أزمة الجاهل!

نزير الرفاعي

أنباء الشباب

هي أزمة نواجهها في بعض الأحيان مع أشخاص، خلال حديثنا معهم، نكتشف بأن كلماتهم غير موزونة، بل تنقصها الأفكار العلمية المنطقية بحدها الأدنى، عندها نتحدث عن جهل قد سيطر وتغلغل في الذهن، فأخرجه اللسان!

وتكمن المشكلة عندما يشعر الجاهل بأن حديثه في قمة الدقة والقناعة، فيسرح ويمرح في حواره ويؤكد عليه بحركات يديه، مشكلاً أزمة حقيقية لدى المستمع العاقل الواعي المتعلم، حيث ينتظر هذا الأخير اللحظة التي ينهي فيها الكلام ليعيد تحرير أذناه من كلمات يقال لها “من كل واد عصى”.

يعمد قسم من العاقلين على متابعة الحديث مع الجاهل، بغية الرد عليه بالمعلومة الصحيحة فيستفيد، لكنه ينصدم حين يرفع الجاهل بصوته متمسكا بقناعاته المرجومة المنبوذة من قاموس العلم.

أما القسم الآخر، فيتحفظ بصمته، هازاً برأسه، آملاً في جوفه أن يستيقظ من غيبوبة الجهل والتشبث بالرأي الخاطئ.

يشوه الشخص الجاهل الحديث الذي يدور في مجلس ما، فيحوله من مفيد إلى مفسد، ولقد أصبح جاهلاً بسبب فشله في تحصيل العلوم والمعارف، وابتعاده عن مجالس العلم والإرشاد والتوعية، كذلك ابتعاده عن المشاركة في المشاريع التنموية والعمل الجماعي الذي يكسب الفرد علوما فائقة الأهمية.

يعتبر الجاهل عبء على المجتمع، فيحد من تطوره وازدهاره ونهوضه من كنف الظلام. وعلى الرغم من وجود هذه الظاهرة بنسب متفاوتة، إلا أن الشعب اللبناني هو من الشعوب الأكثر انفتاحاً على العالم مقارنة مع شعوب العربية وحتى العالمية منها، ولكن، رغم ذلك، علينا الإنتباه الى نسبة الجهل الموجودة للحد من تكاثرها ومحاولة محو ظاهرة الجهل كلياً.

تتواجد هذه الظاهرة عادة في القرى والأرياف، وذلك لإبتعادها عن المدن مركز الإنفتاح العلمي.

لذلك نتحدث دائماً عن تنمية القرى البعيدة التي هي جزء من الوطن ككل. ولا ينهض الوطن بشعبه ما إذا تركت بقعة فيه محرومة.