لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

هشام يحيى

بريبة وحذر وقلق كبير تلقف جبل المعلم الشهيد كمال جنبلاط تهديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” للزعيم الوطني النائب وليد جنبلاط،  خصوصا أن هذا التهديد أتى بواسطة صحيفة معروفة الخلفيات والأبعاد والمرامي الامنية المخابراتية المشبوهة، وخصوصا ايضا أن هذا التهديد جاء مباشرة من دون مواربة أو خشية من ردة فعل جمهور وليد جنبلاط وغضبه فيما لو تجرأ أحد على المس بزعيمهم الذي لعب دوراً كبيراً في تثبيت حياد الجبل من الصراع الطائفي والمذهبي الجاري في كل المنطقة.

يخطئ كثيراً من يظن بأن حياد أبناء الجبل في هذه المرحلة هو حياد ضعف أو تردد منهم، فهم اليوم كما في أي مرحلة من تاريخهم حاضرون جاهزون للرد على أي عدوان أو اعتداء على مناطقهم أو أبنائهم في أي بقعة من هذه المنطقة، ومن يستخف بأبناء هذا الجبل أو يقلل من شأن عزيمتهم وبأسهم عليه أن يراجع التاريخ جيدا ليدرك بأنهم لا يعتدون على أحد  إلا أنهم لطالما كبدوا المعتدين عليهم الخسائر الفادحة وأذاقوهم مرارة الهزيمة النكراء مهما كثر عديدهم ومهما تعاظم تسليحهم وهذا الأمر ينطبق على هؤلاء المتطرفون الضالون أو من يحركهم أو من يوظفهم الذين يحب أن يحسبوا ألف حساب قبل أن يفكروا ليس فقط في الإعتداء على الزعيم وليد جنبلاط بل على أي مواطن في هذا الجبل أينما كان.

وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد بأن تهديد “داعش” النائب وليد جنبلاط لن يمر مرور الكرام خصوصا أن أثر هذا التهديد قد استفز أبناء الجبل في كل قرية وبلدة، واستنفر هممهم لمواجهة أي خطر داهم قد يهدد النائب جنبلاط أو أي منطقة في الجبل من أي جهة كانت. فثوابت أبناء الجبل بقيادة زعمائهم التاريخيين واضحة ومعروفة وهي لن تتغير ولن تتأثر رغم كل محاولات التشويش وحملات الإستهداف والتهويل والتهديد، وهذه الثوابت تتمحور حول صون السلم الأهلي والتوازن الوطني وحماية عناصر قوة لبنان وفي مقدمتها دعم الجيش اللبناني والتمسك بالدولة كخيار ثابت لحماية المجتمع اللبناني بكل تنوعه وتعدده من جميع المخاطر الداهمة، إلا أن ذلك لا يعني أبدا، بأن ابناء الجبل في غفلة عن مواجهة أي خطر، فهم بالفطرة العفوية التاريخية الراسخة بطبعهم ورصانتهم وعقلانيتهم الواعية متأهبون دائما  وعلى أعلى جهوزية لصد أي خطر ومواجهة أي مغامر على قاعدة الويل لمن حاول او تجرأ على التطاول او الإعتداء على كرامة وعنفوان الجبل.

PSP-special

بناء على كل ذلك، أن التهديد الموجه للنائب وليد جنبلاط يعيد التحدي إلى الحزب التقدمي الإشتراكي في ظل كل هذه الهجمة الطائفية والمذهبية التي تجتاح المنطقة برمتها والتي تطلق العنان للعصبيات الدينية المتطرفة والأصولية والتي وصلت إلى حدود مخيفة بعد أن أصبح هناك تنظيمات مسلحة منتشرة في أرجاء هذا الوطن العربي تتخذ من الدين سبيلاً لتكفير الآخرين وترهيبهم وإباحة قتلهم، ففي هذا الجو القاتم الموبوء بشتى العصبويات الضيقة من دينية وطائفية ومذهبية، يبقى الحزب التقدمي الإشتراكي بقيادة وليد جنبلاط رأس حربة في حماية حرية لبنان وقيمه في العيش الوطني المشترك والتعدد.

لذلك، إن من يهدد حزب وليد جنبلاط أنما يوجه تهديده إلى كل لبنان، ويخطأ من يظن ان مثل هذا التهديد العبثي قادر على اخضاع إرادة الحزب التقدمي الإشتراكي وعنفوان نضاله، وبالتالي اخضاع لبنان إلى مشيئة التكفيريين أو من يقف ورائهم… فهذا الحزب الذي اعتاد خوض غمار التحديات والمخاطر والإنتصار في كل المواجهات، لا يزال حاضراً ومهيأ بكل قوة على إنزال الهزيمة الساحقة بأصحاب هذا التهديد ومشروعهم، وهذا الأمر ليس بجديد على الحزب الذي بقيادة كمال جنبلاط اسس جبهة النضال الوطني وقاد الحركة الوطنية لينتصر على الرجعية العربية وديكتاتورية قياداتها المجرمة، وهو أمر أيضا ليس بجديد على الحزب الذي انتصر مع وليد جنبلاط على المشروع الإسرائيلي وثبت المشروع الوطني والعروبي في لبنان باسقاط اتفاق 17 آيار، والذي اسس ببطولات مناضليه ودماء شهدائه الأبرار إلى دخول البلاد في تسوية اتفاق الطائف، ومن ثم ابرام المصالحة التاريخية في الجبل مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير التي شكلت المدماك الأساس لثورة الأرز التي انطلقت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري حيث أن هذا الحزب وجماهيره بقيادة وليد جنبلاط كان رأس الحربة الذي قاد ثورة الأرز نحو اسقاط زمن الوصاية وتحرير لبنان من الوجود السوري.

كمال جنبلاط1

في الخلاصة، ان الحزب التقدمي الإشتراكي المتسلح بفكر المعلم كمال جنبلاط الإنساني لا يزال قادراً في هذه الأيام السوداء أن يكون المنارة المضيئة بالمعرفة والعلم والعقل والحكمة القادرة على صد موجات الجهل والتخلف التي تغذيها سموم العقول المريضة بالإنغلاق والتزمت، كما ان هذا الحزب لا يزال قادر بقيادة وليد جنبلاط أن يشكل صمام أمان لحماية لبنان من الذهاب مجددا نحو منزلقات الفوضى والفتنة بفعل الدور التوافقي والوسطي المعتدل للنائب وليد جنبلاط الذي كان ولا يزال وسيبقى يشكل حجر الزاوية في منع تدهور وانفجار الأوضاع في لبنان كما يريد ويرغب العديد من المتربصين شراً وعدواناً بلبنان وشعبه.

لهذه الأسباب وغيرها لن ينال المهددون من وليد جنبلاط وحزبه وجبله، وما تهديداتهم البائسة إلا بداية لمواجهة نتائجها محسومة سلفاً لمصلحة الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يعرف مناضليه بصمودهم وبأسهم وقوة عزيمتهم كيف يلحقون الهزيمة بوجه كل من فكر أن يتطاول او يتحدى أو يهدد جبل المعلم الشهيد كمال جنبلاط بزعمائه ومرجعياته وناسه الأفاضل الأشداء والكرام.

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!