مؤتمر لرابطة اصدقاء كمال جنبلاط عن الحلول الممكنة لازمات المنطقة

نظمت “رابطة أصدقاء كمال جنبلاط”، بالتعاون مع مؤسسة “فريدريتش ايبرت”، المؤتمر السنوي السادي، في فندق كراون بلازا، وحمل عنوان “بعد فشل الحلول العسكرية لأزمات الشرق الأوسط، ما هي الحلول السلمية الممكنة لحل هذه الأزمات؟”، بحضور النائبين مروان حمادة وعلاء الدين ترو، النائب السابق ايمن شقير ومفوض الاعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس وشخصيات .

خلف
بداية النشيد الوطني، ثم تحدث رئيس الرابطة عباس خلف الذي قال: “كمال جنبلاط الذي انطلق في عمله السياسي ونضاله الشعبي وعطائه الفكري من مبادىء انسانية وأخلاقية ورؤية مستقبلية، واكب بعين ثاقبة وبمواقف صلبة، المستجدات والأحداث الحاصلة في لبنان ودنيا العرب والعالم، فهو كان قاطعا في رفض الحروب والأحلاف والهيمنة الإستعمارية، وجازما في الدعوة الى الحياد وعدم الإنحياز، والى النضال من أجل حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه من الإغتصاب الصهيوني، وبناء الدولة الفلسطينية المدنية القادرة على احتضان مكوناتها الإجتماعية بعيدا عن العنصرية ومحاولة إلغاء الآخر”.

أضاف: “لقد عانى كمال جنبلاط كثيرا من أوضاع الشعوب العربية، وعبر عن ألمه في صرخة مدوية أطلقها في 26 ايلول من العام 1970، في وجه المسؤولين العرب”.

ورأى “ان ما نشهده على الساحة الشرق أوسطية من أحداث مؤلمة، ومن تدخلات وتداخلات متناقضة ومتضاربة المصالح والغايات عجزت الحروب الدائرة على إيجاد حلول لها بقوة السلاح المدمر، هو الذي دفعنا هذا العام ان نختار لمؤتمرنا السنوي عنوان: “بعد فشل الحلول العسكرية لأزمات الشرق الأوسط، ما هي الحلول السلمية الممكنة لحل هذه الأزمات؟”. موضحا انه “من هذا المنطلق، اخترنا أن نحذر في مؤتمرنا هذا العام، من مخاطر الحروب على الحاضر والمستقبل، وان ندعو لاعتماد الحلول السلمية العادلة للأزمات التي تعصف في مجتمعاتنا، وتهددها بالفناء”.

ولفت الى “رؤيوية الشهيد كمال جنبلاط التي عبر عنها سنة 1969 بهذه الكلمات : “لا مناص من التأكيد ان الرد الإيجابي الكامل والشافي على المحن التي واجهتنا، منذ قيام إسرائيل، هو في إقامة وحدة عربية، بشكل فدرالي لا مركزي بين أجزاء واسعة من الوطن العربي، وإعادة الوصل بين ما قسمته ومزقته من كياننا الأيدي المستعمرة والمنتدبة، منذ أن فرضت سلطتها على هذه الأقسام المنتزعة من الإمبراطورية العثمانية. الوحدة، ثم الوحدة، ودائما وأبدا الوحدة هي نزعة العرب الأصيلة في جميع ديارهم، شرط أن تتحقق ضمن المستلزمات الديمقراطية والعقلانية العلمانية والعلمية الحديثة في الإطارات الفيديرالية اللامركزية”.

وتابع خلف “وكما كانت للمعلم رؤيته لمستقبل العالم العربي، وكيف يجب أن يكون، كانت له رؤيته ايضا لمستقبل لبنان، عبر عنها في مقالة له لجريدة الأنباء بتاريخ 31 تموز 1971 وتضمنت: “أنا اؤيد الاخذ بالمبدأ النسبي في الإنتخابات، شرط إلغاء الطائفية السياسية، وإنشاء مجلس ثان دستوري يتمثل فيه العمال وأرباب العمل والخدمات والطلاب والجامعات والمنظمات الشبابية والفئات الثقافية وتعاونيات الفلاحين والمزارعين وسواها من النشاطات التقنية والشعبية في البلاد. كما أدعو الى إنشاء مجالس محلية منتخبة الى جانب كل قائمقام، تقوم بقسط من العمل في المنطقة، وفي نطاق البلديات، أدعو الى توسيع صلاحياتها واعتماد مبدأ المشاركة الدورية، من قبل عدد معين من الأشخاص في البلدة، يضافون دوريا الى المجلس البلدي، واعتماد مبدأ التصويت على القضايا الرئيسية. فنحن اليوم نعيش في عصر المشاركة، ويجب التخلص من حكم العائلات والإقطاعيات والأحزاب الرجعية الطائفية، وشخصيات الوجاهة والمال لصالح اصحاب الكفاءات”.

011
وخلص الى القول “نحن نتطلع الى حلول سلمية ممكنة تنقذ دول الشرق الأوسط من التخبط في أزمات متتالية، طرأت أحداث مستجدة على المستوى العالمي، قد تهدد العالم بأزمات وحروب تداعياتها بالغة الخطورة، وقد يكون لهذه المستجدات انعكاسات تعرقل الحلول المطروحة لأزمات الأقليم. ففي أعقاب وصول المهجرين من بلدات الشرق الأوسط وافريقيا الى بلدان اوروبا وأميركا، وما رافق ذلك من تفجديرات انتحارية، برزت حركات يمينية متطرفة منطلقاتها عنصرية، ضد هؤلاء المهجرين المظلومين في العديد من البلدان الغربية. وكانت بداية هذا التحول الخطير في المملكة المتحدة التي اختارت الخروج من الإتحاد الأوروبي مهددة وحدة ومصير هذا الإتحاد. ثم جاءت نتائج الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ووصول رئيس تهدد تطلعاته وآراؤه وتصرفاته المتناقضة والعنصرية، بحدوث شرخ داخل المجتمع الأميركي، وفي العلاقات مع سائر الدول في اوروبا خاصة، وفي منطقة الشرق الأوسط، كما تهدد بنشوب حروب دينية وعنصرية في العديد من البلدان، نأمل أن لا ينكب العالم بها، لأنها قد تؤدي الى الفناء والدمار، فيما المطلوب العمل على إقامة عالم أفضل يسوده السلام والعدل والتضامن في منطقتنا وسائر أنحاء العالم”.

فوكت
ثم تحدث ممثل مؤسسة فريدريتش ايبرت في لبنان اخيم فوكت فقال: “في نهاية هذه السنة الصعبة للبنان والمنطقة والعالم، يجعلنا نراقب ما يحدث، وهو ما جمعنا مع رابطة كمال جنبلاط في هذا المؤتمر كما في كل عام”.

وأشار الى “التعقيدات التي تلف العالم، وحيث المجتمعات تتفكك”، منتقدا ما أسماهم “بالشعبويين والذين يحاولون إقصاء الآخر”.

وتساءل “كيف يمكن لمواطنين في مختلف الإنتماءات ان يشعروا بالإنتماء الى امة واحدة”، مؤيدا حلول الفيديرالية”، واصفا اياه “بالحل الواعد”، لكنه أشار الى “صعوبات أمام ذلك”.

وقال: “لا يمكن للفيديرالية او اللامركزية ان يحلا مشاكل لبنان أو أي دولة في العالم، لأن الإتفاق السياسي في العيش معا هو الأساس”.

ورأى “ان الحلول العسكرية اثبتت عجزها، ولذا، إذا كانت الفيديرالية تعالج الإنقسامات فمن الوهم ان ننظر اليها انها تعالج مشاكل المجتمع، خاصة إذا ما توافرت للعاصمة دون سائر المناطق”.

(وطنية، الأنباء)