خلاف إسرائيلي – روسي على سوريا

رندى حيدر (النهار)

للمرة الأولى منذ بدء الحرب الاهلية السورية يدلي مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بموقف واضح من التسوية السلمية لهذه الحرب. فقد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان صراحة رفضه ان يكون بشار الأسد وإيران جزءاً من هذه التسوية. وهذا يشكل مؤشراً لخروج إسرائيل عن موقفها المبدئي بعدم التدخل في ما يحدث في سوريا، ودليلاً على اختلاف في وجهات النظر بينها وبين روسيا في شأن الحلول السياسية لانهاء هذه الحرب.
وليس من قبيل المصادفة عودة الغارات الإسرائيلية على أهداف بالقرب من مدينة دمشق بعد توقفها زمناً طويلاً بذريعة احباط محاولات تهريب صواريخ متطورة الى “حزب الله”. وفي الهجوم الأخير لمّح ليبرمان الى امكان تهريب اسلحة غير تقليدية من سوريا الى الحزب. ويعكس هذا كله مدى اهتمام إسرائيل بما يحدث في سوريا وتخوفها مما يحاك حالياً من حلول سياسية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي حدث فجأة وجعل المسؤولين الإسرائيليين يتخذون موقفاً من بقاء بشار الأسد؟ وما هي دلالة الموقف الأخير لوزير الدفاع، خصوصاً ان مسؤولين إسرائيليين آخرين لا يكتمون سرورهم بالنجاحات العسكرية الأخيرة لبشار الأسد كما نقل عنهم المعلق العسكري في صحيفة “معاريف”؟
عندما يلمح ليبرمان الى عدم وجود اتفاق في الرؤية بين إسرائيل وروسيا في شأن الحل السياسي للحرب في سوريا وهو المعروف بقربه من روسيا وبعلاقاته الجيدة مع فلاديمير بوتين، فمعنى ذلك أن لدى إسرائيل مطالب أمنية معينة من الروس، وان التفاهمات والتنسيق العسكري التي جرى التوصل اليها بعد التدخل الروسي في سوريا في حاجة الى اعادة نظر والى مزيد من البحث.
من أهم المخاوف التي تقلق إسرائيل بعد انتهاء الحرب في سوريا مصير الوجود العسكري الإيراني هناك، وتأثير صمود نظام الأسد بفعل الدعم الروسي على تعاظم القوة العسكرية لـ”حزب الله”، بالاضافة الى هامش حرية تحرك إسرائيل في الأجواء السورية في ظل المنظومة الصاروخية الدفاعية الروسية التي تغطي جميع أنحاء إسرائيل، وأجهزة الرادار المتطورة القادرة على التحذير من هجوم إسرائيلي حتى قبيل انطلاق الطائرات الإسرائيلية من قواعدها.
قد يكون تواتر الغارات الإسرائيلية على أهداف تقع في عمق سوريا رسالة موجهة الى جميع الأطراف المنتصرين حالياً بأن عليهم ان يأخذوا في الاعتبار مصالح إسرائيل الأمنية في اي حل سياسي مستقبلي في سوريا. كما ليس من المستبعد ان يكون استخدام إسرائيل صواريخ أرض- أرض محاولة لاختبار رد الفعل السوري والروسي على حد سواء.

اقرأ أيضاً بقلم رندى حيدر (النهار)

جيش “حزب الله” والحرب المقبلة

اليمين في إسرائيل يؤبد الاحتلال

فوز ترامب هدية لليمين الإسرائيلي

النكبة الفلسطينيّة والنكبات العربية

تغيّر الموقف الإسرائيلي من سوريا

الجولان أرض سورية محتلة

هل الهدنة مدخل لتقسيم سوريا؟

الوجه الجديد للفاشية الإسرائيلية

موسكو ترسم مستقبل المنطقة

القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر

الاستغلال الإسرائيلي للتوتر السعودي – الإيراني

خطورة التحالف الروسي – الإيراني

في مواجهة شرق أوسط مضطرب

عودة الابن الضال: نتنياهو

هستيريا التحريض الإسرائيلي

علامَ يتفق الإسرائيليون مع الروس في سوريا

عَلَمْ فلسطين والحلم المستحيل بالدولة

إسرائيل تواجه سوريا إيرانية – روسية

الجيش الإسرائيلي وتجارة الموت

نتنياهو قد يخسر يهود الولايات المتحدة