“شُبّه لهم” الكرسي فاسقطوا “الميثاقية”!!..

د. صلاح ابو الحسن

فجأة خرجت “الميثاقية” الى العلن وباتت في رأس هرم الأولويات فسبقت انتخاب رئيس للجمهورية وقانون الانتخاب و”المشاركة” و.. وفورا سقط شعار “الميثاقية وباتت خارج التداول.. وحضروا مجلس الوزراء.. فالكرسي أهم من الميثاقية والكرامة!!.. فلا ميثاقية تعلو كرسي الرئاسة.. على نمط الشعارات “البعثية”: “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” مع العدو..

وعلى هذا الأساس: “لا الميثاقية ولا الكرامة ولا المشاركة تعلو فوق كرسي الرئاسة”!!.. انها فرصة “العمر” الأخيرة ولا بدّ من التقاطها والغاية تبرر الوسيلة..

وفجأة، خرجت “السلة” الى العلن واعتُبرت منافية لـ”الكرامة” الوطنية، وكأن “الكرامة” عند أغلب السياسيين “قدس الاقداس”.. أو كأن الكرامة أٌنتهكت للتو.. وسقط “الانتهاك” سقوط الصاعقة على اللبنانيين!!.. “الكرامة” سقطت يا “سيدنا” يوم غاب عن المسرح السياسي رجالات الدولة.. وغاب كبار القادة عن المسرح الوطني..

ابشع ما في الأمر، عندما يحكمك “الاقزام”.. قال أحدهم: “في بلادنا لا ننتخب المرشح الأفضل لأنه غير موجود. ننتخب المرشح الأقل ضرراً”..

اوليست “الميثاقية” مٌصانة منذ قرر “الطائف” وقف “العدّ”.. ومٌصانة بغض النظر عن “الديموغرافيا” ومٌصانة برئيس للجمهورية من مذهب معين؟؟.. ونسأل من يعترض على صلاحيات الرئيس التي تقلصت بعد “الطائف”.. لماذا كل هذا التزاحم والتهافت على الكرسي الشاغر منذ سنتين وتصف السنة؟؟.. اذا كانت كرسي من دون صلاحيات؟؟.. فلماذا يفطرون على “بصلة”.

الطائف

الا اذا كان الوصول الى الكرسي يهدف الى الغاء الطائف الذي كلٌف دمار وخراب لبنان اضافة الى أكثر من مائتي الف ضحية ومفقود.. فهل يريد “البعض” اعادة الكرّة؟؟..

من يريد الميثاقية والمشاركة لا يجوز ان يكون مرتهنا للغير.. والحريص على “الكرامة” لا يمكن ان يكون مع السلّة” اذا امّنت له الجلوس على “الكرسي”.. ويكون ضد السلّة اذا حرمته من نعمة الكرسي..

اتباع الميثاقية والمشاركة والكرامة تخلوا عنها فور شعورهم باقتراب ما “شٌبه لهم” أنه “كرسي الرئاسة” التي باتت في “الجيب”.. علما ان موعد “الإفطار” لا يزال سرابا بعيد المنال!!.

نحن الآن، امام مرشحين اثنين معروفين.. والاسئلة الموجهة لهما ولكل المسترئسين المحتملين:

1- هل انت مع الطائف الذي بات دسستورا ووثيقة وفاق وطني؟

2- هل انت مع المثالثة او المناصفة؟؟.. مما يعني إعادة تشغيل العددات وبالتالي إيقاد نار الفتنة..

3- هل انت مع قانون انتخاب عصري ومع اجراء الإنتحابات النيابية في موعدها؟؟..

4- هل انت مع تشريع “المشاريع المشبوهة” بمسميات مختلفة تحت شعار “دعم الجيش والقوى الامنية”.. و”سرايا” و”طلائع” و”حماة” كلها مسلحة بوجه القوى الأمنية والمواطنين؟؟ وما حدث اخيرا في صيدا وقبلا في مجدل عنجر خير دليل.. والآتي أعظم.. بانتظار موقف الجيش..

5- ما هو موقفك من السلاح غير شرعي بوجه سلاح الجيش اللبناني وقواه الامنية الشرعية.

كفانا تكاذبا، وكفانا دفن رؤوسنا في الرمال.. وهذا التكاذب هو سرّ تراجع لبنان الذي وصل الى حدّ الإنهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.. كان يقول بسمارك: “يكثر الكذب عادة قبل الانتخابات وخلال الحرب”.

الكل يعيّر الاخر بالإرتهان للغير وهو غارق فيه حتى أذنيه.. قال مارتن لوثر كينغ: “لا يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك إلا إذا انحنيت”..

وأسأل المسترئسين وخاصة “المسترئس الاول” لماذا كل هذه الضجة على “السلة”؟؟ ومتى كان رئيس الجمهورية يصل الى سدّة الرئاسة من دون الاتفاق المسبق مع القوى السياسية الفاعلة على العناوين الرئيسية للعهد..

وهل علينا ان نذكّر بلقاء المرشح لرئاسة الجمهورية عام 1970، المرحوم الياس سركيس مع أعضاء “جبهة النضال الوطني” النيابية التي كان يرأسها كمال جنبلاط.. وخرجت الصحافة يومها بالقول: سقط الياس سركيس في الامتحان…

%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b3%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%b3

وكان السؤال الذي لم يتمكن سركيس من الاجابة عليه بصراحة: ما هو موقفك من المكتب الثاني وهل انت مستعد لإلغائه او الوقوف ضدّه؟..

ولكن، لا بدّ هنا من القول ان الرئيس سركيس كان رجل دولة حقيقي وصادق، فلم يلتزم او يعد بما لا قدرة له على الإيفاء بوعده.. خيّر بين الرئاسة والكذب فاختار الرسوب..

فكم من رئيس التزموا بالكثير ووعدوا وأقسموا.. ونكثوا بوعودهم وقسمهم قبل ان يجف حبر وعدهم وقبل غياب الشمس!!

نحن امام أي رئيس بغياب رجالات الدولة؟؟.. من يعش يرى!!..

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!