“كمال جنبلاط” على شاشة المركز الثقافي الفرنسي

هو فيلم يستحق المشاهدة والثناء في آن واحد، لأنه وثائقي معلوماتي بإمتياز، يعطي شخصية الزعيم”كمال جنبلاط: شاهد وشهادة” ما تستحقه من تقدير وإحترام، أنجزه المخرج هادي زكاك عن نص له، من دون أي ثغرة في المعلومات، أو الحقب التي عاشها “جنبلاط”، مفكّراً، فيلسوفاً، وحافظاً لإرث عائلة سياسية عريقة، رفعها إلى أعلى المراتب من أواسط الخمسينات وحتى اليوم.

عند السادسة من مساء يوم الإثنين في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، فيلم “زكاك” على شاشة المركز الثقافي الفرنسي في بيروت، بعد أكثر من سنة دار خلاله الشريط على أكثر من بلد خصوصاً باريس حيث كان عرضه على شاشة معهد العالم العربي في باريس حدثاً فنياً كبيراً وكان أهم تعليق ما كتبته صحيفة ليبراسيون عن مضمون الفيلم: تاريخ صادق، واضح، وشخصية عرفنا كل شيء عنها من دون زيادة أو نقصان، وتأكدنا أنه لا بد للهامات الكبيرة أن تفوز يوماً بمن يقدّمها كما هي إلى عموم الناس.

يرصد العمل الذي إستغرق عدة أشهر في الإشتغال عليه، سيرة الزعيم الكبير من نواحيها الإجتماعية، والسياسية، والإنسانية، مركزاً بعد أشهر من البحث والتمحيص على الجانب الشعبي العائلي والسياسي من باب تواصله مع القواعد الوطنية التي أسست لصورته لاحقاً من خلال حزبه، والمواقف التي دأب على إتخاذها في عشرات المناسبات، وعرضه من وقت لآخر تصوّره لمستقبل الأمة في المراحل الآتية، كنوع من التوعية على حال الأوضاع وكيف تسير الأمور وإلى أين. “كمال جنبلاط:شاهد وشهادة” فيه نبض جاذب بالإبداع من المخرج الجاد وصاحب المشروع السينمائي الرؤيوي”زكاك”، وقد أبلغنا بمستوى الحرص الذي إعتمده في مرحلة البحث والتنقيب، والوقت الذي أعطي له شرط الفوز أخيراً بكتابة شفافة مع تنفيذ دقيق لكل المراحل التي عاشها والشخصيات التي تأثرت به وأثرت فيه، حتى 16 آذار/ مارس تاريخ إستشهاده برصاص غادر في منطقة الجبل، لتنقلب الأوضاع بعدها إلى التقلبات السريعة، والفاعلة في لبنان والمنطقة العربية كلها.

المصدر: الميادين. نت