نكاد أن نكون نحن!

نعيمة نوفل

أنباء الشباب

كم تعددت الأخطاء. أخطاء لعلنا غفلنا عنها، قذفناها بقدم مترددة، معترفين بيننا وبين أنفسنا الخجلة أن تأجيلها قد يقتلنا. فكم من مرة علينا أن نعتذر ونتودد ونتوسل لذاتنا التي ما كلت تلومنا على ما اقترفنا بحقها من إجحاف. كم من ليلة أنت في آذاننا الصماء عن أذية تهم بالتسلل لتأخذ لها مأربا في داخل كل منا.

إلى متى سنخطأ بحق أنفسنا ونحرمها من أن تعيش اللحظة؟. لحظة طفولة أو ضحك أو حزن… أو لحظة لا تعرف المجاملة مهما كانت ومهما كان الصدى. مما الخوف؟ ممن الخوف؟

رعب يتجول بين أرجاء كل مكان ويوزع ألبسة علينا إرتداءها رغما عنا وعن قناعاتنا وهذا ما يخدر عقولنا ويقيد أيدينا التي ولدت لتكن حرة جريئة متمردة ولكنها اختارت أن ترتجف ذعرا وحياء.

فهذا هو الفساد الإجتماعي الذي يسلبنا الراحة ويعرقل تطورنا دون أن ندرك فننجذب كمغناطيس وراء ترهات بالية، وهكذا نعيش على حكايا بعضنا وكأنها قوتنا الأساسي الذي يغذينا جسداً وروحاً.

لا حل يحيينا سوى الشجاعة، شجاعة الحوار والإبداع والإيمان أو الثقة بالفكر والنفس، شجاعة التحرر من المجموعة الضيقة الذي تبعدنا مسافات شاسعة عن أنفسنا كما يجب أن تكون.

حدثوا أنفسكم، صارحوها وشجعوها على الصدق الذاتي أولاً.

بادروا دون السماع لألسنة تثرثر أو النظر إلى أعين شاخصة اليكم جاهزة للنقد منتظرة أي تصرف أو كلمة كمفترس يترصد فريسته.

دللوا عقولكم، دللوها بالإنفتاح والمثابرة لكسب الوعي الذي لا يكتفي عاقل بقليل منه مهما تعلم وكبر ولا تغركم سهرات وحكايا لا زبدة من سماعها ولا منفعة.

ولكن مع الأسف، لعل هذه حالنا جميعا… نخاف من أن نكون نحن، نكاد أن نكون نحن.