في حب عبد الناصر: القائد والرمز!

قاسم جابر

أنباء الشباب

46 عاماً على رحيل الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، هذه الذكرى على رغم العقود الطويلة لرحيله ما زال يخيف الكثيرين من أعداء الأمة العربية، ونذكر ما قاله الوزير الإسرائيلي إيهود باراك أثناء ثورة 25 كانون الثاني المصرية 2011، عندما صرخ طالباً من الولايات المتحدة الأميركية أن تحسم موقفها بسرعة قبل أن يخرج من الشارع ما يشبه عبد الناصر جديد.

في مثل هذا اليوم 28 أيلول 1970 غاب عن دنيانا آخر من نادى بالوحدة العربية، الرئيس المؤمن بقوة شعبه وأمته، غاب القائد العربي الكبير، الثائر الشجاع.. تاركاً إرثا عظيماً من الوطنية وتحدى قوى الاستعمار، والمنتفض في وجه أساطيله وأطماعه.. حيث كانت القومية العربية الهاجس الأول لديه، وكانت أخر أعماله في يوم رحيله القمة العربية التي دعا إليها لإنهاء القتال بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني والتي عرفت بإحداث أيلول الأسود.

في مثل هذا اليوم، رحل آخر من أطلقت عليه الجماهير العربية لقب الزعيم الخالد، والقائد العملاق، الذي لقب أيضاً بأشجع الرجال وأنقى الرجال وأخلص الرجال، فقد كان محبوب الجماهير العربية كافة من المحيط إلى الخليج، عاش لغيره وأحب الناس فأحبه الناس جميعاً، فكان ملء أسماع الورى وملء أبصارهم..

عشرات من قادة وزعماء الدول رحلوا عن عالمنا منذ رحيل عبد الناصر، بعضهم لهم إنجازاتهم وكثير منهم لهم سلبياتهم، لكن لم يبقَ واحد مجسد لضمير هذه الأمة كما فعلت شخصية الرئيس عبد الناصر، الذي غرس في وجداننا مفاهيم الانتماء العربي والمسؤولية التاريخية عن حماية هذه الأمة والنهوض بها، كما لم يحدث في عالمنا المعاصر أن أجمع العالم العربي على حب قائد، أعطى للقيادة السياسية معنى أخر، كما أجمعت الأمة على حب عبد الناصر، صاحب شعار “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.

نبكيك في زمن نحن بأشد الحاجة إليك فيه.. وفي ظروف إزدادت فيه الجروحات العربية، وتصدع الصف العربي، تبكيك فلسطين التي كانت في وعيك الموقع الأول، فكان الانحياز لقضيتها العادلة انحيازاً كاملاً وشجاعاً..

نبكيك لأنك لم تستسلم لليأس الذي عم وهزم الجميع، ولم يعيقك الانكسار العربي وهزائمه المعنوية.. نبكيك يا أيها الغائب الحاضر كأهل الخلود.. يا أحب الرجال إلى قلوبنا..

3044-3

نبكيك وأنت المبثوث في وجدان أبناء وحزب المعلم الشهيد كمال جنبلاط، مجسداً ضوء لا يخبو بريقه.. والواضع في أعناقنا أمانة حمل الرسالة إلى آخر المدى، فقد كنت سنداً أساسياً في دعم ثورة اللبنانيين عام 1958 ضد مشاريع “إيزنهاور” والأحلاف المشبوهة، وسنداً محتضناً الثورة الفلسطينية ونضالها..

فأنت أيها القائد الاستثنائي مفخرة لامتنا العربية وأبنائها الشرفاء جيلاً بعد جيل.. وما أصعب الكتابة وبسطور قليلة عن إنسان بحجمك جمعت الكثير من القيم والصفات في شخصيتك..  قائداً أحنى هامة التاريخ….

(*) دكتور علاج فيزيائي