شباب اليوم… قادة؟!!
مروى أبي فراج
1 أغسطس 2016
أنباء الشباب
نحن في عصر يريد شبابه من فترة الى اخرى ان يتم تذكيره بمبادئه وعقيدته ووضعه من جديد على السكة الصحيحة ليستعيد المسلك الذي اختاره حسب قناعاته.
لطالما كنا نسمع بأن: “شباب اليوم، رجال ونساء الغد … قادة؟!” ولكن نحن نعتبر انفسنا في عصر يجعلنا نتفوق عن شباب البارحة، فحذفنا كلمة اليوم وأصبحنا “شباب الغد” متناسيين بذلك نكون قد حذفنا كلمة “قادة”.
لا قائد دون تدرج ولا قائد دون حكمة وتواضع، لا قائد دون رؤية واضحة صحيحة، ولا قائد دون تروي وتعقل… .
مهما كان إنتماؤك السياسي والإجتماعي، مهما كانت تطلعاتك وطموحاتك عليك ان تعي وتقدر نفسك كما انت، ان تعرف مدى قدرتك على تحمل لقب القائد، ليس كل مشارك في ورشة عمل او ندوة عن فن القيادة اصبح قائداً، وليس كل ذي منصب، يتحول الى قائدٍ. يقول المعلم في هذا المجال: “كنت شابا كنت ابحث عن نفسي في دثور ذاتي مثلما يبحث عالم عن مبدأ النهار، اكتشفت الذات جوهر النفس فما انا بشيء آخر سوى ظل نسر”.
أما الواقعية فهي من اهم صفات القائد، فنرى ان في عصرنا هذا اصبح الأغلبية يرون الواقع من منظارهم الخاص حسب مصالحهم واهدافهم لا حسب الواقع كما هو، فيخلقون تصادماً مع الغير الى ان اصبح الواقع (لا قراءة الواقع) وجهة نظر، فيأتي كلام المعلم ليؤكد وليكون خير دليل على أهمية الواقعية: “إن القائد يجب ان تكون له روح ثورية ونظرية ثورية دون ان تتحول عينه عن الواقع، الواقع الذي هو فيه… ولا يفيد الإنسان ان يكون مثالياً، بل يفيده ويفيد مجتمعه ان يكون مثالياً واقعياً”.
فالإنسان لكي يكون إنساناً، عليه ان يناصر اخاه الإنسان ويؤمن بالإنسانية، كذلك الشباب، فالشباب عليهم ان يناصروا بعضهم البعض وان يدعموا بعضهم البعض فيؤمنون بقضايا الشباب التي لا تنفصل عن قضايا المجتمع، فإبراز النخبة هو مقياس صلاح كل نظامه او فساده، ابراز النخبة لا إخفائها، دعم الناجح هو من نجاح القائد.
أخيراً، وبحسب المعلم كمال جنبلاط؛ ان القائد لا يصبح قائداً، ان يولد للقيادة كما تولد معه بذور الامكانيات والفضائل والنواقص المتعلقة بهذا الموقع الذي سيحتله. فكم من شاب يصنف نفسه قائداً وعندما تسمح له/ لها الفرصة بتبوء اي مسؤولية او اي منصب، يبوء بالفشل!!