الإرهاب الرياضي!

بهاء ابو الحسن، زياد بو غنام (الأنباء)

شرفتنا وزارة الصحة خلال هذا الأسبوع بجولة على الأندية في لبنان، وهذا قرار ليس غريباً على وزير الصحة أبو فاعور صاحب الكف الأبيض في جميع الملفات، لا بل إنجازاً يسجل على صفحات تاريخه المشرف.

نحن اليوم نقف بجانب وزير الصحة على هذا القرار الصائب، لنعلي الصوت ونقول كفى، إن الهرمون والأبر التي تدخل عقولكم قبل أجسادكم هي موت بطيء ومفاجىء، إياكم وثم إياكم التعاطي بها أو يغركم أحد أنها تحسن منظر أجسامكم، إنها سم قاتل لا أحد يعرف ماهيته.

لقد بتنا نعيش في غابة متوحشة، فحسب ما هو شائع أن الرياضة نقوم بها من أجل تقوية أجسامنا وتحسين أخلاقنا ونمط حياتنا، وهذا ما تربينا عليه من الصغر، ولكن أبى بعض المتوحشين والمتعطشين إلى ملء جيوبهم أن يتركوا صورة الرياضة كما هي، بل أساؤوا إستعمال صفتهم كمدربين ليغدروا بالناس من دون رحمة ويغرونهم بما يودي بهم إلى الهلاك والموت، ولم يوفروا حتى المراهقين.

واسأل هؤلاء البائعين الموقرين:

أليس من المعيب التلاعب بعقول الرياضيين واغرائهم بالهرمون والابر وأنتم أكثر الناس تعرفون خطورتها؟

أليس هذا يسمى قلة ضمير عندما يسمح لنفسه مدرب ان يُدخل الى جسم رياضي سم قاتل بدلاً من ان يرشده ويمنعه عن ذلك؟

الا يدغدغكم ضميركم عندما توصلون شاب الى حالة لا يمكنه التراجع عنها.

وصلت بكم الأمور ان تجعلوا ابرياء يدمنون التعاطي بالهرمون مقابل ان تمتلىء جيوبكم بالمال بدل من ان تمتلىء قلوبكم بالرحمة.

مراكز-رياضية

لنتطلع وإياكم على بعض فوائد الهرمونات الخاصة بكمال الأجسام:

معلومات طبية مؤكدة..

– قصور في الكبد والكلى.

– إضطراب في وضيفة عضلات القلب.

– تغير سلوك المتعاطي وميول إلى العنف والأذى.

– العقم وصعوبة إنجاب الأطفال.

– كثرة ظهور البثور وحب الشباب.

– إرتفاع ضغط الدم.

– ضعف المناعة.

هذا ولم نتكلم بعد عن الأدوية الأخرى التي يبيعونها مدعين أنها أدوية من دول كبرى، ويقنعون بها حتى من هم دون سن المراهقة..

لانهم شبابنا ومستقبلنا واملنا وزهرة عمر اهاليهم، ولانه يجب ابعادهم عن هذا الانحطاط الاخلاقي والرياضي، لا يجب أن نسكت بعد اليوم وعلينا أن نتحرك جميعاً.

يهمنا نحن كاتحاد جمعيات جبل لبنان وكجمعية لنا خاصة المشرفة على نادي الفنون القتالية ونادي u.f.c ان نقول لجميع الاهل ان الرياضة وسيلة صحة وحياة وليست وسيلة موت..

وعلى الأهل أولاً أخذ الحيطة والحذر على أولادهم الذين يذهبون إلى أندية كمال الأجسام، ومراقبتهم ومتابعتهم، وعلى الناس وجميع الرياضيين ضرورة التنبه لمخاطر هذه الآفة الكريهة، ونطلب من وزارة الصحة زيارات متكررة إلى الأندية وبشكل دائم، علنا نستطيع إنقاذ نخبة وخيرة شبابنا.

(*) اتحاد جمعيات جبل لبنان، جمعية لنا الشبابية

هذا وعلق الامين العام لـ”جمعية لنا” زياد نعيم بو غنام على هذا الملف بالقول:

نعم لقد ذقنا لوعا من تجار الصحة واصبحنا نخاف من اي تجمع تحت اي شعار رياضي او نشاط يجذب شبابنا واطفالنا.. وندقق بكل صغيرة وكبيرة.. واليوم بوجود الاب الواعي والراعي والامين على صحة اطفالنا الا وهو الوزير المندفع الغيور وائل ابو فاعور.. فلا بد ان نقف عن الخوف ونشد يدنا معه ونسير خلفه في اي قرار او مطلب يصب في حماية صحة وبيئة ومستقبل اجيالنا واهلنا..

لقد قمنا كجمعية بتكريم الوزير ابو فاعور منذ اشهر.. الا اننا نشعر دائما بالرغبة وبالقصور تجاه اعمال وانجازات هذا الوزير الصادق المتخرج من مدرسة كمال جنبلاط ويسير بتوجيه ورعاية الزعامة الوطنية في لبنان بشخص الاستاذ وليد جنبلاط .

wael-abou-fa3our

ومما لا شك فيه.. ان مجتمعنا الصغير اي الجبل اصبح مجتمعا مقلدا للغرب وعاداته مؤمنا بان ما يشاهده من شذوذ وعادات سيئة ومظاهر غير اخلاقية هي التطور والانفتاح والحرية.. وهنا الفخ الاكبر والهاجز المخيف.

ان عادات اهل الجبل وتقاليدهم ولباسهم وحشمتهم مصدر قوة واعتزاز وفخر ومن يريد التخلي عنها ما هو الا منشق عن اصله وتاريخه ويذهب الى هاوية لا تحمد عقباها. فيا اهلنا الكرام دعونا نستيقظ من غفلة الانترنت والادمان على تقليد الغرب في العادات السيئة.. لما لا نقلده بالنظام والنظافة والرقي والحضارة.

وهنا اناشد جميع الجمعيات الى تكثيف دورها وتفعيل نشاطاتها التوعوية وارشاد الناس والجيل الصاعد عن مخاطر الانترنت والهرمونات والمخدرات والاخلاقيات.. للاسف اصبحنا في زمن يجب ان تدرس مادة الاخلاق والحشمة والوعي في المدارس والمجتمعات.. فلم يعد هناك كبير يجالس الرجال ليقول لهم ما الصح وما الخطاء.. ونترحم على زمن اجدادنا الذين نبهونا من التلفاز الذي سيفرق الناس..

فاصبحنا في زمن الانترنت الذي جعل من الحياة الاجتماعية.. علاقات الكترونية بعيدة عن الاحاسيس والمشاعر والنخوة والمرؤة والشجاعة.. والكرم وغيرها من الصفات الحميدة العربية اللبنانية الاصيلة..

فلنعد الى الحق والى الجذور ولنتشبث بارضنا وتاريخنا ولنربي اطفالنا تربية صالحة.. فنربح مستقبلنا ومستقبلهم.