الاسد انتصر على شعبه.. وحسوّن رسالة “مخابراتية”

د. صلاح ابو الحسن

عادة يُهدى الانتصار على العدو، الى الشعب.. وحده بشار الاسد وحماته من الروس والايرانيين واشباحهم “الحشدية والالهية”.. يُهدي انتصاراته منذ اكثر من خمس سنوات الى “شعبه العدو”..

لا شعب في سوريا نهديه الانتصارات.. في سوريا الشعب الذي يناهض النظام “الديكتاتوري – المخابراتي” عدو ارهابي يجب سحله وقتله وابادته.. اليست هذه النظرية البوتينية – الفارسية –الاسدية.. والثلاثة اعلنوها جهارا؟

على هذه القاعدة، فان الحرب السورية طويلة وطويلة جدا.. والانتصار الفعلي للنظام وحلفائه يُعلن بعد قتل اكثر من ثلثي الشعب السوري “العدو”.. نعم اعداء النظام اكثر بكثير من الارقام المعلنة للشهداء والنازحين والجرحى والمعوقين، حتى الآن.. عدا نُزلاء “عدرا” و”صيدنايا” و”المزّة” و”فرع فلسطين” واقبية المخابرات.. المتعددة الاسماء والمرجعيات..

الروس والإيرانيون اهدوا انتصاراتهم “التاريخية” الى بشار الاسد الذين لولا براميلهم وصواريخهم واشباحهم المقاتلة لما كان الاسد ولا نظامه ولا حاشيته موجودا ليهدوه انتصاراتهم..

العقيدة العسكرية والسياسية في روسيا “البوتينية” وايران “الخامنئية” وسوريا “البعثية” تقول: ان قتل الشعب المعارض هو “انتصار مبين” و”جهاد الهي مجيد”.. وهو ما حصل في كروزني واوكرانيا والقرم.. ومذابح السجناء السياسيين في ايران..  ولا حاجة للتذكير بمذابح حماة ودير الزور وادلب وحمص وحلب و.. فاللائحة تطول..

وبعد الرسالتين الواضحتين، الاولى، العرض العسكري في القصير التي جاءت بعد انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون نتيجة توافقات اقليمية وخارجية تلقفها اللبنانيون.. والثانية جاءت من “جاهلية” مباركة من حزب الله.. جاءتنا الرسالة الثالثة من النظام السوري مباشرة.. عبر زيارة حسّون “الحلبي” المشبوهة بشخصها وتوقيتها الى قصر بعبدا.. بعنوان “صباح حلب الحلو”!!.. واذا كان سيد بعبدا غير قادر على رفض الزيارة برتوكوليا.. فان بكركي اخطأت باستقباله والسماح له باستغلال اهم “منبر” مسيحي في لبنان لاهانة فريق كبير من اللبنانيين وخاصة “السنّة”.. وربما يكون هدفه من ذلك الاشارة الى التحالف بين الحريري “السني” وتكتل الاصلاح والتغيير “الماروني” الذي ساهم بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية..

01

والمعروف ان المفتي السني واكثرية شيوخ العقل ورجال الدين يتم اختيارهم عادة، وتعيينهم في مراكزهم “الروحية” من قبل المخابرات السورية.. يُعتبرون “موظفين” تابعين للأجهزة.. لذلك فهي زيارة “مخابراتية” بامتياز.. المقصود منها القول: اننا لا زلنا هنا.. من جهة، وتوجيه رسالة “احراج” و”تحذير” الى المرجعيتين “المسيحيتين” الاكبر والأهم في لبنان.. الرئاسة الاولى وبكركي..

والغريب ان مفتي السنة في سوريا لم يزر “دار الفتوى”.. ربما لأنه يعرف انه غير مرحب به.. وعلينا ان ننتظر زيارات “احراجية” مشبوهة لاحقا من مشايخ دروز ورجال دين مسيحيين.. ولننتظر سيل الوفود المشبوهة من سوريا.. تحت شعار ممثلي الطوائف والمذاهب.. والتي قد تتحول الى زيارات شعبية..

نعم، النظام السوري المخابراتي سيتابع رسائله خاصة الى الرئيس ميشال عون.. تحت شعار “انتبه”.. والى البطريرك الراعي شعارها “حذاري”.. وذلك، باهداء انتصارته المسمومة والمشبوهة الى قسم كبير من شعب لبنان المعادي لنظامه.. والى بعض المرجعيات الروحية والسياسية..

حلب1

اي صباح حلو تراه يا “حسوّن” المخابرات.. وانت ابن حلب، التي دمرها النظام الذي تمثله.. وقتل اهلها هو وبوتين وخامنئي وحرسه الثوري.. واين تسمع اصوات “الحساسين”؟؟.. هل تسمعها بين أشلاء واحشاء الاطفال الممزقة.. وانين النساء والعجزة الذي يفترض ان يكونوا من اهلك وبيئتك وعشيرتك.. الا اذا باتت عشيرتك اجهزة النظام والمخابرات فقط.. فانت “حسون النظام” ولكن كورس المخابرات.. و”بوم حلب”..

“صباح حلب الحلو”.. وقع ثقيلا ليس على اهل حلب وحدهم.. بل على شعب سوريا وشعب لبنان وعلى كل العرب والمسلمين.. الزيارة بحد ذاتها “ثقيلة” ثقل الزائر والمخابرات.. من لبنان يمكن القول فقط: “صباح شعب حلب” المقهور والمنسي والمظلوم.. ولا اعتقد ان الشعب السوري، الموالي والمعارض، يرى اية “حلاوة” في مشهد حلب..

حبذا يا حسون المخابرات لو تتجرأ ان تقول لاهالي وثكلى وايتام وارامل واحجار وآثار مدينتك: صباح حلو يا حلب!!.. الخونة وموظفو المخابرات الذين يطربون للبراميل والقذائف والصواريخ والحمم المتساقطة على رؤوس اهلهم.. مصيرهم عاجلا ام آجلا.. مزابل حلب وسوريا ومزابل التاريخ الذي لا يرحم الخونة والقتلة..

(الأنباء)

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!