما هي عليه اليوم. أردت أن أروي قصة متيسّرة وجذّابة للجميع، بغضّ النظر عما إذا كانوا حالياً من الجامعة أو من خريجيها أو إذا كانوا لا يملكون أي معلومات عنها أو حتى عن تاريخ المنطقة. كسينمائي، أبحث دائماً عن قصص فريدة لأرويها وقصة الجامعة الأميركية في بيروت تحمل كل الفرادة المطلوبة”.

إستُخدمت في إنتاج الفيلم تقنية “البارالاكسينغ”، وهي تقنية تصوير ثلاثية الأبعاد، مع أكثر من مئة وثمانين صورة  من الأرشيف. وهذا يأخذ المشاهد في رحلة سمعية بصرية “منعشة، وانسيابية، ومؤثرة للغاية”، كما وصفها رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري الذي شارك في المشروع منذ البداية.

وقال فاروق جبر، عضو الشرف في مجلس أمناء الجامعة والذي ضمّ الفيلم مقابلة معه: “أفتخر أن مقابلة أُجريت معي بمناسبة العيد المئة والخمسين للجامعة الأميركية في بيروت، وهذا ما سمح لي بأن  أصف كيف أثّرَت الجامعة بي شخصيا وكذلك بالآلاف من الناس من لبنان والمنطقة ليصبحوا أفراداً افضل”. وأضاف: “تجربتنا في الجامعة الأميركية في بيروت تجربة لا تنسى. والفيلم يوثّق تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت خلال الفترات المضطربة التي زادت الجامعة قوة. أنا شخصياً أعتقد أننا اليوم في خضمّ نهضة ثانية أو ثالثة للجامعة الأميركية في بيروت ستمنح المنطقة مستقبلاً أفضل”.

المخرج والمنتج السينمائي محمد علي الأتاسي، الحائز على جوائز دولية، والذي يشير إلى نفسه على أنه “متزوج من الجامعة الأميركية في بيروت” (خاصة أن زوجته صونيا مجشر الأتاسي ترأس دائرة اللغة الانكليزية في الجامعة الأميركية في بيروت) والذي يقيم في لبنان منذ عقد ونصف بسبب الجامعة الأميركية في بيروت، قال إنه حضر العرض “لأننا جميعاً مهتمون. هذا جزءٌ من تاريخ عائلتنا، وتاريخنا الشخصي. نريد أن نرى علاقتنا بهذا المكان وبالجامعة من خلال هذا الفيلم”.

وقال أيضاَ: “الفيلم يصوّر ثراء تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت، وكذلك تاريخ رأس بيروت ولبنان، ويحكي قصة استمرار جامعة من خلال قوة إرادة بعض أساتذتها وموظفيها وطلابها في الماضي.  لوددتُ أن أسمع أكثر ما يقوله الطلاب اليوم عن نظرتهم إلى الجامعة الأميركية في بيروت. ربما يمكن للطلاب إنتاج فيلم خاص بهم كاستكمال لهذا الفيلم، وذلك لأن الجامعة الأميركية في بيروت ليست تاريخاً وقادة عظماء فقط. أنها تبرز بطلابها الحاليين”.

المحطات الدامغة في تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت كثيرة والقصص الشخصية أكثر بكثير. لكن الرحلة واحدة وتستمر. دائماً ورغم كل الظروف، استمرت الجامعة الأميركية في بيروت. مبادؤها ورسالتها ومهمتها ودورها متجذّرة وهي لا تزال “تصنع التاريخ”.

وعلق رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري على الفيلم فقال: “هذا الجزء من البلاد بقي دائماً منارة للتسامح، والأمل، والتنوير، والابتكار. وهذا تأثير الجامعة الأميركية في بيروت”…