مجازر الاسد يوم تاريخي مجيد؟!

د. صلاح ابو الحسن

عندما يقارن بشار الاسد نفسه مع الرسول.. فهذا يعني ان هذا الرجل فقد عقله او ما تبقى منه.. خاصة بعد ان نزل عليه الوحي الروسي بدباباته وصواريخه وبارجاته.. وكان قد سبقه الوحي الفارسي وميليشياته المتعددة الجنسيات.. وبعد تبخّر جيش ميليشيات “البعث” وبعد عجز حزب الله والحرس الثوري ولواء الفاطميين الافغاني الذي أدّى الى الإستنجاد بالروس.. لم يبق من الاسد سوى صورته المعلقة على حيطان بقايا مؤسسات النظام..

كان عليه ان يقول قبل الايراني وحزب الله ليس كما بعدهما.. ثم قبل الروسي ليس كما بعده.. عوض ان يقول قبل الرسول ليس كما بعده.. او قبل مجازر حلب ليس كما بعدها..

بشار الاسد، سقط اولا في درعا عام 2011، يوم قتل وعذّب اطفالها واساء الى نسائها وشيوخها وعشائرها.. وسقط ثانيا يوم ثار الشعب السوري وتظاهر “سلميا” وهدم تماثيل الاسد الاب في كل سوريا.. وسقط ثالثا يوم قال فاروق الشرع “المفقود”: كنا نستجدي قناصا على سطح مبنى لنبرر الرد بالرصاص على المتظاهرين تحت شعار “سلمية.. سلمية”.. وبقيت الثورة سلمية على مدى سبعة شهور.. لحين اطلاق سراح المعتقلين “الاحتياط” لدى النظام، اشباه “فتح الاسلام” في نهر البارد.. والانتحاريين في العراق..

وسقط ثالثا يوم عجز عن مواجهة الثورة السورية واستتجد بحزب الله عام 2013، تحت شعار الدفاع عن الشيعة في “القصير” وحماية المراقد الشيعية من الست زينب في دمشق الى حمص.. ولما عجز حزب الله عن حماية النظام طلب المؤازرة من الحرس الثوري الايراني..

ولما عجزت ايران وميليشياتها الشيعية من كل أصقاع العالم عن حماية النظام من السقوط.. طلب بشار الاسد من فلاديمير بوتين، المعونة العسكرية العاجلة والتدخل المباشر، فلبى الجيش الروسي النداء على وجه السرعة في 30 ايلول 2015.. وذلك كله تحت شعار محاربة الارهاب..

يوم تدخل حزب الله لم يكن هناك لا داعش ولا النصرة.. ولذلك كانت الحجة حماية الشيعة والمراقد الشيعية بطلب من شيعة سوريا..

ويوم تدخلت ايران بجيوشها كان الشعار: “ممنوع سقوط الاسد ونظامه”.. الم يقل أحد قادة الحرس الثوري الجنرال حسين همذاني: “اليوم تقاتل إيران في سوريا لضمان مصالحها المختلفة وبشار الأسد يقاتل باسم إيران.. إننا نحارب في سوريا من أجل إيران”.

ويوم تدخلت روسيا كانت الحجة حماية العالم من الارهاب “الداعشي” تحت شعار الخيار بين الاسد ونظامه وبين داعش.. يوم تدخل الروسي كان داعش وجبهة النصرة هو الارهاب بمفهومهم.. فيما كان كل الشعب السوري المناهض للاسد ارهابيا.. وما لبث الروسي ان تبنى نظرية النظام.. فلم ير في كل المعارضين غير “الارهاب”.. باستثاء معارضي الداخل الذي اخترعهم النظام المخابراتي..

واعتقد انه لزوم ما لا يلزم الحديث عن التخاذل الاميركي الذي اعطى تأشيرة المرور للروسي وفوضّه بادارة شؤون سوريا بشكل مطلق.. دون ان ننسى الدور المتخاذل بل المتآمر من قبل الامم المتحدة ومبعوثها.. والمواقف الخبيثة من الدول العربية وجامعتها.. ومن تركيا التي قايضت الجيش السوري الحر بالأكراد.. وتواطؤهم جميعا، عربا واتراكا واوروبيين واميركيين و… الواضح في مجازر حلب..

ولأن الاسد يعتبر ان ثلثي الشعب السوري ارهابي.. فليس غريبا ان نسمعه يقول: قبل تحرير حلب وبعد تحرير حلب.. هنا تحول الزمن إلى تاريخ!.. اي تاريخ يتحدث عنه هذا المجنون.. اذا كان هناك من تاريخ فسيكون حتما لاحياء ذكرى مجازر حماة وحلب وكل مجازر سوريا في درعا وجسر الشغور وداريا والزبداني و… وعن اي صمود للشعب السوري يتحدث وثلثي الشعب السوري قتلى وجرحى ونازحين وفارين ومساجين..

الاحتفالات بالانتصار على اطفال ونساء وشيوخ حلب معيب ودنيء ورخيص وبشع بشاعة ودناءة الذين احتفلوا بيومهم “المجيد”.. في حلب..

سوريا

اي تاريخ للمجازر غير دناءة فاعليها؟؟ واي تاريخ ينتظر هؤلاء الا “المزابل”.. التي وحدها تليق بتاريخهم الاسود.. واي تاريخ غير قصف المدارس والمستفيات والأفران وقتل الاطباء والممرضين ومنع وصول المساعدات الغذائية والطبية وحليب الاطفال؟؟.. وأي تاريج يتباهى به الاسد غير إزهاق الأرواح.. واي تاريخ سيبقى في ذاكرة السوريين غير ركام منازلهم وصور اطفالهم وكتبهم والعابهم المخضبة بدمائهم وذكرياتهم.. وخراب قراهم وتاريخهم وآثارهم؟؟.. ومن يكفكف دموع الامهات.. واي تاريخ لا يحمل الا المآسي والحسرة من قبل السوريين على ارزاقهم وجنى عمرهم وعمر أجدادهم وهم يتركون ذكرياتهم التي غطاها الركام بفعل البراميل والصواريخ؟؟..

وأي تاريخ مجيد سيحمله المائتي يتيم في حي صلاح الدين الذين فقدوا امهاتهم واباءهم وكانت جمعيات خيرية تتولى احتضانهم؟؟..

كيف يخجل المجرم.. والخجل يحتاج الى اخلاق.. الى ضمير الى حياء الى انسان طبيعي.. الى مسحة حب وايمان.. قد نجد هذه المزايا في عالم الحيوان.. ولكن هذا حتما لن تجده في العسس المخابراتي السوري والذي يلف كل الانظمة الديكتاتورية.. من الخامنئية الى القيصرية..

ولم نسمع في التاريخ باحد يحتفل بالمجازر ضد شعبه الا الأنذال.. في وقت لم نسمع ان هؤلاء احتفلوا في تاريخ “بعثهم” القديم والحديث بالانتصار على العدو الاسرائيلي..

نعم، الثورة السورية انهزمت ولكن النظام والروسي والايراني وتوابعه لم ينتصروا الا بالمجازر.. وانهزم ايضا ما كان يُسمّى” بـ”اصدقاء السعب السوري” من اوروبا الى اميركا.. وانهزم العرب كل العرب من فلسطين الى الخليج الى مصر والجزائر وكل المحيط.. الذين خذلوا الشعب السوري لمطالبته بالحرية.. وسيلعن التاريخ كل الانهزاميين والمتخاذلين والخونة..

العجيب والغريب ان يجتمع كل العالم الحر والديكتاتوري وكل العالم العربي والاسلامي ضد الشعب السوري..

يا شعب سوريا: لا بدّ ان ينجلي الظلام.. ويبزغ فجر الحرية.. والمطلوب الصمود.. انتهت جولة.. ولكن لم ولن تنته الحرب ضدّ الديكتاتوريات..

وكم هو صادق ما كان يُقال: وحوش على شعبهم وارانب امام اعدائهم..

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!