جلد الدب

جليل الهاشم

كما كان متوقعاً أنتجت ثلاثية الحوار موعداً جديداً لاستئنافه، أما عدا ذلك فهي أبقت الأمور على ما كانت عليه وليست هذه النتيجة مستغربة، فعنوان هذه الأزمة هو الفراغ الرئاسي وحلّها يكون بانتخاب الرئيس حسب الأسس المعترف بها وهي أسس بسيطة جداً قوامها قيام النائب بواجباته والذهاب الى مجلس النواب والتصويت لمن يراه مناسباً للمنصب الأول في الدولة.

إلا ان الأمور لا تسير على هذا النحو فقبل الحوار بكثير كان هناك من يقول أن الحل الوحيد هو في تعيين العماد ميشال عون رئيساً. وفي منتصف الثلاثية وبينما كان أركان الحوار يتداولون في كل شيء إلا في العنوان المطلوب خرج نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليقول لوكالة رويترز لا تبحثوا هنا وهناك انتخبوا العماد عون وإلا لا رئاسة حتى إشعار آخر، مع ذلك تابع المحاورون طرح الأفكار ربما كان بعضهم يهوى ملء الفراغ الذي أعلنه قاسم على الطاولة تصبح المقبلات جزءاً من إرضاء أصحاب الأذواق المتنوعة وكما قيل رجعت اللامركزية الإدارية لإثارة شهية أحد الأطراق الذي يضعها بنداً أساسياً في برنامجه السياسي. ورمي مجلس الشيوخ اعتقاداً من صاحب الرمية إن شهية الطائفيين على الأقل ستتفتح بقوة فيحصل النقاش المطاط بانتظار حضور المأذون، وقادت رمية مجلس الشيوخ الى فتح أبواب جديدة أمام المعطلين فإذا بهم يجتهدون للقول أن إقرار مجلس الشيوخ ونظامه سيستوجب تعديلاً في طبيعة المجلس النيابي الجديد وبالتالي في قانونه الذي يفترض أن يخرج من القيد الطائفي ليصبح مجلس نواب الطوائف مجلساً وطنياً تقوده الروحية الوطنية المستجدة لدى أركان الطوائف خصوصاً صاحبة السطوة راهناً.

الحوار

إلا أن مشاركين في الحوار انتبهوا إن الخلاف على «جلد الدب» ذهب بعيداً والدب غائب عن الأنظار قال هؤلاء لدينا الطائف كلاً متكاملاً ولدينا الدستور الواضح ولدينا المواد التي تحكم قيام المؤسسات والسلطات بما في ذلك كيفية انتخاب رئيس جمهورية ونعرف جميعاً إن أية تعديلات دستورية وأية إصلاحات يجب القيام بها تتطلب وجود رئيس وهذا الرئيس ممنوع كما هو واضح عند هذا الحد إستراح الحوار وسيتعرّف المتحاورون الى شواطئهم بين قبرص واليونان وايطاليا وربما ابعد من ذلك ليعودوا بألوان إضافية الى جلسة الخامس من ايلول.