جنبلاط في يوم المختارة التاريخي: حرب الجبل لا رجعة لها

المختارة- “الأنباء”

 شهد قصر المختارة يوما وطنيا في الذكرى 15 عاما لمصالحة الجبل التاريخية التي رعاها البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ومناسبة تدشين كنيسة سيدة الدر المارونية في المختارة بعد اعادة ترميمها من قبل النائب جنبلاط برعاية وحضور البطريرك الكاردينال بشارة الراعي. وشارك الى الراعي وجنبلاط تحيط به عائلته السيدة نورا ونجليه تيمور وقرينته السيدة ديانا واصلان وكريمته داليا، كل من: رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال وزير الزراعة اكرم شهيب، ورئيس الحكومة تمام سلام من خلال الوزير ميشال فرعون، الرئيسين ميشال سليمان وامين الجميل، وممثلين عن الرئيس سعد الحريري النائب محمد الحجار، والرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق وليد الداعوق، الممثل الشخصي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله النائب علي فياض.

جنبلاط مع الحضور في باحة الكنيسة

كما شارك شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان القاضي الشيخ هاني الجوزو، وممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبد الامير قبلان المفتي الشيخ احمد قبلان، السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، وممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع نائب رئيس الهيئة التنفيذية النائب جورج عدوان، وممثل  رئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” العماد ميشال عون النائب ناجي غاريوس، وممثل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بيار بعقليني، والوزيران اليس شبطيني، ووائل ابو فاعور، والنواب، نعمة طعمة، هنري حلو، دوري شمعون، فريد الياس الخازن، انور الخليل، فادي الهبر، فؤاد السعد، مروان حمادة، انطوان سعد، علاء الدين ترو، ايلي عون. والوزراء والنواب السابقين، محسن دلول، ناجي البستاني، مروان خير الدين، جوزيف الهاشم، صلاح حنين، عبدالله فرحات، ايمن شقير، الياس عطالله، زاهر الخطيب، غطاس خوري، فيصل الصايغ، اضافة الى النائب السابق فريد هيكل الخازن ووفد كبير من عائلة الخازن، وعدد من أركان الحركة الوطنية السابقة، ورئيس المجلس الوطني لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية، والامين العام النائب السابق فارس سعيد.

1

كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان، ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وممثل عن مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الركن جهاد المصري، وقائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري، ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، وعدد من المدراء العامين والقضاة.

0

وشارك ايضا امين عام الجماعة الاسلامية عزام الايوبي، رئيس حزب الهنشاك كيراكوس توتونجيان، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، وممثلين عن حزب الرانغافار، والقيادي في القوات اللبنانية ادي ابي اللمع مع وفد، ورئيس المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي محمود عبد الخالق، ومسؤول الشوف في حزب الكتائب اللبنانية جوزيف عيد مع وفد من المنطقة، وامين سر حركة التجدد الديموقراطي انطوان حداد.

جنبلاط يستقبل البطريرك

وحضر ايضا، رئيس المحاكم الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، وقضاة المذهب الدرزي، واعضاء من المجلس المذهبي ورؤساء اللجان، والمطرانين بولس مطر وطانيوس الخوري، والارشمندريت انطوان سعد، ممثلا راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة حداد، ورئيس الرهبانية المخلصية الارشمندريت انطوان ذيب، راعي ابرشية صيدا ومرجعيون وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري، والشيخ علي ديبي ممثلا السيد علي فضل الله، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من مشايخ المؤسسة، ووفد من العلماء وأئمة المساجد في اقليم الخروب، وحشد من رجال الدين من الطوائف الاسلامية والمسيحية الى جانب امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، ونواب رئيس الحزب واعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية في المناطق، والاتحاد النسائي التقدمي، ومنظمة الشباب التقدمي، والكشاف التقدمي الذي تولى تنظيم الاستقبال ورفع الاعلام اللبنانية، ونحو 70 رئيس بلدية واتحاد بلديات، و220 مختارا من المنطقة، وحشد غفير من المواطنين غصّت بهم باحات القصر الخارجية والداخلية والطرق المؤدية الى القصر.

الراعي لدى وصوله الى قصر المختارة

وبعد الاستقبال من المدخل صعودا نحو باحة “البركة” اقيم الاحتفال واستهله النائب جنبلاط بكلمة جاء فيها:

 مع تدشين كنيسة السيدة (سيدة الدر)، نتطلع لأن تدر علينا الأيام الآتية المزيد من الحكمة والوعي والمسؤولية لمجابهة الصعابِ المتنامية من كلِ حدب وصوب.

مع تدشين كنيسة السيدة (سيدة الدر)، نتمنى أن تدر علينا الأيام المقبلة رئيسا للجمهورية كي نحفظ جميعا لبنان من الرياح العاتية.

مع تدشين كنيسة السيدة (سيدة الدر)، نرجو أن تدر علينا الأيام القادمة حلولاً لمشاكلنا المعقدة فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها المنتظر وتعود عجلة الدولةُ إلى الدوران بإنتظام.

مع تدشين كنيسة السيدة، نأمل أن تدر علينا الأيام المقبلة تثبيتاً لمناخ المصالحات بين اللبنانيين والحد من الإنقسامات القاتلة.

جنبلاط يلقي كلمة

لكن، بعيداً عن الأمنيات والمناجاة، فإننا نؤكد اليوم، في هذا اللقاءِ الوطني الجامع، على تمتين مصالحة الجبل التي كنا أرسينا أسسها مع تلك القامة الوطنية الشامخة، البطريرك صفير، في زيارته التاريخية إلى المختارة في آب سنة 2001.

وإسمحوا لي أن أستعيد عبارة واحدة من خطابي في تلكَ المحطة، إذ قلتُ وأكرر: “حرب الستين ورواسبها إنتهت إلى غيرِ رجعة، وحرب الجبل لا رجعة لها”.

في الوقت الذي تلتهب المنطقة العربية والإسلامية وتشتعل فيها النيران، وفي الوقتِ الذي تخطى الإرهاب الحدود الجغرافية بين الدول راسماً بالدم كل أشكال القتل والإجرام والتدمير، نؤكد في لبنان إحياء مناخ المصالحة والتقارب بين اللبنانيين، ونبعث برسالة إلى العالم أن لبنان يستطيع أن يقدّم مثالاً فريداً في حماية التعددية والتنوع.

22

قد نختلف في مقاربتِنا لهذا الملف أو ذاك، لهذه القضية أو تلك، ولكننا سنتمسك بالثوابت: ثوابت المصالحة، الوحدة الوطنية، السلم الأهلي والعيش المشترك والحوار. لقد أثبتت كل التجارب، السياسية منها أو العسكرية، أن أي أثمانٍ تسدد في سبيل السلم أرخص من أثمان الحرب والقتل والدمار.

إلى البطريرك الراعي، زيارتكم إلى داركم، دار المختارة اليوم، بعد تدشين كنيسة السيدة (سيدة الدر) يعكس حرصكم على التقارب بين اللبنانيين ورفضكم لقيام أي حواجز سياسية أو نفسية بينهم.

زيارتكم تأكيد على العيش المشترك بين اللبنانيين جميعاً الذين يلتقون تحت سماء لبنان الكبير الذي تصادف الذكرى المئوية لولادته بعد سنواتٍ قليلةٍ، فلنحافظ عليه جميعاً بعيداً عن المصالح والحسابات الفئوية والشخصية.

أهلاً وسهلاً بكم وبصحبكم، وأهلاً وسهلاً بجميعِ ممثلي القوى السياسية والمرجعيات الدينية والأمنية، وأهلاً وسهلاً بآل الخازن الكرام الذين لولاهم لما كانت هذه الكنيسة، وأهلا وسهلا بجميع الضيوف الكرام.

IMG-20160806-WA0022

ومن جهته، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي:

جميل هذا اليوم الذي يجمعنا في دارة الزعيم الوطني الاستاذ النائب وليد بك جنبلاط، لاحياء الذكرى السنوية الخامسة عشرة لمصالحة الجبل التي أرسى أسسها مع صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير في 4 آب 2001، في زيارته التاريخية التي شملت معظم بلدات الجبل بمختلف أقضيته. فالشكر لكم على هذه المبادرة وللسيدة قرينتكم على هذا الاستقبال الحافل. ففيها نلتزم جميعنا كلٌ من موقعه من أجل استكمال هذه المصالحة بتوفير اطارها الروحي والاجتماعي والاقتصادي والانمائي، بحيث تعود الحياة إلى الجبل كسابق عهده، إخاءً وحياةً اجتماعية ناشطة.

 فيومها قلتم، يا معالي وليد بك، لصاحب الغبطة والنيافة: “استأذنكم لأعلن أن حرب الجبل قد ولّت إلى غير رجعة. معكم نحمي الجبل، نحمي لبنان، ونحمي العيش المشترك في كل مكان”. وفي الواقع، من أجل هذه الغاية قام البطريرك معك بالتحدّي الكبير في تلك الظروف، واطلقتما المصالحة التاريخية. واليوم هو معنا بالروح والصلاة، ونحن نواصل المسيرة اياها ببناء مداميك هذه المصالحة من أجل حماية الجبل ولبنان. وغبطته مقتنع، كما أعلن يومها، “أن إصابة الجبل هي إصابة مقتل، كإصابة القلب في الجسم”.

جانب من المشاركين

 ويزيد من بهاء ذكرى المصالحة، أنها تأتي، ودائمًا بمبادرة من الزعيم وليد بك، بمناسبة الاحتفال باختتام أعمال ترميم كنيسة سيّدة المختارة. هذه الكنيسة على اسم سيّدة الدّر بُنيت بمبادرة من الشيخ بشير جنبلاط سنة 1820، في عهد البطريرك يوحنا الحلو ومطران صيدا ودير القمر آنذاك عبد الله البستاني. وجاءت المبادرة تكريمًا لمشايخ آل الخازن، وتوطيدًا لعلاقات المودّة والصداقة بينهم وبين آل جنبلاط.

 إننا نحيّي ونقدر هذه العلاقات بين العائلتين الكريمتين، لأنها لم تكن يومًا آنيّة وفي ظروف طارئة ولمصالح شخصية، بل كانت وطيدة الاركان متجذّرة في التاريخ منذ عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير وإمارة الشهابيين. وبالنسبة إلينا، إن مشايخ آل الخازن أصحاب علاقة تاريخية مع الكرسي البطريركي ومعتبرون حماته. وإلى الآن ما زالت العائلة تنتدب حارسين لأبواب الصرح أثناء انتخاب البطريرك، فضلاً عما لهم من مآثر على المستوى الكنسي والمدني، والاجتماعي والوطني، هم الذين أوقفوا الكثير من أملاكهم وبنوا أديارًا وكنائس ودور عبادة.

المختارة1

 كان البطريرك صفير، في تلك الزيارة التاريخة، شديد الاقتناع، ونحن نشاطره إياه، بأن تحقيق المصالحة بين المسيحيين والأخوة الموحّدين الدروز هو الخطوة الأولى التي لا مفرّ منها، في سبيل تعبيد الطريق نحو المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين؛ وبأنه من دون هذه المصالحة الشاملة لا ينهض مشروع بناء الدولة اللبنانية القادرة السيّدة الحرّة المستقلة.

لم يكن على الاطلاق في بال البطريرك ووليد بك التفكيرُ باستعادة ثنائية تاريخية، بل الانطلاق من فكرتها الاساسية التي أرست الكيان اللبناني على التعددية في الوحدة، إلى تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة.

 أما اليوم، فكلنا نتطلع إلى المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 أذار والوسطيين. فكما أن مصالحة الجبل أعادت الحياة إليه وإلى مجتمعه، كذلك بالمصالحة السياسية منوط إحياء الدولة ومؤسساتها الدستورية بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية الذي هو الباب. فعبثًا نحاول التسلّق إلى الدولة من مكان آخر. وما الجدوى من طرح جميع المواضيع قبل انتخاب رئيس للجمهورية وهو وحده الكفيل بقيادة طرحها والنظر فيها كلها، عبر برلمان هو المكان المخوّل طبيعيًا وبسلطة للتشاور والتداول والتصويت واتخاذ القرار. وبأي حق يُعطَّل انتخاب الرئيس لهذا أو ذاك من الاعتبارات، ويتعطل معه بالكلية المجلس النيابي، وتتعثر الحكومة، وتدبّ الفوضى في المؤسسات العامة، وتتوقف التعيينات، وتُستسهل عادة التمديد مع حرمان العديد من المستحقين، وينطبق خناق الفقر والحرمان على المواطنين، وتنشّل الحركة الاقتصادية، وتتناقص فرص العمل، ونخسر سنويًا بالهجرة المئات من قوانا الحيّة، فيما البلاد تغرق بالنازحين الذي أصبحوا نصف سكانها. من يحق له أن يمارس عملاً سياسيًا منافيًا للخير العام ومعطّلاً لحياة الدولة؟

الراعي وشيخ العقل

عند مبادرة مصالحة الجبل كان رجلان كبيران جريئان قاما بها: البطريرك صفير والزعيم وليد بك جنبلاط. فلو انتظرا قرارًا من الخارج، كما يجري حاليًا، لما حصلت المصالحة حتى يومنا. واليوم مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية تحتاج إلى رجالات دولة كبار من هذا وذاك من الفرقاء، يدركون أن الحلّ يأتي من الداخل، بشجاعة التجرّد من المصلحة الذاتية، وبغيرة النظر إلى مصلحة البلاد التي تعلو الجميع. من هذا المنطلق، يمكن الذهاب إلى مصالحة وطنية تضع يدها على الجرح الحقيقي في الحوار، وتحمي دولة لبنان من الانهيار. نحن نصلّي كي يُخرج الله مثل هؤلاء. فهو السميع المجيب.

جنبلاط يتسلم لوحة

يذكر أن آل الخازن قدموا لوحة للنائب جنبلاط عربون تقدير وشرح النائب السابق فريد هيكل الخازن معانيها.

جنبلاط يسحب الستار عن الحجر

المختارة