دار المختارة: صنعت التاريخ وتؤسس للمستقبل!
رامي الريس
9 أغسطس 2016
لم يكن مشهد المختارة في المصالحة المتجددة غريباً على هذه الدار التي إعتادت أن تفتح أبوابها في كل الأوقات، أوقات الشدة وأوقات الرخاء، في لحظات الثورات، وفي مراحل الإستقرار.
كثر مروا على منصة التكريم في المختارة من سفراء وقناصل وشخصيات إلى بطاركة ومطارنة ورجال دين، ووزراء ونواب إلى حزبيين ومناضلين وثوار.
إنها ساحة الدار ذاتها التي أخذت نظيرة جنبلاط فيها أصعب المواقف مقدمة المثال على أن الزعامة السياسية ليست حكراً على الرجال.
والساحة ذاتها التي إمتلأت بثوار 58 يدافعون عن القصر وسيده كمال جنبلاط الذي أعطى معنى جديداً للزعامة ودك أسس الإقطاعية متجهاً نحو الإشتراكية.
وساحة الدار ذاتها التي عرفت مع وليد جنبلاط لحظات صعبة، ففيها لبس عباءة الزعامة في 16 آذار 1977، ومن خلالها أطلق مواقف هامة في حقبة الإحتلال الإسرائيلي وصولاً إلى إتفاق الطائف وبعد إغتيال رفيق الحريري وإنطلاق ثورة 14 آذار لتحرير لبنان من الوصاية السورية.
طبعاً، أسطر قليلة لا تفي هذه الدار حقها ودورها في صناعة الحدث عبر الأجيال المتعاقبة. ومشهد السبت الفائت الذي أكد تجديد المصالحة التاريخية وكرس مفهوم العيش المشترك أعاد تثبيت الدور المركزي لدار المختارة في التقريب بين اللبنانيين وإسقاط الحواجز السياسية والنفسية بينهم.
زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى المختارة إحتفاء بتدشين كنيسة الدر، وتجديد المصالحة، إنما يؤكد عمق العلاقات التاريخية بين اللبنانيين التي تجاوزت الثنائيات القديمة وإتجهت نحو التعددية والتنوع.
وفي هذه الذكرى، تحية لراعي المصالحة الأول أي البطريرك صفير التي بإصراره وثباته حمى الجبل ولبنان في المراحل القاسية أثناء الإحتلال والوصاية.
———————————
(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة
Facebook: Rami Rayess II
Twitter: @RamiRayess