فقيدنا المقدم المقدام شريف فيّاض

بقلم عزت صافي (الأنباء)

تلك الليلة، ليلة الأربعاء، حضرت في خاطري، كالطيف، تسألني لماذا تأخرت عن الاتصال، فوضعت يدي على الهاتف لأطلبك، لكني توقفت. لعلك نائم. وواعدتك في وجداني باتصال في الغد لأراك.

وصباح الأربعاء تبلّغتُ أنك غفوت، ولن تستيقظ…

فيا فقيدنا المقدم المقدام
أيها الشريف بخصالك، ونبلكَ، ووفائكَ، ومروءتكَ التي لا تحد.
أيها الفيّاض بالمحبّة، واللطف، والذوق، والبسمة التي لا تفارق وجهك، حتى في حالة الغضب.
يا شبلنا الطالع من ثكنة الجيش حيث أقسم على الولاء والتضحية دفاعاً عن لبنان، وقد أدى واجبه بشجاعة، وأمانة، وراحة ضمير.
ويا فقيدنا الذي عاش عمره المدني، والعسكري، مناضلاً، ومفكراً، ومقاتلاً حيث دعا الواجب، دفاعاً عن حرية الشعب اللبناني، وعن حقوقه، وعن كرامته، وعروبته، كما عن قضية فلسطين.

لقد خدمت الحزب التقدمي الاشتراكي، حزبك الوحيد، كما خدمت جيش بلادك، بمناقبية، وشهامة. فما فرّطت بأمانة، وما قصّرت بواجب، وما فارقت محيّاك دماثة الخُلق.

ويا فقيدنا المقدم المقدام
تغيب عن النظر، وتبقى في الذاكرة، وفي وجدان أهلك، وحزبك، قيادة، وأفراداً، وأجيالاً، طلة أنس، وبسمة رضا.