رمزية الثنائي عون – الحريري

جليل الهاشم

ليس ما تحقق في لبنان في خلال الأيام الأخيرة بالأمر السهل والبسيط في وقت تذهب فيه المنطقة الى حروب الامارات والامراء والخلفاء. وتتدمر المدن وتنبع السلطة من فوهة البنادق والسكاكين. كل ذلك يجري حول لبنان وعلى تخومه ورغمه التأم مجلس النواب اللبناني في احتفال جذب اليه أنظار اللبنانيين والعالم وممثلي الأنظمة الصاعدة أو المتهاوية في المنطقة المحيطة، وسط هدوء شامل ساد البلاد تمكن المجلس النيابي من التصويت للعماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية مفسحًا في الوقت نفسه امام مشهد اعتراضي عبّر عن نفسه بطرق مختلفة ممثلًا ما يزيد عن ثلث نواب المجلس.

ليس مهمًا أن يسارع العديد من الأطراف والدول الى اعتبار نفسها المنتصر الاكبر أو صانع الرئيس ولا تقاس صبيانية السلوك الإيراني في هذا المجال إلّا بسلوكية بعض منظري أحزا ب لبنانية يمضون يوميًا شرحًا وتمحيصًا في كيفية تمكن قيادتهم من جر اللبنانيين والعرب والإيرانيين والروس والأميركيين والناس أجمعين الى خيارهم الرئاسي ففازوا فوزًا عظيمًا. والغريب في الأمر أن الذي فاز بجهود هؤلاء لم ينتبه الى وجودهم إلّا لمامًا وبحسب ما تقتضيه شروط البروتوكول والقليل من اللياقة.

aoun-hariri

أصبح لدينا في الحد الأدنى أربعة معامل لصنع الرؤساء في لبنان ومعملان اقليميان ينشطان في الخارج في صنع الصواريخ والبراميل وأحيانًا الرؤساء. ثم يصرّ هؤلاء جميعًا على شعار صنع في لبنان في وقت باتت الليموناضة تصنع في لارنكا.

نعود الى الأساس لقد أصبح لدينا رئيس وحكومة يفترض أن تولد قريبًا هذا هو الأمر المهم في هذا المحيط المتفجر، وبعد أن وصل لبنان الى ما وصل اليه من جهود وتراجع وانهيار انه تقدم وانجاز كبيرين خصوصًا اذا ما اخذنا في عين الإعتبار مستوى انتظارات الناس من رمزي هذه المرحلة الجديدة العماد ميشال عون وما يرمز اليه تاريخيًا من مواقف والرئيس سعد الحريري بما يثيره من أمل في إعادة الإنعاش الإقتصادي ودفع النمو وعودة الثقة المالية والإقتصادية بالبلد. انها تجربة بدأت للتو فلننتظر.