جنبلاط في وداع فياض: برحيلك نطوي صفحة مشرقة من صفحات النضال

بشتفين – “الأنياء”

ودّع الحزب التقدمي الإشتراكي والجبل ولبنان المناضل المقدم شريف فياض في مأتم حاشد ومهيب في مسقط رأسه بشتفين- الشوف بحضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي ألقى كلمة مؤثرة، قال فيها:

“لم أكن لأتصور أنني سأجد نفسي واقفاً هنا لأرثيك ولأودعك في يومك الأخير. وبعد رحيلك، كم نشعر بالوحشة والوحدة وسط هذه الغابة من الذئاب والوحوش الكاسرة. أربعون عاماً ترافقنا فيها سوياً، في الحزب، في الحركة الوطنية، في جيش التحرير الشعبي، في مؤسسة الدراسات الجامعية وغيرها وغيرها من المواقع والمواقف”.

أضاف: “أربعون عاماً عملنا فيها سوياً، في الحرب، في السلم، في الأيام الصعبة، وفي الأيام الجميلة. أربعون عاماً سرنا سوياً، بعد إغتيال كمال جنبلاط، ثم عقدنا التسوية، ثم أكدنا على التلاحم الوطني اللبناني الفلسطيني، ثم الطائف، ثم التحرر من الوصاية وصولاً إلى يومنا هذا”.

تابع: “أربعون عاماً واجهنا فيها الإحتلال، وخضنا فيها حرب الوجود، وناضلنا في سبيل القرار الوطني اللبناني المستقل والقرار الوطني الفلسطيني المستقل.أربعون عاماً لم تفارقك تلك الإبتسامة الجميلة الصادقة والنظرة الوديعة والوجه المشرق”.

وقال جنبلاط: “يا لها من أربعين عاماً طويلة، قاسية، ثقيلة وصعبة. كنت دائماً إلى جانبي في مسيرتي السياسية والحزبية والعسكرية والشخصية. تنقلت بين الجبهات، بين الثكنات، بين المناطق، غير آبهٍ بالمخاطر حاملاً قضية آمنت بها ودافعت عنها بإخلاص ووفاء، بصدق وإلتزام، بإندفاع وثقة”.

أضاف: “كنت رمز الصلابة في مرحلة الحرب، ورمز التسامح في مرحلة السلم. واكبت عودة المهجرين وعملت بجهد لطي صفحة الحرب المشؤومة مؤكداً أنك الرجل الرجل في الأوقات التي عز فيها الرجال”.

تابع: “كنت حامل الراية، راية الحزب التقدمي الإشتراكي، دون كلل أو تعب ودون تأفف أو تبجح. لم تطلب لنفسك شيئاً، عشت هانئاً متواضعاٌ، ورحلت راضياً مرضياً”.

أضاف جنبلاط: “برحيلك، نطوي صفحة مشرقة من صفحات النضال في الحزب، صفحة العروبة، عروبة لبنان وتطوره الديمقراطي، صفحة الحركة الوطنية والبرنامج المرحلي، صفحة فلسطين المنسية.برحيلك، نطوي صفحة من زمن، صعب ولكن جميل، على مشارف دخولنا في زمن أصعب أيضاً، ولكنه مختلف”.

وقال جنيلاط: “قد يكون من حسنات القدر أنك رحلت في هذه اللحظة كي لا تشهد المزيد من الإنحدار السياسي والأخلاقي. رحلت قبل أن تشهد لبنان الجديد الذي لم ولن نتعود عليه. كثيرة هي المعارك التي خضتها، وإنتصرت فيها، إلا المعركة الأخيرة مع المرض. هذا هو القدر، ولا مفر من القدر”.

وختم جنبلاط قائلاً: “يا مقدم فياض، سنفتقدك كثيراً، وداعاً”.

(الأنباء)