أكلة الجبنة!

د. صلاح ابو الحسن

كي لا ندخل في المبالغة والتعميم، فان الأكثرية الكاسرة من السياسيين اللبنانيين هم “أكلة جبنة”.. الحياة السياسية، بمعناها الواضح عندهم مفقودة ومخطوفة.. فحيث لا قيمة للإنسان الفرد لا قيمة للسياسة وبالتالي لا قيمة للسياسيين.. عندهم السرقة والإثراء “ملح السياسة”..

أي بلد هذا محروم من الكهرباء منذ عقود ولا نسمع من سياسييه الا التبريرات الكاذبة؟..

أي بلد هذا محروم من المياه؟؟ اي بلد هذا محروم من وسائل النقل العام ومن الطرقات؟؟ اي بلد هذا محروم من الحداثة في الادارات والمؤسسات العامة؟؟

اي بلد هذا محروم من رئيس للجمهورية ومن مجلس نواب فاعل ومن حكومة منتجة ومن سلطة قضائية مستقلة ومحروم من جيش وامن واحد؟؟

أي بلد هذا، يدعي البرلمانية والديمقراطية، ويريد بعضهم فرض شخص واحد أوحد “استحلى” كرسي الرئاسة.. ومن يرفض فـ”ليبلط البحر” او فـ”لينقع الدستور ويشرب زومه المر”؟؟

أي بلد هذا، لا يستطيع دفن نفاياته العضوية والسياسية؟؟ وأي بلد هذا، اختطفت حقوق “شعوبه” فيما “الشعوب” تقدّس وتؤله خاطفيها؟؟

حرق نفايات

أي بلد هذا، عقائد ومبادئ وايديوليجيات سياسييه واحزابه خالية من الأخلاق بحدّها الادنى؟؟

أي بلد هذا، اسمه لبنان “قطعة سما وكم أرزة عاجقين الكون”؟؟.. انه بلد “الكذبة.. صرنا نطمح ان نُشبه سريلانكا أو عُمان.. او السنغال وربما جنوب افريقيا..

المشكلة ان “المناضلين الجدد”.. من السياسيين أتوا من بيئة “جائعة”.. والتعبير القروي “كلبانين”.. وهؤلاء متوفرين في كل الأحزاب والطوائف.. ومن كانت نفسه جائعة فانه حتما لا يشبع.. والذي نفسه “شبعانة” فهو لا يجوع ابدا..

بتنا اليوم، شبه متيقتين، ان هذا الصمت المريب من قبل السياسيين على تنوعهم وتناقضهم.. ناتج عن ان الجميع شركاء في تقاسم “الكعكة” او “الجبنة”.. (غطيلي حتى غطيلك).. فيسكتون عن قبائح وجرائم وسرقات بعضهم البعض.. كلهم يخشون فتح الملفات.. ولذلك فان “الطحان من هذا الحزب.. لا يغبّر على الكلاّس من ذاك الحزب”.. انه حزب “المناضلين” الجدد..

بعضهم، غارق في مستنقع الفساد ورائحته نتنة.. وبعضهم غارق في الصفقات المشبوهة.. وآخر مصنّع ومصدر ومستورد لشتّى انواع المخدرات وآخر متورط في معامل وبواخر الكهرباء والفيول.. وآخر متورط في شبكات الدعارة ويديرها..

fatma-ghoul-boat-kahraba

اضف الى ذلك، صفقات شبكات الاتصالات والانترنت ومغارة الاربعين حرامي.. ولا تعرف يد من بجيب من؟؟!!.. والكل يحاضر بالعفة!!..

دون ان ننسى صفقات المصاريف السرية ومصاريف السياحة والاستجمام غير الخاضعة لأية رقابة..

نعم، الوزارة والنيابة والمؤسسات والصناديق.. مصدر رزق لأصحابها وحاشيتهم..

الثلوث السياسي اكبر واضخم واوسع من ان يُوصف ويحدّد.. وأكبر من التلوث البيئي.. والشركاء كُثر.. والتنوع السياسي ضمن “وحدة الجبنة والكعكة”.. لا يختلف عليها أحد من هؤلاء الفاسدين..

أكثر من يتغزّل بجمال البيئة والطبيعة والمساحات الخضراء شعرا ونثرا.. هو من يطحن الصخور ويأكل الأخضر واليابس في جبل عين دارة.. ما أعهر القحباء عندما تتحدث بالعفة..

يقول كمال حنبلاط: “السياسة هي في معناها تربية الجماهير وتعويدها على الطريق الأفضل”..

فليأذن لنا كمال جنبلاط ونقول: السياسة هي في معناها تربية السياسيين.. فهم يجنون المال ولا من يسأل: من أين لك هذا يا “قديس”؟؟.. ولكن لحسن الحظ فان الاخلاق والتربية لا تُشرى ولا تُباع.. وكنا لنبتاع لهم بعضا منها لو تنفعهم!!..

المعلم كمال جنبلاط

وكان يقول “المعلم”: “السياسة يفترض فيها أن تكون أشرف الآداب إطلاقًا”.. ولكن اليوم بات الشرفاء والاوفياء من القطع النادر..

وعلى الهامش، ليطمئن جميع “الغيارى” أن لا صراع أجنحة في الحزب التقدمي الاشتراكي ولا تمرّد ولا قوى متصارعة.. ولا انشقاق حزبي ولا تيارات ولا أجنحة.. ومن يخرج من الحزب او على الحزب يخرج “وحيدا” ولا جناح له ليحلق فيه..

ولكن لمن نسي أو يتناسى او لمن لم يعاصر مرحلة “السبعينات”.. نذكّره بأيام “الدكتيلو” و”الأشباح” الذين كان لهم “غرفة” متخصصة تابعة لما كان يُعرف بـ”المكتب الثاني” مهمته “فبركة” الأخبار وتوزيعها على وسائل الإعلام عبر “الدكتيلو” لتتصدّر عناوين الصحف “الموالية” في اليوم التالي..

ولنذكر بعض من تخونهم الذاكرة الذين حاولوا بخبث المقارنة بين “المعلم” ووليد جنبلاط.. وهم ذاتهم يعيدون الكرّة مع تيمور.. اطمئنوا وأريحوا انفسكم من مشقة التحليلات والتخيلات.. المختارة ستبقى المختارة دارا عامرة لكل اللبنانيين والعرب وستبقى مع تيمور كما كانت مع الست نظيرة ومع المعلم ومع الست مي شكيب ارسلان ومع وليد جنبلاط..

وسيبقى الحزب التقدمي الاشتراكي حزب المناضلين والشرفاء وحزب من ليس على صدرهم قميص.. لقد مرّ الحزب بظروف أصعب وأقسى وبقي على خطه السياسي ونهجه الوطني والعربي.. وهو الحزب الوحيد في لبنان الذي لم ولن يتعرّض للإنقسام.. ويا جبل ما يهزّك ريح.. لا  تنسوا انه حزب كمال جنبلاط ووليد جنبلاط..

PSP-Special

يبدو اننا نعود شيئا فشيئا الى عصر “الأشباح” من البيانات المنسوبة الى “داعش” والى “المصلدر المسؤولة”.. وستزدهر حتما هذه “الأشباح”.. فنحن كنا في السبعينات في “غرفة” واحدة.. فيما نحن اليوم أمام “غرف” واجنحة مخابراتية متعددة المرجعيات والجهات المحلية و”الشقيقة” المتصارعة.. وغرف متخصصة بـ”الفبركة” و”الله يستر”..

 

اقرأ أيضاً بقلم د. صلاح ابو الحسن

“الدروز” الى أين؟؟!!

هل “هزة” حماة وحلب تُبدل قواعد اللعبة

الى رفاقنا وأهلنا وأصدقائنا في المتن الأعلى “تجربتكم مع هادي سبقت نيابته”

ترامب ومصير الإنتخابات

الناخب بين “الحاصل” و”المحصول”

قانون الإنتخاب “الإلغائي” و”شفافية” التزوير..

لا تصدّقوا وعود الإنتخابات

لا تستخفوا بالمعترضين

بعد الغوطة.. الإرهاب أرحم

ولماذا الإنتخابات؟!

انقلب باسيل على تفاهم مار مخايل.. وقضي الأمر!!

هكذا صهر يُعفي العهد من الأعداء

مصائر الديكتاتوريات متشابهة!

بين نداء الحريري ونداء “صاحب الزمان”!!

ما أحوجنا اليك

وأخيرا… “طفح الكيل”!

“كأنه حُكم على اللبنانيين أن يحكمهم دائما الجهال”..

رسالتي الى الرفيق تيمور

إنتصار “الأوهام” الكاذبة!

صنّاع الإرهاب هم صنّاع تقسيم سوريا!