تحرير معمل الإسمنت في حلب ومقتل قيادي في «حزب الله»

تمكن الثوار السوريون الأحد من تحرير معمل الإسمنت، وهو موقع استراتيجي في ريف حلب الجنوبي، وأعلن «جيش الفتح» أن مسؤولاً كبيراً في «حزب الله» قتل في المعركة، فيما تم إطلاق معركتين جديدتين أخريين: واحدة باتجاه محور جمعية الزهراء في حلب، والثانية في منطقة القلمون الشرقي، حيث انهارت ثكنات قوات بشار الأسد واحدة تلو الاخرى. وفي إدلب تناوبت طائرات النظام وروسيا صباح أمس خلال ساعتين على قصف 25 مدينة وقرية في إدلب وريفها، مستخدمة الصواريخ والقنابل العنقودية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

فقد سيطر الثوار على معمل الإسمنت الواقع جنوب مدينة حلب على طريق الراموسة، بعد هروب عشرات الميليشيات الشيعية من مواقعها.

وأعلن جيش الفتح مقتل قيادي كبير من «حزب الله» خلال المعارك في محيط معمل الإسمنت، كما تم اغتنام عربات عسكرية وأسلحة متوسطة وخفيفة، وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الروسية على المنطقة.

وكانت الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، أعلنت عصر أمس، استهدافها لمعمل الاسمنت الذي تتمركز فيه قوة كبيرة لنظام الأسد، بريف حلب الجنوبي، بهدف تحريره، وذلك عقب عمليات التحرير التي ابتدأت قبل نحو 10 أيام وأفضت إلى فك الحصار عن المدينة.

وبتحرير معمل الإسمنت يعزز الثوار مواقعهم على طول خط طريق الراموسة الذي بات اليوم تحت سيطرة الثوار بالكامل، الأمر الذي قطع طريق إمداد النظام من الجهة الجنوبية، ولم يتبق للنظام داخل المدينة منفذ سوى طريق «الكاستيلو» الذي استولى عليه قبل نحو شهر من الآن.

وأعلن الثوار البدء بمعركة جديدة على محور جميعة الزهراء، بهدف السيطرة على المخابرات الجوية، وكتيبة الزهراء المدفعية. وبدأ الهجوم عصر أمس بسيارة مفخخة مسيرة عن بُعد، استهدف مواقع قوات النظام في جمعية الزهراء، وأسفرت عن مقتل وجرح عدد لم يحدد بعد.

واستعاد الثوار عدة نقاط كانت عناصر الأسد تقدمت فيها في وقت سابق، في مشروع 1070 المتاخم لحي الحمدانية جنوب غربي حلب.

وتتزامن هذه التطورات، مع إطلاق المرحلة الرابعة من «ملحمة حلب الكبرى» التي أطلقتها فصائل «جيش الفتح«، و«فتح حلب« لفك الحصار عن المدينة، الأمر الذي تطور وبات الهدف فيه السيطرة على كامل المدينة، حيث سيطرت الفصائل على أجزاء من حي جمعية المهندسين، ولا تزال المعركة في أوجها لحظة تحرير هذا الخبر.

واستهدف الطيران الحربي عدة مناطق وأحياء في حلب بالصواريخ الفراغية والقذائف المتفجرة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. واصابت إحدى الغارات مستشفى الأطفال في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، تسببت بأضرار مادية في مبنى المستشفى ما اضطر القائمين عليها لتعليق العمل فيها وإعلانها خارج الخدمة حتى إشعار آخر.

وفي ريف دمشق، أعلن الثوار، أمس، بدء معركة جديدة، أطلقوا عليها اسم «ذات الرقاع 2»، وتهدف إلى ضرب عدد من النقاط العسكرية التابعة لنظام الأسد على اوتستراد دمشق ـ بغداد، في منطقة القلمون الشرقي.

وقال مراسل «الهيئة السورية للإعلام« إن الثوار تمكنوا من التسلل إلى داخل كتيبة المدفعية الواقعة على الاوتستراد، وتبعت ذلك اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر قوات الأسد، واغتنام أسلحة فردية وبعض الذخائر.

وذكر موقع «أورينت نت» أن ثكنات قوات النظام في القلمون الشرقي انهارت واحدة تلوى الأخرى بعد ساعات قليلة من بدء المعركة.

وفي مدينة إدلب تسببت غارات بمقتل خمسة مدنيين وجرح العشرات بعد استهداف منطقة الصناعة وعدة أحياء في المدينة بغارات جويّة روسيّة، كما استهدفت الغارات الجوية الروسية منطقة امعانون وهي عبارة عن أحراش نزحت إليها مئات العائلات من مدينة ادلب، وتم استهدافها بالقنابل العنقودية، وتسببت بسقوط طفلة قتيلة، كما استهدفت الغارات الجوية سراقب وبنش وتفتناز وقرية كتيان القريبة منها، ومدينة أريحا.

واستهدفت الغارات الجوية الروسية قرية قلب لوزة ذات الأغلبية الدرزية، وتسببت بمقتل أم وطفلتها وبسقوط جرحى مدنيين من الدروز، وهذه القرية تعرضت عدة مرات للغارات الجوية، واستهدفت الغارات الجوية محيط بلدة إيبلا وأطراف ابلين والبارة.

وشنت الطائرات الحربية غارات جوية على مدينة جسر الشغور واستهدفت الكراجات وسط المدينة، وألقت طائرة مروحية براميل متفجرة على بلدة الناجية في ريف جسر الشغور.

وشهدت منطقة المخيمات وصول مئات العائلات النازحة من مدينة ادلب وريفها، وسط حالة انسانية صعبة جداً مع عدم وجود خيم تكفي للنازحين الجدد.

ووقعت الغارات صباح الأحد خلال فترة زمنية لا تتجاوز الساعتين.

وكانت المراصد العسكرية أحصت السبت استهداف 16 موقعاً طالها القصف الجوي توزعت على كل من مدن وبلدات ادلب.

وادعت وزارة الدفاع الروسية في بياناتها أن طائراتها المقاتلة تستهدف مقرات «المنظمات الارهابية«، فيما نقل ناشطون أن المقاتلات الروسية تعمد إلى تدمير البنى التحتية في المنطقة المحررة من مشاف ومدارس وأفران ومرافق خدمية أخرى، وأن أكثر من 10شهداء قتلوا جراء استهدافهم في سوق الخضار بمدينة ادلب و4 في مدينة تفتتناز، و30 جريحا إصابة بعضهم حرجة ، بحسب الناشط تركي مصطفى.

وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قتل 122 مدنيا على الاقل جراء الغارات السورية والروسية على مناطق عدة في ادلب منذ منذ بدء هجوم الفصائل في جنوب غربي حلب نهاية الشهر الماضي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس« ان «تكثيف القصف على محافظة ادلب تحديدا مرتبط بكون المحافظة تعد الخزان البشري لمقاتلي فصائل جيش الفتح» الذي تمكن الصيف الماضي من السيطرة بشكل كامل على محافظة ادلب.

واوضح عبد الرحمن ان «قوات النظام وحلفاءها هم حاليا تحت ضغط في حلب نتيجة الهزيمة الكبيرة التي تعرضوا لها على ايدي مقاتلي جيش الفتح وفصائل اخرى في جنوب غربي المدينة».

وفي سياق الحرب على «داعش»، اعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» التي تضم تحالفا من المقاتلين الاكراد والعرب وتحظى بدعم الولايات المتحدة امس عزمها على طرد مقاتلي التنظيم المتطرف من مدينة الباب بعد سيطرتها على معقلهم منبج في شمال سوريا.

وقالت في بيان بعد يومين من طرد آخر الجهاديين من منبج في محافظة حلب «نعلن تشكيل المجلس العسكري لمدينة الباب الهادف لتحرير أهلنا في الباب من مرتزقة داعش (الدولة الاسلامية) على غرار مجلس منبج العسكري الذي حرر منبج». وتبعد مدينة الباب خمسين كلم جنوب غربي منبج.

(*) أورينت نت، كلنا شركاء، زمان الوصل، الهيئة السورية للإعلام، أ ف ب