الرفيق طارق يأبى الرحيل، وهو باق بأسرة العمر الجميل!

هيثم عربيد

بالأمسِ القريب أنهكتني المحبّة!!..، وحطَّمتني رؤى الحريّة!!..، وسَلَبتني من حقيقتي الحقيقة!!..، وبَدَأتْ تراودني كلّ أقانيم الأمل رغمَ صواعق العاصفة!!..، واندَمَجْتَ في كوكبةِ التحدّي للحياةِ دونَ أن أدري!!..، فرأيتُ زغردات الفرح تنبعث من خريف الرحيل!!..، وربيعُ الحياة يزهّر بوجدانيّة الألم!!..، ورأيتُ الكثير الكثير في وجهِ من رحل وما زال يقتنصُ نعمةَ الإستمرار بالروحِ التي توحَّدت في نسيجِ فلذاتهِ، وفي معتركِ الحُبِّ والمحبّةِ المستمرة في أريجِ زرعهِ الحياتيّ!!..، وسلكتُ معكَ يا رفيقي طارق خلود نظرتكَ وبشاشة وجهكَ المتسلّل بالأنين والحنين!!..، وبكتابِ النثر والشّعر والخواطر بأدبِ لهفتكَ!!..، وبالطاقةِ الموروثةِ والمقدَمةِ من وهجِ لمستكَ، وحسن تربيتكَ!!.. وحتّى على فراشِ التّسليم المتنقّل بكَ ما بين عالمِ الحسِّ والإغماءِ ورفض الفراقِ، أضمرتَ يا رفيقي الإصرار على معانقةِ الرؤية الحياتيّة بوجهِ الحبيبة، وبفلذاتِ قلبكَ المتعطّش ليكن الحقُّ ظاهراً للعيانِ بصرخةِ الإرتقاءِ لِمن يكملُ الرسالة، وأنتَ الواثق بعزفِ سمفونيّة السعادة في قلوبِ كلّ الأحبَّة، بدرايةٍ واستسلامٍ يعكسُ لغةَ الحياة بعد الرحيلِ والوداعِ وحتّى الموت نفسه، وكأنَّكَ تنطقُ الحقائق بلونِ الإنسياب في مشهديَّةِ الإستنطاق الصّامت صمت الشّمس بِبُعدِها التكوينيّ المتفاعل ببراكين اللهب والمتعاكسة بنمطيّة الدفء والحياة، وما خلفَ شخصكَ من ندى الخيال، وهدى الإحساس، ومدى التجذّر بالإدراكِ لكسبِ تراتيل الفرح بالذكرى!!!…

نعم يا رفيقي وصديقي طارق، رحلتَ بالإستمرارِ والبقاءِ في النورِ والرجاءِ، وأكملتَ الرحيل لتجسِّدَ العودة بالوفاء، وكنتَ المتألّق الأوّل على ضفافِ وعمقِ الصّفحات المسّتوحاة من شذراتِ عمرِكَ الجميل، ومن خطى ألم الفراق، فاعتلت نبضاتُكَ الروحيَّة بروايةِ الحبيبة “ربيعُ من خريف“!!!..، وكأنَّك تقارعُ الزمن في هدأةِ النفس المطمئنّة بنثرِ بذور الخير في عطرِ الحبيبة التي أبتْ إلاّ أنْ تعود. وحَقَقَتْ معكَ وبعودتِكَ الجوهريّة بصمة الأنسنةِ للجمالِ المنخرطِ داخل وسادة الحُبّ المتفاني للإخلاصِ والتجرّد، وحقيقة هذا التفاني والحُبّ هو الإنعتاق والتسلّل داخل شخصكَ الطارق لكلِّ أبوابَ السعادةَ الممزوجةَ بالوعي، والمزروعةَ بأعماقِ من أحببتْ!!!…

رفيقي الحبيب، لكَ الغبطة بجوارحِ وألقِ الإبحار بالمحبّةِ!!.. ولكَ السّلام والوفاء بهدأةِ الخيال!!.. ولكَ الثورة الإنسانيّة المتعالية والمتسامية خلفَ نصفِك المتَّحد بِكَ، والذي يأبى أن يرتدي رحيلك مع الزمنِ بالنسيانِ، فتحوَّلَ نصفكَ الآخر ليتَّحدَ بنصفِكَ في الحقِّ الجوهريّ..!!، وهكذا إتَّحدتما معاً بحبِّ وقساوة الحياة، وفرح الإستمرار بالحقيقةِ، رغمَ إنصهاركَ بالغيابِ والإبتعاد، والبقاء البقاء في آن!!!.. هكذا، أرادت حبيبة قلبِكَ، ورفيقة عقلِكَ، وزينة دربكَ، ونصفكَ المتعمّق والمندمج بالكلِّ، كي تبقى تراود البسمات الساطعة من الأبِ المتجوهر بالأبوةِ الحقَّة، والمتوحّد مع العائلةِ بمجاراتِها الإحساس المنسوج بالداخلِ الإنسانيّ، رغمَ المساحات والمسافات الملغاة والمتجدِّدة بالحياةِ الحياة، وما فوقها من نورٍ متعاكسٍ بصفعةِ الإرتحال!!!…

IMG-WA0011

دخلت يا رفيقي كلّ مسامات الرواية، بالدموعِ تارةً، وبالبهجةِ طوراً، وبرفضِ القراءة أحياناً، وكأنّني أعانقُ الشّرأبة نحوَ فصول اللغة الحياتيَّة. وأنا أُدرِكُ معنى الرفاقيَّة التي عادت لتزيدَ يقيني بالإنتماءِ إلى شمسِ السطوعِ في لغةِ المبادئ الكماليّة، التي جسَّدَتْها حبيبة قلبكَ يا رفيقي كوسيلةٍ لإبقاءِ وإرساءِ المواطن الحرّ والشعب السعيد دونَ قصدٍ وبقصدٍ في آن، من خلالِ الحلمِ والعلمِ والصبرِ والخيرِ والأملِ والألمِ والثقافةِ والتضحيَّةِ والوعيِّ والجمالِ في هدأة الإنتظار اللامحدود، لعودةِ طيفكَ الباهر، وهو الحاضن الحاضر والموجود والموجود!!!؟؟؟…

 هنيئاً لكِ يا زينه بحبيبكِ طارق، وهو كان المشعلُ المتسامي بالفرحِ والتحدّي، وهنيئاً لكَ يا طارق في عليائكَ بأسرةٍ تكوّرتْ بنواةِ وردةٍ عابقةٍ بالعطرِ التربويٍّ الذي يغني برحيقهِ واحات وحقول البهجة الإبداعيّة، وأنتَ لم تزلْ الحكاية ببسمةِ الإحساس واستنباط هدى الحواس، وستبقى الرواية بيراعِ ربيعكِ المنبعثِ من خلف خريف البرق والرعد المتخبّط بالعواصفِ والرياحِ الهوجاء، والمطر المُغَلّف بغيومِ العيون المنهمرة بالدموعِ، والتي رَوَتْ وتروي قلبَ الإيمان المتألّم والخصب بإرادة الحياة، ليأتي نشيد الربيع حاملاً معه الدفء والسعادة والتصميم للحركة والحيويّة والنشاط المتعطّش لنهجِكَ الإنسانيّ يا طارق، حتّى تنمو كلّ البذور التي بذرتَها بصفاتِ الخير والمحبَّةِ، وتستمرُ زهور النرجس والياسمين التي زرعتها ببيئتِكَ الرؤيويَّة والتوعويَّة والتربويَّة المتفاعلة ما بين الربيع والخريف، لتشرقَ من جديدٍ بعطرِ الإيمان الممتلئ بالقلوبِ وصبابة همساتِكَ ولمساتِكَ المتغلغلةِ بلحنِ الخيال، وصدى التراكمات المتمرِّدة بصمتِ الوعي والذِكرى وما بعد بعد الغمرِ لكوكبةِ الإستمرار بالشهيقِ والزفيرِ في لولبةِ الإعتلاء، وإبقاء النَّهج والكلمة يتقمصان بحبرِ السعادة الدنيويّة المتزيّنة بالخلودِ والملتحفة برداءِ الجمالِ والتجدّدِ مع مسلَّماتِ الذِكرى!!!…

 ستبقى سارحاً وسابحاً يا رفيقي طارق أبو فرج حولَ الثريّا وفوقَ الثرى، وأنتَ الروح الباسمة والمبتسمة من علياءِ الترابط المتحقّق داخل صومعة الحقيقة، لترسلَ دغدغات ووشوشات الشكر والإمتنان عبر معزوفة الحياة المستدامة والمستمرة بإبنتكَ لِيا، وإبنكَ غدي، وشريكة روحك زينه، وكلّ العائلة التي انعتقت بكَ لتثبتَ معكَ الخلود بينَ حكايةِ الزمان والمكان، ولتضيء للجميع رواية العمر المتكلِّمة بالمشاعرِ والأحاسيس، وبسهولةِ التعبير المعمّق بالمعاني والخواطر، وخلق الأطر المحببّة للإستمتاع برُقيّ التحدّي في محاكاة المستقبل بلغةِ العقل والحرف والكلمة والكتاب، حتى انبرت لنا جميعاً الرواية التي حَمَلتْنا إلى منحى الفرح والإنتصار المفعم بعطرِكَ الملتصق والمتأصّل والعابق بأحشاء الأهل والرفاق والأحبّة، والباسم برواية زهرتك زينة “ربيعٌ من خريف“…

IMG-W

     أخيراً وليس آخراً، نُبارك رواية الكاتبة الصديقة والأخت زينه، وننتظر عودة الرفيق والحبيب والأخ طارق من وشوشات السُّحب والتمتمات المعرفيّة والثقافيّة والتعليميّة، ليرتدي مع أسرته الصغيرة والكبيرة كتاب الإرادة الجديد والآتي بيراعٍ مدادِ الأخلاص والوفاء لِمن أحبَّنا وأحببناه!!!.. وتبقى الحكاية..، وتمضي الرواية..، وتستمرُ صدى الصرخات المتدرِّجة بالعذاب والألم لِنُدركَ المحبَّة إلى ما لا نهاية!!!…

اقرأ أيضاً بقلم هيثم عربيد

نكتبها بالنّور كما تكتِبُنا!؟

 المرأة الإنسان!..

ثقافة السلام الحواريّ.. لا الإستسلام الفئويّ!

الزمان والمكان عانقـا الحقيقة برداء الكمال الإنساني!

متحف ومكتبة الموسيقى العربيّة، حلم الإرادة التصميم المنتصر!

أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!

التهديد للوليد لم ينه حلمَهُ البتّه، بوطن السّلام والحياة

 المربي سليم ربح على عرشِ التَّربيةِ والمحبَّةِ والخلود

صرخاتُ الألمِ!!.. بدايةٌ لإدراكِ عالم معلمي الشهيد!!!…

الإنتخابات البلديَّة هي المنطلق لكسرِ حلقة الفساد والإفساد

كيف نعملُ يا كمال؟!.

نسمات محبتك الدائمة.. لم ترحل يا أمّي!.

كمال جنبلاط لم يرحل!

وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…

الرئاسة بلغة الممانعة وديمقراطية الإقصاء…

معلمي.. ثورة للإنسان والإنسانية.. والحقيقة والحريه…

سمير القنطار… شهيد الوطن المقاوم…

كمال الولادة والشهادة، رسالة فجرٍ دائمة، للحريّة والسعادة!!!…

فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ

الحِراك المدَني وخطى النجاح المتلاشية والمهدورة!!!..