الى أخوتي في الإنسانية، إلى بني عرقي، إلى البشر…

أيّامنا تعصف بالكثير من أحداث القتل والإجرام، عيوننا تلوّثتْ بدماء القتل وغبار الحقد، لم نعد نكترث بالحياة وبالموت، سمعنا بأعداد مخيفة عن الأشخاص الذين حاولوا الإنتحار أو من غادرونا وهم نفسهم لم يفرحوا في هذه الحياة، كثيرون لم يفهموا معناها وقرّروا الرحيل، لا تتوقّف الحكاية هنا، فنسبة اليأس في تصاعد والوجوه الشاحبة في كل مكان!

أصدقائي، حانتْ اللحظة التّي نفهم فيها أنّنا جميعنا مترابطون، نواجه أمواج الحياة نفسها لنستمر في السباحة. من منّا بلا مشاكل؟ قد نضحك، لكن بعد التحديق في العيون جيّدا، سنرى أجوبة كثيرة، نحن بشر متشابهون جدّا، نريد أن نفرح في الحياة لا أكثر، أوليست السعادة من أبسط حقوقنا؟

 أعلم أنّ الكثيرين يبحثون عن أصوات السكون والطمأنينة ولكن سرعان ما يشقّ أصوات الصواريخ والحروب آذانهم كالصواعق ليعيدهم إلى الواقع المرير. هل لي أن أفهم لما الحروب؟ لما الكره؟ لما القتل؟ لماذا؟ أعزّائي البشر، أيّها الجيل الجديد، أحبّوا بعضكم بعضا، عبارة واردة في جميع الأديان الكريمة، امحوا كل الفوارق والحدود التّي فرّقتنا، فهذه الأرض لنا جميعا، كلّنا إخوة ولدنا من أب وأم واحدة ( آدم وحواء) فكّروا في هذه العبارة جيّدا.

 إذاً لما تقتلون إخوتكم؟ إغسلوا عيونكم بشراب الحب، فالحب يرى كل شيء جميل. صبري يتبخّر، فأنا ما عدْتُ قادرا على رؤية أشلاء الأطفال هنا وهناك، أُحاول أن أغسل ذاكرتي كل يوم قبل أن أنام، لِأَسْتطيعَ أنْ أنام! أحاول أن أطرح صور القتل من بالي لأستريح، لكنّها راحة مؤقتة! أرى شقاء الأطفال والأمّهات والمسنين على الأرصفة الباردة كل يوم.

 لماذا أكلتْ الدنيا قلوبنا ومن أين ظهر كلّ هذا الشرّ اللّعين! يدفعون مبالغ طائلة لشراء الأسلحة وللقتل لكن لا يستطيعون أن يساعدوا النّاس! فلنفهم أن أبناء بشرتنا هم أبناء عرقنا، هم إخوتنا وأبناء الحياة الأحرار.

مشاعري لا يمكن حصرها بكلمات، فعقلي يرسم ألف كلمة في الثانية، أريد السلام فقط، أريد أن أرى النّاس سعداء، أقصد إخوتي سعداء، عيناي تتوقان لرؤية السعادة والإبتسامات.

دعاء أخير: يا رب، أغرقنا معا في بحر الحب والسلام وإجمعنا لنمحي الحزن والفقر والبلاء وإجعل العطاء عادة من عاداتنا اليوميّة لنضحك ونعيش على أرضنا أحراراً!