التهديد للوليد لم ينه حلمَهُ البتّه، بوطن السّلام والحياة

هيثم عربيد

أتحفتنا أبواق التهديد الداعشيّة المتنوّعة والخاضعة لأوامر أسيادها المتصلِّبة بالفكرِ ولغة الجماد، والوحشيّة الدكتاتوريّة والراديكاليّة المدعومة من الغرب الأمريكيّ العامل للتفتيت والشرذمة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، والمتنامي مع التغذيةِ المنسوجةِ بالتخطيطِ الصهيونيّ الدائم لكسرِ الحلقات العروبيّة التضامنيّة التي يمكن لها أن تنشأ من صرخات الثورات العربيّة المقموعة بقوةِ دول المحاور الكبرى والمصالح المتضاربة والمتخاصمة، والمتفقة فيما بينها على تدمير ثوراتنا العربيّة ونتائجها، ونهب مقدَّراتنا في شتّى الحقول النفطيّة والتراثيّة، وحتّى الثقافيّة التي يمكن لها أن تؤسّس لمنعِ استمرار التوحّش الصهيونيّ في قضمِ الحقوق العربيّة ومنع تطبيق القرارات الدوليّة، عبر زرع بذور الفتنة القابلة للتوسّع مع العقولِ العربيّة المتواطئة بالعمالة، والمتآمرة على شعوبها، والتي دمّرت سوريا والعراق واليمن وأبعدت فلسطين عن مركزيّتها كمنطلقٍ للكرامة والأخلاق والوجود العربيّ الحقيقيّ!!!…

من هنا، نرى أنَّ الطفيليّات الداعشيّة المتنامية والمتوسّعة رويداً رويداً بدعمٍ من قوى المحاور المتسلّطة على عالمنا العربيّ، تزدادُ وتكبرُ لتكتسحَ أكثر فأكثر المساحات والإمكانات رغم الإدّعاء بمحاربتِها!!. وهي بازديادٍ لتلاوينها القاتمة، وتحتَ عناوينها الواهية، ولكن المُدرِكة لخطواتِها التّقسيميّة والتشريديّة المرسومة، والتي جعلت وستجعل من عالمِنا العربيّ كرة نارٍ متناقضةٍ ومتصارعةٍ ديموغرافياً وسياسياً ودينياً ومذهبياً وعرقياً، وكل ذلك بهدفِ الإبقاء على النزاعاتِ القائمة، والتي تدور رُحاها في فلك الإنحدار العربيّ الدائم، وبالمقابلِ تتنامى القدرات الصهيونيّة المغتصبة لفلسطين، والمهيمنة على دولنا العربيّة، والتي تعمل ليل نهارٍ وبخططٍ مستمرةٍ لإبقاء نار الإحتراق تستعر، وتأكل الأخضر واليابس معاً في كل الأقطار العربيّة. وما الهجمة التهديديّة على رئيس الحزب التقدّميّ الإشتراكي وليد جنبلاط، إلاّ في سياق منع حركتهِ اللولبيّة الهادفة لمنع إستقطاب الفتنة إلى أروقة الوطن، وهو الذي ينسجُ صلة الوصل التقاربيّة بين القوى المتناقضةِ والمتصارعةِ فيما بينها، أكان على المستوى الإنقسام الطائفيّ والمذهبي السنيّ منه والشيعيّ، أو من خلال رؤى الإنحدار والتفكّك المتنوّعة أمنياً ومحوريّاً وإقتصاديّاً وغيرها. مما يحملُ الوطن إلى مهبِّ العواصف الدائرة والمدّمرة للإمكاناتِ العربيّةِ بشتّى طاقاتها، ولأجلِ التّسليم والإستسلام للواقع التفكيكيّ وللإنهيار الفعليّ…

??????????

لذا، نؤكد أننا مع الخطى والرؤى الواقعيّة التي يتنتهجها النائب وليد حنبلاط بسعيهِ الدائم للوحدة الوطنية، وسنبقى معهُ في بناءِ وترميم الكنائس التاريخيّة المزدانة بروح التضحيات العائليّة، والأيقونات الإنسانيّة والدينيّة الجامعة لقوى الخير والمحبّة.. وسنبقى معهُ في بناءِ الجوامع الحاضنة للعدالةِ والوحدةِ والعروبةِ المتنوّرة بالحريّةِ والإيمان ونهج الوعي للإنسان.. وسنبقى مع الشخصيّة الوليديّة المنبثقة من الروح الكماليّة، والتي حَبَكَتْ وتحبُكُ التناقضات الداخليّة والخارجيّة لتحوِّلها إلى إرشاداتٍ وأفكارٍ تتآزر لتذليلِ العقبات وبنيان الأُسس التضامنيّة التي تأخذُ الوطن إلى واحةٍ من الخير والسلام، رغم الكمّ الهائل من التناقضات التي تجعل البنيان الإنسانيّ ينحرفُ نحو الأطر الغرائزيّة بعناوين حماية التّمذهب والتّقوقع، ومنحدرات الطائفيّة والعشائريّة، والمحاور العابثة والمدمِّرة لجذورِنا العربيّة وغيرها، وهذا ما أدخَلنا ويُدْخِلنا بلعبةِ القهر الدّوليّة المرسومة بالتقاسمِ والتقسيمِ، وموزّعة على أرباب القرار الدّوليّ الحامي لخطوطِ الإمداد المتصهينة والمساندة للدكتاتوريات والداعشيات وما شابه!!، كي تأتي ثمار النكبة السوريّة وغيرها، لتصبَّ في خانةِ الرضوخ للمصالح الصهيونيّة ومن يدعمها من الغرب المتصهين بعناوين إنسانيّة، ودول المحاور المتربّصة بكسبِ الغنائم على حسابِ الشعب العربيّ المنكوب وحقوقه المسلوبة!!!…

أمّا وقد تمظهرت التهديدات للنائب وليد جنبلاط بصورتيّ التصفيّة الجسديّة لزرع وتحريك الفتنة، ومنع عقول الحكمة والعقلنة والتوازن التصويبيّ، من إدراك السلام والمحافظة على الوطن وما تبقّى من مؤسّساته ودوائره. ويأتي ذلك الرد على ما جسّده الوليد بالحشدِ الوطنيّ الجامع في تدشين كنيسة سيدة الدرّ في المختارة، والذي كان بمثابةِ الرسالة إلى العقل الوطنيّ اللبنانيّ المعتدل والمؤثر والمحرّك، كي نُنْضِجَ التسوية سوياً في تذليل العقبات من أمام رئاسة الجمهوريّة مهما كانت التنازلات، لأنَّ كلفتها أقلّ بكثيرٍ من الإستمرار بالشغور، وعلينا تقع مسؤوليّة إنتخاب رئيسٍ يحملُ في طيَّاته حماية الوطن ولو بالحدود الدُنيا، لإستدراكِ الإنزلاق في دهاليزِ الإنقسام العموديّ القاتل في الداخل اللبنانيّ وتداعياته الإقليميَّة والخارجيَّة. مما أغاظ قوى الشرّ المحوريّة وجعلها تحرّك أدواتها الداعشيّة لتكملَ مشروعها الهادف للهيمنةِ على الوطنِ وإلصاقهِ بمحاورِ الموت، ومنع قوى الإعتدال من التلاقي والتوحّد، وبالتالي الإبقاء على الشللِ القائم في المؤسسات، والذي لم تكتملْ فصول نهايتهِ بعد، حتّى يكتمل المشّهد القاتم في الصراع الدائر في المنطقة، ويتم تبيان الثمن المقابل للإفراج عن ملفِ الرئاسة، مما يجعلنا والوطن أسرى الصراع الدائر والمستمر في أتون لعبة الإنقسام والمحاور وما يعرف بالتفتيت الجديد!!!…

كمال جنبلاط ووليد جنبلاط

بعد كلِّ ما تقدم، نؤكّد أنَّ رسالة التنوّع ضمنَ الوحدة الوطنيّة كانت مع مفكرٍ كبيرٍ من هذا الوطن المعلّم كمال جنبلاط وستبقى مع حامل وحامي الأرث التقدّميّ وليد جنبلاط بأرقى وصيّة وتتجلى بصقلِ الوطن بلغةِ السلام والمحبّة والحريّة، ولزرعِ مفاتن الجمال بالحقيقةِ الإنسانيّةِ، ولإكمالِ صورةَ لبنان العربيّ الديمقراطيّ الإنسانيّ القائم على التعدُّدِ ووحدةِ الهويّة الوطنيّة والعربيّة.. ولم تخفْ يوماً المختارة بكلِّ رجالاتها وقياداتها من أربابِ القتل الهمجيّ، والكمال شاهداً للحقيقةِ الوجوديّةِ لأنَّه لم يزل حيّاً في العقول والقلوب والفكر والإبداع والمبادئ، وهو على عرشِ الوطن يدركُ مسالك الحبّ والمحبّة والحياة والحريّة، أمّا أرباب أنظمة القتل الهمجيّة، فهم في دهاليز الخوف والإجرام ينسجون الموت بأقبية الهروب والإختباء بنعوشِ الظلام دون حياةٍ ولا حريّة!!!..

ختاما، نقول، أنَّ الوطن والعالم العربيّ يدركُ معنى الصرخات الوليديّة النابضة بالحريّة، وسيبقى حامي السلام الوطنيّ، وباني الجمال للعقل التعليميّ، والمتنوّر بالحكمة في الأداءِ السياسيّ، والقارئ خلفَ السطور للمستقبلِ الرؤيويّ الحقيقيّ، وجامع الأضداد لتدوير زوايا التناقض الفكريّ، والمستدرك الدائم لمنعِ الخلل في التوازن اللبنانيّ والعربيّ، والمؤمن بالتنوّع والحريّة في بناءِ مرتكزات الوطن التنويريّ، والمسكون بالتحدّي لغمرِ الوطن باللون اللاطائفيّ وبالسلام الإنسانيّ، والمثقّف الهادف لإعتلاء موج العقل الديمقراطي، المبني على احترامِ الآخر في شتّى ميادين النضال الآنيّ والمستقبليّ، والعروبيّ المتجذّر بفلسطين والعالم العربيّ وبأرز الكمال اللبنانيّ، وهو التقدّميّ الإشتراكيّ الذي تحدّى وسيتحدّى كلّ التهديدات بقتل العدالة والحريّة، والسلام الإنسانيّ واللبنانيّ والعربيّ والوطنيّ والدّوليّ..

بإختصار: لم تخيفنا تهديداتكم، فنحن أرباب الشهادة والعقل والحكمة والقيادة، فإمّا النصر للحريّة والإنسانيّة والسيادة، أو الشهادة.. وحتماً الشهادة لحماةَ الوطن والإرادة والريادة…

اقرأ أيضاً بقلم هيثم عربيد

نكتبها بالنّور كما تكتِبُنا!؟

 المرأة الإنسان!..

ثقافة السلام الحواريّ.. لا الإستسلام الفئويّ!

الزمان والمكان عانقـا الحقيقة برداء الكمال الإنساني!

متحف ومكتبة الموسيقى العربيّة، حلم الإرادة التصميم المنتصر!

أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!

الرفيق طارق يأبى الرحيل، وهو باق بأسرة العمر الجميل!

 المربي سليم ربح على عرشِ التَّربيةِ والمحبَّةِ والخلود

صرخاتُ الألمِ!!.. بدايةٌ لإدراكِ عالم معلمي الشهيد!!!…

الإنتخابات البلديَّة هي المنطلق لكسرِ حلقة الفساد والإفساد

كيف نعملُ يا كمال؟!.

نسمات محبتك الدائمة.. لم ترحل يا أمّي!.

كمال جنبلاط لم يرحل!

وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…

الرئاسة بلغة الممانعة وديمقراطية الإقصاء…

معلمي.. ثورة للإنسان والإنسانية.. والحقيقة والحريه…

سمير القنطار… شهيد الوطن المقاوم…

كمال الولادة والشهادة، رسالة فجرٍ دائمة، للحريّة والسعادة!!!…

فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ

الحِراك المدَني وخطى النجاح المتلاشية والمهدورة!!!..