الرقص على فوهة بركان!

وهيب فياض (الأنباء)

فعلها سعد الحريري وأيد ترشيح ميشال عون للرئاسة! وفعلها فريد مكاري وفؤاد السنيورة وصرحا من داخل بيت الوسط أنهما لن يصوتا لعون!

وفعلها سليمان فرنجية وبقي مرشحا حتى ولو بقي معه نائب واحد كما قال!

وفعلها اشرف ريفي وقال كلمته، وفعل فعله في الشمال!

وأعلن حزب الكتائب موفقه الرافض بكل الكياسة واللباقة الممكنة!

وفعلها نبيه بري وحجب صوته وأصوات كتلته عن الجنرال أيا كان الثمن ومهما كانت التداعيات!

وحرد القوميون،

وزعل البعثيون،

وجحظت عيون الموارنة المستقلين،

ورحب حزب الله عبر إعلامييه ولاحقاً أكد عبر أمينه العام دعمه لعون!

وتريث جنبلاط، الجالس على يمين بري، ويسار الحريري! ولا زال الكثيرون من نواب المستقبل وغيره من المنتمين إلى الكتل الأخرى يضربون الأخماس بالأسداس!

بري-جنبلاط-الحريري
هذا في حسابات البوانتاج، والتي مهما تقلبت، تبقي على غلبة الأصوات لجنرال الرابية في جلسة الانتخاب إن لم يكن بالثلثين في الجلسة الأولى فبالاغلبية البسيطة للنصف زائد واحد أو أكثر في الجلسة الثانية!

نظريا فاز العماد ميشال عون! فماذا عن اليوم التالي في بلد أقل ما يقال فيه أن رأيه العام متقلب بين طرفة عين وإنتباهتها؟

فكيف إذا كان نوابه قد إنتخبوا يوم كان البلد ٨ و١٤؟

أغيثوا هذا الرأي العام بالرأي المعقول!

قولوا له كيف تتشكل الخريطة المعقدة: جعجع مع عون، عون مع حزب الله، حزب الله مع بري، بري مع جنبلاط، جنبلاط مع سعد، سعد مع جعجع!

%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87
أما النواب الدائرون في أفلاك أقمارهم الزعماء فمنهم من حرد، ومنهم من زعل، ومنهم من إنصاع، ومنهم من قبل، ومنهم من رحب، ومنهم من أصيب بالفصام!

ماذا سيفعل هؤلاء جميعا في اليوم التالي للانتخاب؟ ماذا سيقال لهم؟ وماذا سيقولون لنا؟ إنها رقصة سوريالية على فوهة بركان هادئ الحمم ولكنه كثير الرماد!

حضرات السياسيين،

إرقصوا كما تشاؤون، وإنتقوا في الرقص الشريك الذي تريدون، ولكن إبتعدوا عن فوهة البركان، وإختاروا من تريدون رئيسا ولكن إشترطوا عليه شرطاً واحداً أن يعلن النيات بوضوح، ليكون الموالي مقنعا لجمهوره والمعارض مقنعا لجمهوره حتى لا يكون لون الرئاسة بلون الرماد المتطاير من فوهة البركان!

(الأنباء)