جنبلاط: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!

بعد مئة عام تعود لعنة “سايكس بيكو” وها هو الكيان الكردي يتبلور في شمال سوريا والتاريخ لا يرحم لكن من المسؤول. المسؤول الأول هو النظام السوري الذي رفض التسوية. منذ البدء رفض وساطة الجامعة العربية برئاسة نبيل العربي ثم وساطة كوفي أنان ومن ثم الاخضر الابراهيمي على ما أذكر.

أصر النظام على الحل العسكري القمعي الأمر الذي دمر سوريا وهجر ملايين من شعبها. وهل النظام وحده مسؤول؟ أتت قوى دولية مثل روسيا وإقليمية مثل إيران وساعدت النظام في الاستمرار بدل إجباره على التسوية.

أما العرب والاتراك فكل كان له جدول أعمال مختلف على حساب المعارضة الوطنية وكانت تلك التنظيمات المتعددة. ثم خرج قادة “داعش” من السجون السورية والعراقية وكان التنسيق بين النظام وداعش وأحياناً التصادم، والغريب كيف إلتحق عشرات الآلاف من المقاتلين بداعش من الغرب والصين والعالم العربي وروسيا.

أما سياسة اميركا فمنذ البدء رفضت تسليح الجيش السوري الحر بالسلاح النوعي المضاد للطائرات وكان هذا ممكناً في أوج معركة حمص. وتفاقمت الأمور وها هي معالم تفكيك سوريا بعد أن رفض النظام وحلفاؤه الحل السياسي.

الحديث طويل ومتشعب، لكن كان يمكن إقامة نظام سياسي فيه الحد الادنى من اللامركزية والاعتراف بالتنوع للاعراق كالأكراد. ماذا في الخفايا لست أدري. لكن هناك مسطرة او مساطر ترسم حدود جديدة بالدم والنار في سوريا وفي العراق.

لا تلوموا الأكراد بل العرب الذين لا يقرأون. منذ إبن رشد يحرقون الكتب. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!