العريضي خلال تكريم الشاعر فرحان العريضي في بيصور: كتب عن لبنان التنوع ودعا لالغاء نعرة الاديان

وطنية – كرمت بلدة بيصور شاعرها فرحان العريضي لمناسبة صدور كتاب بجزءين بعنوان “كنوز – زجل”، باحتفال في مركز الرابطة الثقافية الرياضية في البلدة، حضره عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب غازي العريضي، نقيب الشعراء في لبنان الشاعر جورج بو انطون، رئيس بلدية بيصور نديم ملاعب وفاعليات حزبية وروحية وثقافية وشعراء وادباء ورؤساء بلديات ومخاتير.

بعد النشيد الوطني، تحدث الدكتور وليد ملاعب فقال: “مملكة فرحان العريضي الشعرية أعطت دروسا في الوطنية والالتزام بالعصامية والوفاء، المحبة والاخلاص، الكرامة والعنفوان، وعبرت بشكل لا يقبل التأويل عن موقف ملكها حيال كل قضايا المجتمع التربوية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية”.

أضاف: “قدم نفسه رائدا من رواد الفكر الاجتماعي والاصلاحي في هذا الوطن المتعثر، وكتب قصائده ليعالج قضايا الناس وهمومهم وتطلعاتهم وافكارهم واوجاعهم لتعكس ابياته الشعرية المحبوكة بإتقان رائع صورة الحياة بحلوها ومرها”.

نديم العريضي
من جهته، أشار ابن شقيق المكرم نديم العريضي الذي جمع مؤلفاته في هذا الكتاب “كنوز – زجل”، الى “اهمية ما جمع وما كتب”، شاكرا “كل من ساهم في انجاح وانجاز هذا العمل”.

قصائد
ثم كانت قصائد ألقاها الشعراء: بو انطون، طليع حمدان وعصام العريضي.

العريضي
بدوره، شكر العريضي “كل من ساهم، تحضيرا وتصحيحا وتدقيقا وتقديما ومتابعة وسهرا، في إنجاز هذا الكتاب وتقديم ما فيه من كنوز لاجيال مقبلة وليس لنا فقط اليوم”. وقال: “هذا الانجاز جمعنا في هذه الامسية المباركة نستمع الى المواهب واصحاب العقول الواسعة والخبرة والمعرفة والثقافة. جمع كريم من الذين عرفوا فرحان العريضي، وتعرفوا اليه عن قرب، ورافقوه في كل مسيرة حياته، وانا واحد منهم في مرحلة معينة”.

أضاف: “طلب إلي ان انقل الى الزعيم الوطني وليد جنبلاط ان نكتب على اوراق فرحان العريضي الدستور اللبناني، أنا مواطن لبناني فخور بانتمائي الى لبنان وملتزم بدستوره وقوانينه، وأتمنى ان يقف الجميع عند حدود هذا الدستور وان يحترم الجميع كل القوانين لكنني تعليقا على كلمة ورقة طلبت الى الاخ نديم العريضي ان يضع هنا في زاوية في هذا الحفل، بعض اوراق فرحان العريضي وعلب السجائر والمقصوصات والصحف والاكياس التي كانت تأتي اليه وهي في نظري اغنى وأغلى الاوراق”.

وتابع: “فرحان العريضي كان يخاطبني من وقت الى آخر في الزمن الصعب الذي كتبت فيه كلمات الزمن الصعب، وكم كنت افرح وانا اتعرف الى جانب آخر من شخصيته، لم تسمح لي الظروف ان اعيشه معه مباشرة، وهو جانب الاخلاق والفكر والعلم والمعرفة والثقافة والغزل والعاطفة والحب والنشيد والوطنيات. فرحان العريضي كان يختزن عنفوانا كبيرا وانتماء وطنيا عربيا صافيا صادقا عبر عنه في كثير من المحطات والكلمات التي كان يقولها او يرسلها لي احيانا”.

وأردف: “كتب كثيرا عن لبنان التنوع الذي يجب ان يعيش فيه اللبنانيون مقرين بالاختلاف بين بعضهم البعض، بالانتماء الى وطن واحد وكتاب ودستور واحد وارض واحدة. وما احوجنا اليوم الى عقول كبيرة تقول كلمة الحق وتنادي به وتدعو الى حماية التنوع في لبنان الذي هو بحاجة دائما الى ميزان الجوهرجي لادارة شؤونه العامة. ونستذكر ما قاله فرحان من أن لا احد في لبنان يستطيع تجاوز احد أو الغاء أو كسر احد. هذا هو لبنان التنوع المميز في كل هذا الشرق، لا سيما أننا في مرحلة نرى فيها ظلما وظلامية وانهيارات وتراجعا وابتعادا عن القيم والاخلاق وعن مضامين الدعوات والرسالات السماوية الحقيقية، وذهابا نحو مزيد من التطرف والتعصب والعنصرية والفئوية والمذهبية والعشائرية والقبلية، وهذا كله مدمر لمجتمعاتنا ومناقض لتاريخنا وخطير في ما يخص مستقبلنا”.

وقال العريضي: “لقد كتب فرحان عن حب الوطن الايمان، ودعا الى الغاء نعرة الاديان. ما أبلغ هذا الكلام في ذلك الحين وما احوجنا اليه اليوم، بين ان نصغي الى رسالة الاديان ومضمونها بقيمها ودعواتها بمضامينها الحقيقية وان نلغي نعرة الاديان التي تأتينا موجات وهبات من هنا ومن هناك باسم الدين وباسم الله، فنرى ونشهد ما نشهد من اعمال لا علاقة لها برسالات الاديان التي دعت الى الخير والمحبة والتعاون والتكافل والتسامح والتضامن وغيرها”.

أضاف: “لفتني ما كتبه عن فلسطين، كان فلسطينيا بامتياز ومنحازا للشعب الفلسطيني وقضيته وحقه وعنفوانه وصموده وبطولته ومقاومته، كان نصيرا للقضية الفلسطينية وكتب عنها كثيرا. وبعد سنوات مما اكتسبه فرحان ومما تعيشه فلسطين من قهر وظلم واستيطان واستعمار وارهاب منظم تمارسه عصابات دولة الارهاب المنظم اسرائيل، الحديث يطول عن معاناة الشعب الفلسطيني، لكنني انطلاقا من دعوته الى نقض ونفي والغاء نعرة الاديان لفتني مشهد استثنائي في فلسطين المحتلة، المظلومة، المنكوبة حيث صدرت قرارات واصوات من قادة الارهاب الاسرائيلي بمنع الاذان في مساجد فلسطين. وكان مشهد من ارقى المشاهد من ابناء فلسطين المسيحيين، خرجوا وقرعوا اجراس كل الكنائس ليقولوا نحن فلسطينيون، أصوات المآذن واجراس الكنائس كلمة واحدة، نعم لفلسطين وحقها. هذا ما دعا اليه فرحان العريضي وما عشناه في الايام الاخيرة في فلسطين في ظل حراب الاحتلال والارهاب”.

وتابع: “كما كتب فرحان عن الجيش، إذ نقرأ اليوم كلماته ونستذكر مواقفه، نتطلع الى الجيش اللبناني والاجهزة الامنية بأمل كبير وبتقدير واحترام لما حققوه ويحققونه من انجازات لحماية لبنان وأمنه واستقراره وازدهاره واثبات ان المؤسسات الوطنية اللبنانية ذات بنية حقيقية متماسكة، فإذا وجدت الارادة والقرار وتوافرت الامكانيات تكون قادرة على مقارعة كل من يهدد امن واستقرار لبنان واللبنانيين في كل المناطق. نحن نحيي الجيش على الانجاز الذي حققه في الايام الاخيرة، ونتمنى ان تكون الاعمال الامنية مدروسة ومنسقة ومبرمجة ومحضرة بما يحمي أمن اخواننا الفلسطينيين ايضا لاننا ضد كل اساءة تأتي من اي مكان في لبنان، وهذا لا يعني التعميم في اشارة صادقة وحريصة على ما سمي الجدار حول مخيم عين الحلوة”.

وتوجه الى طليع حمدان بالقول: “أوافقك الرأي تماما وانا من محبي الزجل، نعم لدعوتك الى الارتجال بمعنى قول الزجل وحك الافكار والادمغة واستنباط الكلمات منها، لكن في الوقت ذاته اتمنى ألا يكون ارتجال في السياسة وفي القرارات غير المدروسة التي تترك آثارا وانعكاسات سلبية علينا جميعا وفي كل مجالات اعمالنا وساحاتنا المتنوعة”.

وختم: “أنا من الذين يمارسون الكتابة والتوثيق بشكل يومي وكلما رأيت شخصا يتعاطى شأنا عاما في مجال ما او لديه موهبة وامكانية او طاقة ما، أبادر الى السؤال هل كتبت؟ هل تكتب؟ هذا النوع من الكتابة وهذا الغنى ليس ملك صاحبه بل ملكنا جميعا لنكتشف الحقيقة التي لا يدعي احد انه يملكها بمفرده ايا يكن الموقع الذي هو فيه، ولنتعلم ونستفيد”.