كنيسة السيدة ومسجد الأمير شكيب!
د. وليد خطار
20 سبتمبر 2016
كتب التاريخ عن العلاقة التي كانت سائدة بين البشيرين في حقبة مهمة من تاريخ جبل لبنان وكيف تصرف الشهابي مع الجنبلاطي وسبب في مقتله بعد أن وطد حكمه معتمداً على زعامته وبذر بذور الفتنة التي إنتهت بأحداث ١٨٦٠.
وعشنا منذ تلك المرحلة فترات من الصراع الديني والمذهبي كان وقوده شهداء أفراد وزعامات وتهجير ومجازر وفي جميع المناطق ولا زلنا اليوم نعيش آثارها المرة والأليمة خاصة بعد تجدد دخول قوى عظمى على التخطيط لابقاء جذوى الصراع متقدا بين أطياف اللبنانيين والعرب.
كيف نحاول لملمة الصفوف في ظل هذه الفوضى القاتلة ويكاد أن يكون وليد جنبلاط الوحيد الذي حمل رسالة الحفاظ على لبنان؟
بدأ سنة ٢٠٠٩ عندما طرح سؤاله الشهير إلى أين وأعلن إلتزامه الوسطية بين فريقي ٨ و١٤ آذار وكم كانت معاناته لإقناع جماهيره المعبئين منذ شهادة كمال جنبلاط ضد نهج من ركب زورا حصان المقاومة والصمود والتصدي والرفض وعشرات من التسميات التي ما قدمت شيئاً للقضايا العربية.
معاناة محفوفة بالخطر عندما يصبح جنبلاط حاكماً للتوازن السلمي ودعوات للحوار والتواصل دون كلل ولا ملل منبهاً من خطر الفراغ، مطلقاً المبادرات، رافعاً الصوت ولا من مجيب في هذه الطبقة الحاكمة مشلولة التفكير والتدبير.
من هنا، جاءت خطوات جنبلاط التي أتت لتحيي ما إندثر بفعل العصبيات القاتلة، فجاء ترميم كنيسة السيدة التي بنيت لآل الخازن في المختارة وحضور البطريرك الراعي ورعاة البلد الدينيين والزمنيين لأفتتاحها في مشهد غاب كثيراً عن لبنان وتجدد في المختارة المختارة.
بعد هذه المناسبة، إكتشفت محاولة إغتيال وليد جنبلاط وكأنهم يحذرونه من مغبة إفشال مخططاتهم ولكنه لم يكترث وتابع بافتتاح جامع الأمير شكيب أرسلان بحضور المفتي ورعاة البلد الدينيين والزمنيين وكان تخليداً لذكرى وفاة سيدة القصر الأميرة المرح
ومة مي شكيب أرسلان وإكمالا لنهج الوفاق والانفتاح.
ولا نستطيع أبدا إلا قراءة ما بين سطور كلمة سماحة المفتي دريان الذي أعطى للمناسبة حقها وللأمير شكيب عظمته وللمختارة ريادتها.
ونقول هذا هو قدرك يا وليد جنبلاط رجل الحرب والسلم، رجل السياسة والوفاق، كل الآمال معلقة عليك وعلى نهجك وصواب رأيك ورؤيتك في مجرى السياسة الاقليمية والمحلية.
إنني أستعرض مسيرة وأترك التحليل لمن يستذكر التاريخ ويرى المستقبل بعين ثاقبة لم تخطىء حتى اليوم في قيادة المسيرة الهادفة إلى إبقاء لبنان موئلاً للحرية ورسالة للسلم والعيش المشترك!